الحزب ينسف "تفاؤل"بري بالمقترح الأميركي وإسرائيل قررت سحق سلاحه
جوانا فرحات
المركزية - على وقع الغارات التي تزداد عنفا مع الأيام قرأ رئيس مجلس النواب نبيه بري المقترح الأميركي ونفى عبر إحدى وسائل الإعلام المكتوب أن يكون هذا المقترح "يتضمن أي نوع من حرية الحركة للجيش الإسرائيلي في لبنان، فالأميركيون وغيرهم يعرفون أنه أمر غير مقبول ولا يمكن أن نقبل بأي مس بسيادتنا. لكن الشغل ماشي والجو إيجابي والعبرة بالخواتيم"
بالتوازي، رفض بري "مسألة تأليف لجنة إشراف على تنفيذ القرار 1701 تضم عدداً من الدول الغربية. خصوصا ان هناك آلية واضحة موجودة ولا مانع من تفعيلها في إشارة منه إلى القوة الدولية العاملة في جنوب لبنان، التي تتولى مراقبة تنفيذ القرار الصادر في أعقاب حرب 2006".
مفاجأة الغارات العنيفة مع تسليم لبنان المقترح الأميركي ليست الوحيدة، فزيارة كبير مستشاري المرشد الإيراني علي لاريجاني لبنان حملت أكثر من دلالة أولها وليس آخرها أن المقرر الوحيد والناطق بإسم حزب الله هو إيران وليس سواها وأن "الأخ الأكبر" ما بيمون بحسب ما تقول مصادر معارضة لـ "المركزية" على رغم تعيين الشيخ نعيم قاسم أمينا عاما لحزب الله ومن يمسك بالقيادة اليوم هي إيران بالمباشر. في حين يقتصر دور بري على تبادل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله عبر موفدين تماما كما في العام 2006 لكن "التكليف" هذه المرة ياتي في غياب قيادة حزب الله، بعد اغتيال الأمين العام حسن نصرالله وكل قادة الصف الأول والثاني. من هنا تضيف المصادرأن زيارة لاريجاني إلى لبنان في هذا التوقيت هي للتأكيد لبيئة حزب الله وإسرائيل "أن إيران و حزب الله منتصرون وسيكملون حتى النصر وليس حتى آخر شيعي وأن إسرائيل هي من ستهزم". في حين لا تتردد إسرائيل في الإعلان عن شرطها الأساسي ألا وهو سحق حزب الله وتحوله إلى حزب سياسي. فهل سيقبل الحزب وإيران بالشروط التي تلزم لبنان بنزع سلاح حزب الله؟
بحسب القرار 1701 لا شيء يمنع ذلك تقول المصادر لأن تفسير الأمم المتحدة للقرار يتضمن أن يشمل القرار 1559 الذي يدعو في أحد بنوده إلى حل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها. وكذلك القرار 1680 الذي يدعو سوريا إلى الاستجابة بشكل إيجابي لطلب لبنان بترسيم الحدود وإقامة علاقات دبلوماسية بهدف تأكيد سيادة لبنان وسلامته وتنفيذ القرار 1701 كما يؤكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ويلزم لبنان بتنفيذ القرارين 1559 و1680 من دون التذاكي في الكلام.
على ما يبدو ان نص المقترح التفاوضي الذي يحاول بري أن يبث من خلاله أجواء"إيجابية وتفاؤلية وإيهام بيئة حزب الله أن عدة الشغل باتت أمرا واقعا وهو يمسك بها" ليس إلا للإيحاء بأن الحوار لا يزال قائما بين حزب الله وإسرائيل عبر مكلفين بنقل الرسائل وموفدين وتحديدا المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين المرجح مجيئه إلى لبنان في الأسبوعين المقبلين في حال التأكد من موافقة حزب الله على مضمون المقترح الأميركي. وكما بات معلوما فإن نهاية الحروب هي الدخول في مفاوضات بين الفريق المنتصر والآخر المهزوم، أو تكون هناك مفاوضات بين قوتين متوازيتين.
بناء على ما تقدم لا يبدو "الجو إيجابيا" كما يوحي بري ويصرح به أمام وسائل الإعلام لأن المكتوب يقُرأ من عنوانه. والواضح ان إسرائيل لن ترضى إلا بسحق حزب الله وتدمير كل البنى التحتية العائدة له العسكرية منها والإقتصادية والخدماتية والتربوية والصحية.وبعد الإنتهاء من هذه المهمة ستدير ظهرها وتخرج من لبنان "لأنها لا تريد ان تكرر تجربة اجتياح العام 1982 "جل ما تريده هو ضمان أمن سكان المستوطنات الشمالية وعدم عودة نشاط حزب الله العسكري على حدودها أو إزعاج سكان شمالي إسرائيل. وهنا تكمن الخطورة بالنسبة إلى الداخل اللبناني.
إذ تخشى المصادر أن في حال استمر الفريق المعارض واقفا على حافة النهر في انتظار أن يجرف التيار حزب الله، سيجد نفسه أمام معضلة المواجهة مع الحزب الذي سيتفرغ للداخل اللبناني وسيعمل على إحداث خربطة الأوراق بعد أن يدير سلاحه إلى الفريق الذي صنفه ب"العمالة" فقط لأنه كان يطالب بسحب سلاح حزب الله وتطبيق القرارات الدولية وبأنه، أي حزب الله هو من أقحم لبنان بهذه الحرب تحت عنوان "حرب الإسناد" فكانت النتيجة دمار بقيمة 11 مليار دولار حتى اليوم وأكثر من 5000 قتيل بين مقاتلي الحزب ومدنيين.
صوت الفريق المعارض للحرب والمندد بسلاح حزب الله لا يكفي .المطلوب إرسال موفدين إلى دول القرار ورفع توصيات تتضمن بالمباشر المطالبة بسحب سلاح حزب الله وملاقاة الدول العربية لسياسة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب في التوقيع على اتفاقيات سلام تماشيا مع مشروع الشرق الأوسط الجديد.
ما تخشاه المصادر عبّرت عنه أوساط ديبلوماسية لـ"المركزية" تحدثت عن إمكانية استمرار الحرب حتى نيسان 2025 في حال لم تصل خواتيم المقترح الأميركي إلى النتائج المرجوة وهذا ما قصده بري في قوله بأن "العبرة في الخواتيم". لكن إلى حينه ثمة استراتيجية قتالية جديدة ستعتمد وتكون أشد إيلاما ودمارا وبالتالي أعداد جديدة من الضحايا. وتبدي الأوساط خشيتها من أن تشهد المرحلة المقبلة اغتيالات.
"في حال التزمت الدولة والجيش اللبناني بالحياد، فالأكيد ان إسرائيل ستلتزم بدورها بأن تقتصر ضرباتها على منشآت حزب الله ولن تطال غاراتها البنى التحتية والمرافق الحيوية الجوية والبرية.
في النهاية لا يجب أن ننسى أن حزب الله مأزوم، والمأزوم "بيخرمش" تختم الاوساط.