اليمين الاسرائيلي يوسّع مخططاته.. وترامب يحبطها؟
لورا يمين
المركزية- نقلت هيئة البث الإسرائيلية الثلثاء عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأكيده في محادثات مغلقة خلال الأيام الماضية ضرورة إعادة قضية ضم الضفة الغربية لجدول أعمال حكومته عند تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه في 20 كانون الثاني المقبل. وذكرت هيئة البث نقلا عمن وصفتهم بالمقربين من نتنياهو قولهم إن خطط ضم الضفة الغربية لإسرائيل موجودة بالفعل، وعملت عليها إسرائيل منذ عام 2020 خلال الولاية الرئاسية الأولى لترامب كجزء مما تسمى بصفقة القرن. وأضافوا أن الخطط تتضمن خرائط مفصلة وأوامر توسيع المستوطنات وصياغة لقرار حكومي.
يأتي ذلك بعد تأكيد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، وهو أيضا وزير في وزارة الدفاع، أمس الاثنين، إصدار تعليمات لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية (تتبعان وزارة الدفاع) للبدء بإعداد البنية التحتية اللازمة لتطبيق السيادة على الضفة الغربية، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت. وبحسب الصحيفة، فإن سموتريتش تعهد خلال كلمة ألقاها لتهنئة ترامب بفوزه بانتخابات الرئاسة الأميركية، خلال ترؤسه لاجتماع حزب الصهيونية الدينية، بأن يكون 2025 عام السيادة الإسرائيلية على "يهودا والسامرة" وهو الاسم الذي تطلقه إسرائيل على الضفة الغربية. واعتبر سموتريتش أن انتخاب ترامب يمثل فرصة "لبسط السيادة" على الضفة الغربية.
اليمين المتطرف الذي يحكم اسرائيل اليوم، والذي يمسك بالحكومة في شكل كامل ويُخرج منها كل مَن يعتبر انه "مرن" او "لين" نوعا ما، كوزير الدفاع السابق يوآف غالانت، هذا اليمين ماض قدما في تطبيق أجندته المتشددة المخيفة - بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" - والتي أتت عملية "طوفان الاقصى" لتشكّل الذريعة التي كان يبحث عنها والفرصة التي يتحيّن، لتطبيقها والانقلاب على كل اتفاقات او مسارات السلام التي كانت تحكم الصراع العربي – الفلسطيني – الاسرائيلي، حتى 7 تشرين 2023.
ووفق المصادر، فإن الحكومة هذه تتطلع الى محو كل آثار حل الدولتين والى إسقاط هذه الصيغة الى غير رجعة. وقد تفاءلت بعودة ترامب إلى البيت الأبيض على اعتبار انها ستفسح الطريق أمام ضم الضفة الغربية.
لكن بحسب المصادر، فإن التواصل بين ترامب ونتنياهو الذي انطلق في الكواليس، يحمل نصائح اميركية لاسرائيل بوضع الماء في نبيذها. فترامب بات مدركا، خاصة بعد مقررات القمة الاسلامية الاستثنائية الاثنين في الرياض، ان لا حل او سلام في الشرق الاوسط الا وفق صيغة الدولتين، او اقله وفق صيغة تعطي الفلسطينيين حقوقهم وتؤمن لهم دولة. فمحاربة حماس مقبولة، في حسابات ترامب "الجديد"، لكن الغاء الفلسطينيين مستحيل. وبالتالي هي مسألة وقت فقط، قبل ان يصطدم ترامب باليمين الاسرائيلي المتطرف ومشاريعه، تختم المصادر.