Sep 26, 2024 3:34 PM
خاص

هل يتجه العراق إلى انتخابات تشريعية مبكرة؟

يولا هاشم

المركزية - عاد الحديث في الأيام الماضية عن إمكانية توجه العراق نحو إجراء انتخابات تشريعية مبكرة قبل انتهاء الدورة البرلمانية الحالية في تشرين الأول 2025. وأكد رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، في لقاء تلفزيوني الأسبوع الماضي، أن الانتخابات المبكرة ستجرى في نيسان أو أيار 2025، مشيرا إلى أن هذه الانتخابات أصبحت ملزمة وفقا للمنهاج الوزاري الذي صوّت عليه البرلمان.

ويُعدّ مطلب إجراء انتخابات مبكرة من أبرز مطالب التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر. كما ان رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة، وسط إشكالات سياسية تواجه رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني بسبب قضية "شبكة تنصّت محمد جوحي"، وهو معاون المدير العام للدائرة الإدارية في مكتب رئيس الوزراء الحالي، وسكرتير الفريق الحكومي، ومسؤول التواصل مع النواب.

وفي هذا الإطار، كشفت المعلومات ان هناك صراعا كبيرا وتقاطعا بين الإطار التنسيقي والسوداني، وان بعض قادة الإطار لديهم رغبات والرغبة الاولى عدم تمكّن السوداني من أن يكون رجل المرحلة المقبلة، ويستفيد من كونه الرجل الاول في الحكومة وتكوين تحالفات مع محافظين لهم نفوذ في محافظاتهم.

وأشارت المعلومات الى ان كل هذه التقاطعات الموجودة في المشهد السياسي قد تؤدي إلى انتخابات مبكرة، وهذه الانتخابات لا يمكن لها أن تتم دون تحقيق رغبة المالكي، وتقسيم المحافظات إلى دائرتين أو ثلاثة، ويعني ذلك إعداد قانون للانتخابات بشكل جديد.

ويواجه السوداني تحديات كبيرة في فترة حساسة تسبق الانتخابات، إذ يسعى إلى إعادة بناء الاقتصاد المتضرر من الصراعات التي شهدها العراق على مدى عقود. وفي الوقت ذاته، عليه أن يوازن بين تأثير الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران والتفاوض على خروج القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

وتشير المعلومات ان زيارة قائد "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني الأسبوع الماضي إلى العراق، جاءت لحلحة الاوضاع خوفا من استغلال ذلك من قبل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وأنه طلب من قادة سياسيين عراقيين تخفيف حدة الانتقادات للسوداني الذي يواجه مكتبه اتهامات بالتجسس، وذلك في مسعى لتعزيز الاستقرار في العراق فيما الصراع محتدم في منطقة الشرق الأوسط، خاصة وان إيران تمر بوقت حرج وترغب في تهدئة التوتر في العراق قبل الانتخابات البرلمانية المقررة عام 2025، وذلك لأن الخلافات الداخلية تتحول في كثير من الأحيان إلى أعمال عنف. فبينما هي تحاول الرد على العدوان الإسرائيلي، تتقاتل الفصائل في العراق بطريقة تسبب زعزعة للاستقرار. وآخر ما تريده إيران في الوقت الراهن هو فوضى سياسية في العراق.

ويثير هذا التطور تساؤلات عما إذا كانت هذه الانتخابات المبكرة تهدف إلى الضغط على حكومة محمد شياع السوداني أم هي مناورة سياسية لإعادة ضبط قواعد اللعبة في البلاد.

مصادر مطلعة على الملف العراقي تؤكد لـ"المركزية" ان "زيارة قاآني الى بغداد كما زيارة الرئيس الايراني مسعود بازشكيان لمحاولة احتواء الخلاف داخل الإطار، أي بين الإطار والسوداني، باءت بالفشل، وان لا يمكن تجاوز الأخطاء التي ارتكبها السوداني وفريقه، خاصة أمام المالكي الذي أصبح مُصِراً على أمرين: الا يحظى السوداني بولاية ثانية ولا أن يُكمِل ولايته الحالية، فهو بين خيار بالنسبة لنوري المالكي الذي هو الطرف الأقوى في معادلة الإطار يريد سحب كل القوة التنفيذية من يد السوداني من الآن وحتى الانتخابات وتحويل الحكومة إلى تصريف اعمال ليحرمه من الاستفادة من السلطة التنفيذية في الانتخابات.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o