لا وقف للحرب الا باسترضاء طهران او ضربها
يوسف فارس
المركزية – اطلق انتخاب الرئيس دونالد ترامب لولاية جديدة في رئاسة الولايات المتحدة الأميركية العنان في الشرق الأوسط للاجتهادات المتناقضة، خصوصا حيال الحرب في لبنان الذي بدا عرضة لازدياد اسوأ الوقائع المتصلة باشتداد الحرب الميدانية من جهة وحرب التوظيف الإقليمي او الصراع الإسرائيلي – الإيراني تحديدا من جهة أخرى .
واذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم ينتظر اعلان فوز ترامب وسارع الى تكثيف التصعيد العسكري والميداني على الجبهة اللبنانية، فإن طهران من جانبها سارعت الى اطلاق رسالة تحكمها بقرار حزب الله ، وامساكها تاليا بقرار الحرب او التسوية الامر الذي اسفر تكرارا عن انكشاف لبنان كساحة صراع حربي ومساومة وبريد بين القوى الإقليمية المتحاربة عبره بالواسطة . لذا لم يكن غريبا ان تتخوف أوساط دبلوماسية معنية من مزيد من معاناة اللبنانيين في الفترة الفاصلة عن تسلم الرئيس الأميركي المنتخب سلطاته في العشرين من كانون الثاني المقبل خصوصا اذا تراجعت خلالها الجهود الدبلوماسية التي كان يقودها الموفد الأميركي اموس هوكشتاين وترك الوضع للميدان .
النائب بلال الحشيمي يؤكد لـ "المركزية " ان حزب الله لطالما اقر وفاخر باستدعائه ايران الى لبنان وحتى بانتمائه لولاية الفقيه . طهران قامت على مدى عقود بمده بالمال والسلاح من اجل تحقيق مصالحها في المنطقة . لذا كان من الطبيعي ان ينخرط الحزب في الحرب الدائرة على غزة بعدما خاضتها الى جانب حماس تحت عنوان الدفاع عن القضية الفلسطينية . هكذا تحول لبنان الى ساحة للصراع الايراني - الاسرائيلي . تظهر الامر بشكل فاضح وعلني اثر اغتيال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله وغالبية الصف الاول من قيادة الحزب وتولي ايران الامرة الادارية والعسكرية للحزب . من هنا وفي ضوء هذه المشهدية بات وقف الحرب في لبنان يستلزم التفاوض مع ايران او على الاقل الحديث معها على ما يجري سرا من قبل الادارة الاميركية الحالية والجديدة لمعرفة مطالب طهران من التسوية المرتقبة في المنطقة . الى حينه، لا اتوقع اي وقف لاطلاق النار وحتى الوصول اقله الى هدنة، بدليل فشل محادثات قطر التي كان يؤمل انسحاب نجاحها على لبنان .
ويضيف: رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يسقط من حساباته توجيه ضربة قاسمة للقدرات النووية الإيرانية . ومع فوز الرئيس دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية وعودته الى البيت الأبيض تعززت اماله بجر الولايات المتحدة الى هذه الحرب خصوصا وان ترامب معروف بمعارضته لامتلاك طهران قدرات نووية عسكرية.
ويختم متوقعا ان تطول الحرب على لبنان ومعتبرا ان الحل في لبنان والمنطقة يستوجب استرضاء طهران او ضربها كما تتطلع إسرائيل.