بري والاقامة فوق التراب: لا إعادة إعمار الا بهذه الشروط!
لارا يزبك
المركزية- في حديث صحافي نهاية الاسبوع الماضي، شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على التمسك بوجوب وقف إطلاق النار فورا وتنفيذ القرار 1701 بلا زيادة او نقصان. واذ أشار إلى أن "العدو الإسرائيلي يركز في حربه على اعتماد نهج التدمير الواسع الذي يشمل مناطق مختلفة في الجنوب والبقاع والضاحية"، لفت بري إلى تعمد الاحتلال الإسرائيلي "مسح" عدد من البلدات الجنوبية الواقعة عند الحافة الأمامية، مشيرا إلى أن "العدو يريد أن تصبح المنطقة الحدودية التي تجاور فلسطين المحتلة غير صالحة للسكن، لكنني أؤكد أنه فور انتهاء الحرب سيعود الأهالي إلى بلداتهم المدمرة وسيقيمون فوق ترابها وأنقاضها بانتظار أن يعاد بناؤها".
ركز اذا رئيس المجلس في حديثه على حجم الدمار الذي لحق بالقرى اللبنانية الحدودية بفعل الإجرام الاسرائيلي، حتى انه تطرق الى استهداف بلدته تبنين بمجملها، ومن ضمنها حي "آل بري"، معددا منازل أقربائه التي تم تدميرها ومن بينها منزل شقيقته.
المقلق ان هذا الكلام، ليس هدفه الوصف فقط، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية"، بل يمكن اعتباره مقدّمة لإفهام المتضررين ومعظمهم من الطائفة الشيعية، أن الإعمار لن يكون سهلا او سريعا، وقد قالها بري "الاهالي سيقيمون فوق التراب والأنقاض بانتظار اعادة البناء".
والحال، أن رئيس المجلس كان نبّه منذ أشهر من غياب الدول المستعدة لاعادة الاعمار وللوقوف الى جانب لبنان في هذه العملية، على عكس العام 2006.. غير ان الحرب الشاملة حصلت وغرق لبنان في جحيم من القصف والدم والدمار.
اليوم، عاد بري للحديث عن الخراب الحاصل، وقد وصلته الشروط التي يطرحها المجتمع الدولي واصدقاء لبنان في العالم العربي والغربي، من اجل احتضان لبنان ومساعدته في النهوض من كبوته بعد سكوت المدافع، والارجح ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ابلغه شيئا ما بهذا الخصوص لا بد سمعه في القمة العربية -الاسلامية.
هذه الاطراف تشترط قيام دولة فعلية في لبنان. ترفض بقاء قوى مسلحة خارج الاطر الشرعية، يمكنها في اي لحظة ان تعيد تدمير كل ما ساهم الداعمون في اعادة إعماره، قوى قادرة ايضا على تهديد أمن الدول العربية وعلى تخوين زعمائها وقادتها.
هذه الجهات تريد ايضا بسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها وعلى معابرها، وان تسهر على تطبيق القرارات الدولية وايضا تطبيق اتفاق الطائف الذي يمنع وجود ميليشيات الى جانب الجيش اللبناني. ويحتاج اطلاق هذا المسار، بطبيعة الحال، الى انتخاب رئيس سيادي ومعه فريق وزاري نظيف الكف اصلاحي بحيث لا يتم تبديد المساعدات التي سيرسلها المانحون الى لبنان.
اذا كان لبنان غير جاهز لتنفيذ هذه الاجندة، التي فيها مصلحة له أولا، فإن اهالي الجنوب سيفترشون "التراب" كما قال بري، ولن تكون اعادة إعمار وسيغرق لبنان في الحضيض لعقود. أما اذا نفّذها فإن ثمة بارقة أمل ستلوح في نهاية النفق وتعلن ان قيامة لبنان ممكنة، تختم المصادر.