واشنطن تضغط على قطر لترحيل حماس.. ولكن!
لورا يمين
المركزية- نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن مصدر دبلوماسي قوله السبت إن قطر انسحبت من دور الوسيط الرئيسي في التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة والإفراج عن الرهائن، وأبلغت "حماس" بأن مكتبها في الدوحة "لم يعد يخدم الغرض منه". وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته "أبلغ القطريون الإسرائيليين وحماس أنه طالما كان هناك رفض للتفاوض على اتفاق بحسن نية، فلن يتمكنوا من الاستمرار في الوساطة. ونتيجة لذلك، لم يعد المكتب السياسي لحماس يخدم الغرض منه". وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية ووكالات أنباء عالمية قالت إن قطر أبلغت زعماء "حماس" بأنهم لم يعودوا موضع ترحيب. وقالت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية (كان)، إنه تمَّ إبلاغ القادة الفلسطينيين بهذا القرار "في الأيام الأخيرة". كذلك أكّدت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الطلب الأميركي، ونقلت عن مسؤولين كبار في إدارة بايدن أن قطر أبلغت "حماس" بأنَّ عليها إغلاق مكتبها في الدوحة.
في المقابل، أوضحت قطر على لسان المتحدث الرسمي لوزارة خارجيتها ماجد الأنصاري أن "الأنباء عن انسحاب قطر من جهود الوساطة في وقف إطلاق النار بغزة غير دقيقة." وأضاف الأنصاري "جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس "متوقفة حاليا". وأردفت الوزارة في بيان على حسابها الرسمي على منصة إكس أن قطر ستستأنف التوسط في محادثات وقف إطلاق النار عندما "تكون هناك جدية كافية لإنهاء هذه الحرب الوحشية"... من جانبه، قال قيادي في حماس إن الحركة لم تتلق أي طلب من قطر لاغلاق مكتبها في الدوحة. وقال المسؤول لوكالة الأنباء الفرنسية "ليس لدينا أي شيء حول تأكيد أو نفي ما نُشر عن مصدر دبلوماسي لم تحدد هويته، ولم نتلق أي طلب لمغادرة قطر".
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" فإن "لا دخان بلا نار". الطلب بمغادرة "حماس" قطر، قد لا يكون صدر فعلا عن الدوحة، لكن الاكيد ان المجتمع الدولي والعواصم الكبرى والوسطاء العاملين على خط التسوية وعلى رأسهم قطر والولايات المتحدة، غير راضيين عن مسار المفاوضات. وليس اقرار الخارجية القطرية بأن الجهود متوقفة حاليا، الا الدليل القاطع على تعثّر المحادثات.
لكن في ما خص إخراج حماس من قطر، تضيف المصادر، فإنه يأتي في سياق الضغوط التي يمارسها الغرب ومِن أركانه واشنطن، على الحركة لدفعها الى القبول بالشروط الاسرائيلية. وإخراجُ الحركة مِن قطر، تسعى واشنطن الى اقناع قطر باللجوء اليه لأنه في نظرها وسيلة فعّالة مع حماس التي لن يكون لديها اي سقف يأويها في ظل تردد كل الدول – حتى تلك التي تعلن انها جاهزة لاستضافة الحركة – في استقبالها لمعرفتها بأنها ستدفع أميركيا ثمن هذا الاستقبال.
الدوحة حتى الساعة، لم تقتنع بخيار الإبعاد، وهي لا تريد اعتماده، غير انها تخشى ان يوتّر رفضها هذا، اذا استمر تعثّر الوساطة، علاقاتها مع واشنطن سيما مع الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، المستعجل السلام ووقف الحروب في الشرق الاوسط ، تختم المصادر.