نتنياهو يراوغ...هل يشعل الحرب الاقليمية؟
يوسف فارس
المركزية – اثر فشل كل محاولات التوصل الى هدنة في غزة ولبنان تمهد لوقف الحرب تتزايد الخشية والمخاوف من تعمد إسرائيل الى استغلال الفترة الانتقالية الأميركية الفاصلة بين الانتخابات الرئاسية وتسلم الإدارة الجديدة مهامها والاستفادة من الجمود السياسي الحاصل وتعثر اليات التفاوض في هذه المرحلة لكي تطلق يدها في عمليات القتل والتدمير والتهجير على نطاق واسع وبنحو مضاعف في لبنان من الجنوب الى الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع فمناطق أخرى سعيا منها الى محاولة اجباره على الرضوخ لشروطها التي تعتبر تعجيزية لما تشكله من خرق فاضح للسيادة ومس بالكرامة الوطنية.
جدير ان ما يفاقم المخاوف هذه هو تهديد بعض المسؤولين الإسرائيليين بتفجير حرب صاعقة مع ايران وتوريط الولايات المتحدة الأميركية فيها وابتزازها في لحظة انعدام توازن الإدارة في واشنطن الناجمة عن الانتخابات الرئاسية بما يمكن ان يؤدي الى اندلاع هذ الحرب الطاحنة بين إسرائيل وايران الى رفع مستوى السخونة بمقدار كبير جدا وبالغ الخطورة في لبنان لانه سيكون احدى ساحاتها الأساسية.
النائب التغييري ملحم خلف يقول ل "المركزية" في السياق ان من الخطأ الاعتقاد ان الرئيس ترامب سيعمل فور تسلمه الرئاسة الاميركية في اوخر شهر كانون الثاني المقبل الى اجتراح العجائب .وبالتالي ان يوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان فورا . هذا غير صحيح قد يستوجب تكوين الادارة الجديدة ودراستها الملفات الواجبة المعالجة في المنطقة والعالم اكثر من خمسة اشهر .هي فترة طويلة سيستغلها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المتفلت من كل القيود والمواثيق الدولية لتنفيذ مخططاته لتغيير الشرق الأوسط بكامله خصوصا وانه نجح في استبدال الشرعية الدولية بشرعية الغاب واستغلالها لارتكاب المجازر في حق الشعبين اللبناني والفلسطيني . الدليل على ذلك التصعيد الملحوظ في استهداف مخيمات غزة والمناطق اللبنانية من الجنوب الى البقاع وما بينها في الضاحية الجنوبية لبيروت في خطوة باتت واضحة وترمي الى تهجير أبناء الطائفة الشيعية الكريمة ودفعهم الى بيئات جديدة في البقاع والشمال والجبل بغرض تغذية التناقضات والاختلافات لخلق فتن مذهبية وطائفية لاشغال اللبنانيين عن عدوهم الحقيقي الذي يدمر بلدهم .من هنا المواجهة مع إسرائيل لا تقتصر على الميدان انما تطلب استنفارا على كل المستويات.
ويختم منتقدا تقاعس المجلس النيابي والحكومة عن مواكبة الحرب وتداعياتها فاللجان النيابية متقاعسة عن القيام بواجباتها في حين يجب ان تكون مستنفرة لمساءلة السلطة التنفيذية من وزارات وادارات وحتى سفراء ودبلوماسيين عن حراكهم لمواجهة الوحشية الإسرائيلية. إضافة فان الوزراء يعوزهم التنسيق والعمل المستدام داخليا وخارجيا لردع إسرائيل واعتداءاتها المتواصلة ليل نهار على لبنان.