10:20 AM
أخبار محلية

العبسي : لنصنع انفسنا لنتمكن من صناعة الوطن

المركزية - رأس بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي حفل ازاحة الستار عن تمثال البروفسور انطوان معلوف والذي دعا اليه مجلس بلدية زحلة - معلقة وتعنايل ومجلس قضاء زحلة الثقافي واصدقاء البروفسور المكرم وعائلته في حديقة الشعراء -زحلة بحضور فعاليات دينية وسياسية وامنية واجتماعية وثقافية ونقابية ومحلية. اضافة الى عائلة المكرم وحشد من الاصدقاء والمهتمين.

واشار العبسي في كلمة القاها للمناسبة انه علينا ان نصنع انفسنا لكي نتمكن من صناعة وطن وقال: "تَنادينا وتلاقينا اليوم لنكرّم الرجل الكبير الصديق العزيز البروفسّور أنطوان معلوف، الباحثَ والكاتب والناقد الثقافيّ والفنّيّ البارع الذي أثرى الصحافة اللبنانيّة بأفكاره وتحليلاته العميقة، والرجلَ الذي خطّ اسمَه بأحرف من ذهب في سجلّ الأدب المسرحيّ اللبنانيّ والعربيّ، والذي كرّس حياته لخدمة الفقه المسرحيّ، متعمّقًا في التراث المسرحيّ اليونانيّ، ونقلَ معرفته إلى أجيال من الطلّاب في الجامعات اللبنانيّة.

الأستاذ أنطوان معلوف، فيما يخصّ المسرح بنوع خاصّ، رائد في التأليف المسرحيّ أسهم في بناء صرح المسرح اللبنانيّ بكتابةٍ مسرحيّة تتجاوز حدود الكلمات لتقدّم رسالة حيّة، بحيث إنّ هذه الكتابة لا تعود مجرّد صياغة لنصوص تقدَّم على خشبة المسرح بل ترتقي إلى مرتبة الفنّ بتصوير الواقع الإنسانيّ بكلّ حالاته من خلال الشخصيّات والحوارات. ولا عجَب، فإنّ الكتابة المسرحيّة فنّ يعكس الحياة بألوانها وأنغامها، يتطلّب مهارات متعدّدة وفهمًا عميقًا للطبيعة البشريّة ويتطلّب قدرة على خلق صراع مؤثّر وحوار نابض بالحياة وتقديم تجربة تفاعليّة تجعل الجمهور جزءًا من العرض. بذلك نعلم أنّ الأستاذ أنطوان معلوف ليس صانع كلمات وحسب بل هو مبدع عوالم وشخصيّات ينقل إلينا من خلالها رؤًى وأفكارًا تعبّر عن الواقع الإنسانيّ بأبعاده كلّها".

وتابع: "الفنّ والمسرح عند الأستاذ  أنطوان معلوف مطرح لتجسيد قيم مسيحيّة من مثل المحبّة والتضحية والرحمة والعدالة والحرّيّة، بهما نرى كيف يمكن للفنّ والمسرح أن يكونا وسيلة لنقل هذه القيم بقوّة وكيف يمكن للإيمان أن يتجسّد في أعمال ومواقف يوميّة. كذلك الفنّ والمسرح عند البروفسّور معلوف متّسع للتعبير عن الألم والرجاء في الأوقات الصعبة كالتي نعيشها في لبنان وفي شرقنا بحيث تكون الكتابة المسرحيّة مصدرًا للتعزية والتعافي وبمثابة ملجأٍ روحيّ للناس الذين يمرّون بأوقات عصيبة ومعاناة قاسية، تذكّرهم بأنّ في وسع الإيمان أن يضيء دروبهم حتّى في أحلك الظلمات. بتعير آخر، من خلال الفنّ والمسرح، في نظر الأستاذ أنطوان، يمكننا أن نختبر لمحات من الأبديّة وأن نعيش قصص الإيمان وقضاياه بكلّ حواسّنا، بحيث تصير جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا الروحيّة ومنصّة لتجسيد الحقيقة والمطلق، وبحيث يتمكّن الإنسان من ملامسة الجوهر الروحيّ للأشياء ومن التفاعل مع قضايا الوجود والمصير.

اليوم مدينة زحلة التي نشأ فيها الأستاذ أنطوان معلوف وكانت المصدر الأوّل لإلهامه فخورةٌ به وفرحانة، وكذلك لبنان وكنيستنا الملكيّة. وإذ نحتفل بعطاءاته نحن على يقين أنّ تأثيره لن يقف عند حدود هذا التكريم إذ قد زرع في الكثيرين حبّ المسرح والفنّ والبحث وترك إرثًا ثمينًا نحمله بحرص وننقله بأمانة".

وختم العبسي: "أستاذ أنطوان، شكرًا لك على ما أبدعته وقدّمته. بفضل تفانيك وإخلاصك وتواضعك صرت نبراسًا يضيء درب الثقافة والفنّ. أنت باقٍ في قلوبنا وعقولنا مثالًا يُحتَذى به في المعرفة التي تعكس عمق الإيمان المسيحيّ، من ناحية، ومثالًا في أنّ الأوطان والكنيسة تقاس بأمثالك وليس بمناصبَ أو مراكز، من ناحية أخرى. منك نتعلّم أنّ الأشخاص هم الذين يصنعون مواقعهم أو يعطونها قيمة، وأنّ علينا بالتالي أن نكون أوّلًا من الذين يصنعون أنفسهم فيكونَ إذّاك في وسعنا أن نصنع الوطن وأن نصنع الكنيسة. ونحن، إذ نكرّمك اليوم، على يقين أنّ في لبنان وفي الكنيسة الكثيرَ من أمثالك. فلنبحث عنهم ، فبهم ما زالت تحيا الكنيسة ويحيا الوطن".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o