5:09 PM
خاص

أوكرانيا تفتح قنوات مع روسيا في انتظار الإدارة الأميركية الجديدة

جوانا فرحات

 المركزية – بكثير من التفاؤل يتحدث المرشح الجمهوري دونالد ترامب عن عودته المرتقبة إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2025 ويقول إنه لو كان في السلطة عندما أرسلت روسيا قواتها إلى أوكرانيا في شباط 2022، فإن الحرب لم تكن لتندلع، وهو سينهي الحرب التي تسببت في خسارة الكثير من الأرواح.

 كلام فيه الكثير من شحنات التفاؤل، لكنه يرسم أكثر من علامة استفهام حول مدى إمكانية تطبيقه خصوصا أن الإتصال الذي أجراه ترامب بالرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي لم يكن بالإيجابية التي يمكن أن تحمله على التكلم بهذا التفاؤل، وإن وصفه ترامب بـ"الجيد للغاية" خصوصا أن زيلينسكي لم يشر إلى جهود إنهاء الحرب الدائرة منذ حوالى 28 شهرا، واكتفى بالتعبير عن شكره للمساعدة الأميركية العسكرية.
إلا أن إعلان وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا أمس الأربعاء خلال لقائه مع نظيره الصيني وانغ يي في الصين،  استعداد بلاده التفاوض مع روسيا لتحقيق السلام وإنهاء الحرب قلب المعادلة وأعاد خلط الأوراق لا سيما في هذه المرحلة التي تمر بها الولايات المتحدة نتيجة انشغالها بالإنتخابات الرئاسية وخروج الرئيس الحالي جو بايدن من حلبة المنافسة ودخول نائبته كامالا هاريس كمرشحة عن الحزب الديمقراطي .كل هذا يؤشر إلى أن أوكرانيا تفكر جديا الدخول في مفاوضات عقلانية مع روسيا "وذات أهمية عملانية لتحقيق سلام عادل ودائم".

مستشار الإتحاد الأوروبي في دولة قطر لمنطقة الخليج جورج أو صعب يشير إلى أن المستقبل الميداني للحرب في أوكرانيا بدأ يأخذ منحى مختلفا بعدما وصل إلى مرحلة إعادة النظر في التطورات العسكرية على ضوء الإنتخابات الأميركية. ويقول لـ"المركزية" أن أوكرانيا أبدت خشيتها من أن لا يعود الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤه الأوروبيون قادرين على تلبية مطالب اوكرانيا لا سيما على مستوى ملء الفراغ الذي ستفرضه معركة الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية. ومع انسحاب جو بايدن وارتفاع أسهم المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب بدأ زيلينسكي في رسم معالم خارطة "نهاية" الحرب المدمرة على بلاده".

تقول كييف إنها مستعدة للتفاوض مع الجانب الروسي، إلا أنها في الوقت نفسه تفرض العديد من الشروط. وعليه، تؤكد روسيا أنها لن تتفاوض مع أوكرانيا تحت "أيّ إملاء"، وأنّها منفتحة على الحوار فقط في حال الأخذ بالإعتبار مخاوفها الأمنية.

 بالتوازي وعلى رغم أجواء التفاؤل التي يبثها المرشح ترامب في حال وصوله إلى البيت الأبيض لجهة توفير كل الفرص للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، إلا أن كييف لم تغفل عن الشكوك التي أبداها ونائبه السيناتور جيمس ديفيد فانس بشأن مستوى المساعدة الأميركية، وأصرا على أن تتحمل القوى الأوروبية العبء الأكبر لأن "الصراع في جوارها" بحسب تعبيرهما.

إنطلاقا من هذه المشهدية يعتبر أبو صعب أن "أوكرانيا بدأت تشعر بأنه لم يعد بإمكانها الإتكال على الولايات المتحدة في شأن المساعدات العسكرية أقله حتى انتهاء الإنتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل. وعلى رغم النوايا الحسنة والحماسة التي يبديها الحلفاء الأوروبيون، إلا أنهم حتما ليسوا قادرين على التعويض عن الدعم الأميركي .وبالتالي فقد أدركت أوكرانيا أن التغيير في النهج المعتمد أمرٌ حتمي، وهي تتحضر لمرحلة ما بعد الرئيس جو بايدن ووصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض التي تحمل ثلاثة عناوين هي الحوار والتفاوض والتسوية".  

مما لا شك فيه أن المتغيرات السياسية والأمنية في الصراع الروسي - الأوكراني ستكون الحافز الأكبر للذهاب نحو تسوية دبلوماسية لإيقاف الحرب. إلا أن نتيجة الانتخابات الأميركية المرتقبة هي التي ستحدد بشكل رئيسي مستقبل الصراع. فالهدف المعلن لسياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن أوكرانيا كان تحقيق هزيمة روسيا، وتحقيقًا لهذه الغاية، قدمت المساعدة لأوكرانيا ولم تقم بأي مبادرة دبلوماسية جادة مع روسيا وأوكرانيا بشأن التسوية التفاوضية.

ويرجح أبو صعب أن تمر مرحلة الحرب حاليا في أوكرانيا بالتجميد. " لكن هذا لا يعني إسكات صوت المدفع والرصاص لأن الحرب المتبادلة ستستمر حتى تشرين الثاني المقبل ومعرفة هوية الرئيس الذي سيتولى إدارة البيت الأبيض، لكن من دون حصول أي تطورات ميدانية من شأنها إعادة خلط الأوراق ميدانيا. وفي حال وصول ترامب سيستكمل عهده السابق وسيسعى كل من فلاديمير بوتين وزلينسكي إلى تهدئة اللعبة ريثما تتوضح الرؤية في البيت الأبيض وهذا الأمر يسجل لمصلحتيهما، وسيكون هناك ستاتيكو غير معلن" يختم أبو صعب.     

في المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول عام 2022، كان الخيار قيد النظر هو الحياد الدائم لأوكرانيا إلى جانب ضمان أمني من الدول الضامنة التي تتكون من الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وبيلاروسيا وتركيا. وقد أشارت مسودة النص إلى أن عضوية الاتحاد الأوروبي لا تتعارض مع الحياد الدائم.

وفي قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة التي استضافتها واشنطن، أعلن الحلف أن طريق أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي "لا عودة فيها". ومع ذلك، فإن العديد من أعضاء الناتو لديهم تحفظات جدية بشأن هذه النتيجة.

فهل تتخذ إدارة ترامب خياراً آخر وتقدم ضمانات للإتحاد الأوروبي من خلال التوقيع على معاهدة أمنية مع أوكرانيا، العضو المستقبلي في الكيان؟

الجواب في كانون الثاني 2025 في ضوء إسم الرئيس الجديد للولايات المتحدة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o