4:12 PM
خاص

تقاطع مصالح بين المتصارعين على عدم توسيع الحرب...الحزب يستفيد ويستثمر

نجوى ابي حيدر

المركزية-  على خلفية إعلان وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير السماح لليهود بأداء الصلاة في المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، شن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، هجوما عنيفا على زميله في الحكومة، معتبرا "انه يحاول باستمرار  تفجير الشرق الأوسط". ليست التباينات والخلافات داخل الحكومة الاسرائيلية جديدة لا سيما بين  فريق وزراء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزملائهم. لكنّ الجديد يكمن في انعكاس رأي شريحة واسعة من الاسرائيليين غير الراغبين بالحرب ويفضلون انتهاج مسار يبعدهم عن ويلاتها، حتى انهم باتوا ينشدون السلام للعيش بهدوء.، بعدما أضنتهم حرب غزة وانهكت البلاد عسكريا وسياسيا واقتصاديا وسياحيا. حتى ان نتنياهو "مجرم الحرب" كما يوصّفه المناهضون لسياساته وممارساته في العالم بعد مجازر غزة اعلن في خطابه امام الكونغرس امس "اننا نفضّل الديبلوماسية لكن سنفعل ما يجب فعله لضمان الأمن شمالاً مع "حزب الله"، في حين قال الرئيس الاميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب اليوم "على إسرائيل إنهاء الحرب بسرعة وإعادة الرهائن."

والحال ان الاسرائيليين ليسوا وحدهم من ارهقتهم الحرب، انما شعوب الجوار من غزة الى لبنان وسوريا امتدادا الى العراق واليمن وكل بؤرة توتر في الاقليم، شأن يدفع مصدر دبلوماسي اوروبي الى القول لـ" المركزية" ان حرب غزة لا بد ستكون آخر حروب المنطقة والحل لا بدّ سيتم عبر صفقة تسوية، مستبعدا توسع رقعة الصراع على جبهة لبنان الجنوبية لتشمل لبنان بأسره، ذلك ان الطرفين لا يريدانها، ولئن كان لكل اسبابه واعتباراته. و يعدد المصدر الدبلوماسي اعتبارات الاطراف الثلاثة لعدم حصول الحرب كالآتي:

 اولا: بعد عشرة اشهر من الحرب لم يعد في قدرة اسرائيل تحمل المزيد من الاستنزاف على جبهتي غزة والشمال مع حزب الله في آن، حتى انها في ما لو قررت خوضها شمالا قد تخسرها او على الاقل تفشل في حسمها سريعا ، خصوصا انها تتعرض ايضا لهجمات من الحوثيين بلغت اخيرا تل ابيب . آنذاك يصبح وجودها والكيان في خطر.

ثانياً: استنادا الى الارقام والظروف الاسرائيلية الداخلية، تعجز اسرائيل عن تحمل المزيد من الضحايا ، لان ذلك يمس ديمومتها كوطن ملجأ لليهود. اذ ان تعرض العمق الاسرائيلي المكتظ بالسكان الى القصف يشجع على الهجرة المعاكسة ومغادرة اليهود نهائيا الى الدول التي اتوا منها.

من جانبها، وعلى رغم المواقف المعلنة ، لا تبدي حركة حماس حماسة لاستكمال الحرب،  وقد ناهز عدد الشهداء الاربعين الفا وسويت مناطق بالارض، فلم يعد في غزة ابنية وباتت منازلها مهدمة كليا او جزئيا  واصبحت غيرصالحة للسكن ، خصوصا وان الحرب الدائرة هناك من دون افق. اضف ان الاتفاق الذي ابرم بين حماس وفتح في بكين من شأنه ان يعزز فرص التفاوض ويغلبها على الحرب.

اما حزب الله فلا يخفي سراً انه لحظة وقف النار في غزة سيوقف حرب المساندة التي يخوضها جنوباً، وهو ليس افضل حالا من حماس، اذ يحاصره ليس فقط الرأي العام اللبناني المعارض بل الانتقاد الشعبي من داخل بيئته من جهة ،والدمار الهائل في القرى الجنوبية وقد سويت قرى بأكملها بالارض وليس من يعوض على اصحابها من جهة ثانية.

لذلك، يشير المصدر الدبلوماسي الى ان لا بد من الاتفاق على تسوية ترتكز على انسحاب حماس عسكريا من غزة وحزب الله الى ما بعد الليطاني على ان تتولى قوات اليونيفيل والجيش اللبناني والمؤسسات الامنية والعسكرية اللبنانية حفظ الامن في المنطقة الدولية اي منطقة القرار 1701.

في مطلق الاحوال، يختم المصدر، ان حزب الله  يسعى الى الافادة من اي اتفاق يبرم راهنا، وفي غياب رئيس جمهورية لبنان بفعل الشغور، لفرض شروطه وتحصيل مكاسب سياسية وامنية والاهم ضمان استمراريته وديمومته. من هنا، يمكن فهم اسباب عرقلة انتخاب رئيس ،يستعيد الكلمة والقرار اللبنانيين من سالبيهما.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o