اميركا محكومة من الدولة العميقة وتغير الرؤساء لا يبدل بسياساتها
يوسف فارس
المركزية – يتطلع المراقبون بكثير من الامال لمدى التزام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بوضع تعهداته بانهاء الحرب على لبنان والحؤول دون تفتيت البلد وحماية ارضه ووحدته وسيادته موضع التطبيق . ويرون ان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية على لبنان لن تتظهر قبل ان يبرز في هذا السياق التوجه الجديد للإدارة الأميركية في ما خص الوضع في المنطقة ولبنان وترجمة موقف الرئيس ترامب بوقف الحرب .
تنشيط الاتصالات الدبلوماسية التي يتولاها المعنيون تنتقل الى مرحلة ثانية بهدف الوصول الى وقف اطلاق النار دون إمكانية حسم التوصل الى هذا التوجه نظرا الى بعض التعقيدات ،علما ان العدوان الإسرائيلي على لبنان مرشح للتصعيد من دون أي ضوابط .وعليه فان الأنظار بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأميركية تتركز اليوم على مسألتين . الأولى كيف ستكون مرحلة الشهرين الأخيرين من عهد الرئيس جو بايدن .والثانية كيف ستكون أيضا تحضيرات وأداء وتوجهات الرئيس ترامب لا سيما بعد صدور مواقف دولية من انتخابه بين مهنئ يتقدمهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ومرحب ومنتقد. والاهم كيف سيتعاطى الرئيس بايدن مع مسألة الحرب على لبنان وغزة وهل من قرارات حاسمة يمكن ان ينخذها لوقف الحرب ام يترك المهمة لخلفه ما يعني استمرار العدوان التدميري والمجازر الإسرائيلية على لبنان لاكثر من شهرين إضافيين .
النائب السابق علي درويش يقول لـش "المركزية" في الموضوع : كل الأنظار اليوم موجهة الى الرئيس الأميركي الجديد بما فيها انظار اللبنانيين الذين يأملون في ترجمة وعوده لهم بوقف الحرب وإرساء الاستقرار في المنطقة . لكن المنطق يؤكد عدم وجود انفراجات قريبة للازمات الراهنة . من اليوم الى تسلم الإدارة الجديدة في واشنطن مهامها هناك متسع من الوقت إضافة لوجود مئات الملفات الساخنة في العالم التي تستوجب المعالجة . في رأيي ان التوقعات والامال المعلقة على عودة الرئيس ترامب الى البيت الأبيض تتخطى الواقع سيما وان القرار في اميركا هو لما يعرف بالدولة العميقة المحكومة من قبل الصهيونية العالمية من دون ان ننسى هنا ان اول المراهنين على فوز ترامب هو نتنياهو الجاهد لتطبيق نظرية الشرق الأوسط الجديد التي هي أميركية في الأصل .
ويتابع : صحيح ان لكل رئيس وإدارة نهجا يختلف عن الاخر لكن الثوابت في السياسة الخارجية تبقى غير قابلة للتغيير عند كل منعطف خصوصا في اميركا التي تحافظ على نهجها المتبع في المنطقة والعالم من الشرق ألاوسط الى روسيا فالصين وسواها، علما ان الإدارة الحالية برئاسة الرئيس جو بايدن قد عجزت حتى الان في اقناع تل ابيب حتى بارساء هدنة سواء في لبنان او غزة.
ويختم املا في وقف قريب لاطلاق النارعلى الجبهة اللبنانية لكن لا مؤشرات لذلك مع إصرار الطرفين المتحاربين على الاستمرار في القتال ورهانهما على الميدان ومتغيراته وهذا ما يتطلب الكثير من الوقت .