Jul 10, 2024 7:35 AM
صحف

واشنطن تربط الجنوب بهدوء غزة .. ومبادرة تحرك نواب المعارضة تتحرك اليوم

بعد سقوط المبادرات الرئاسية فرنسيها وخماسيها وتواصل بعض المبادرات الخجولة لبعض الكتل النيابية، بادر «نواب قوى المعارضة» إلى طرح مبادرة من اقتراحين لم يحملا جديداً وانما يعبّران عن موقف هؤلاء المعروف، وهو أن يلتقي النواب في المجلس من دون دعوة احد، ويتشاورون في الاستحقاق الرئاسي ثم يذهبون الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات اقتراعية مفتوحة تنتهي بانتخاب رئيس، واذا تعذّر ذلك يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، يتنافس فيها مرشحون، ولا تقفل الّا بانتخاب احدهم رئيساً.

وفيما تخوف بعض الاوساط السياسية من ان تلقى هذه المبادرة مصير سابقاتها نظراً لاستمرار التباعد بين مواقف الأفرقاء السياسيين، وفي ضوء عدم نجاح المجموعة الخماسية العربية ـ الدولية وكل المبادرات الداخلية في تهيئة المناخات الوفاقية وحتى التنافسية الملائمة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لتتركّز الأنظار والاهتمامات على قطاع غزة والجنوب اللبناني، في ظل ارتفاع وتيرة المفاوضات الجارية في الدوحة والقاهرة للإتفاق على وقف للنار وتبادل الأسرى والمعتقلين بين حركة «حماس» وإسرائيل، على أن ينعكس ذلك وقفاً للنار في جنوب لبنان، بدليل إعلان الناطق الرسمي باسم الخارجية الأميركية أمس، أنّ استعادة الهدوء على الحدود مع لبنان سيكون من خلال التوصل إلى وقف اطلاق النار في غزة. في وقت أُعلن انّ وزير الخارجيّة السعودي الامير فيصل بن فرحان ناقش مع نظيره البريطاني التطورات في قطاع غزة ولبنان، وشدّد على أهمية خفض التصعيد في المنطقة.

كان التطور السياسي الداخلي البارز تقديم «نواب قوى المعارضة» أمس ما سمّوه «رؤيتهم لخريطة طريق الاستحقاق الرئاسي»، والمتضمنة الاقتراحين الآتيين:

ـ الاقتراح الأول: يلتقي النواب في المجلس النيابي ويقومون بالتشاور في ما بينهم، من دون دعوة رسمية أو مأسسة او إطار محدّد، حرصاً على احترام القواعد المتعلقة بانتخاب رئيس للجمهورية المنصوص عنها في الدستور اللبناني. على الّا تتعدّى مدة التشاور 48 ساعة، يذهب من بعدها النواب، وبغض النظر عن نتائج المشاورات، الى جلسة انتخاب مفتوحة بدورات متتالية، وذلك حتّى انتخاب رئيس للجمهورية كما ينص الدستور، من دون اقفال محضر الجلسة، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب.

ـ الاقتراح الثاني: يدعو رئيس مجلس النواب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية، ويترأسها وفقًا لصلاحياته الدستورية، فإذا لم يتمّ الانتخاب خلال الدورة الأولى، تبقى الجلسة مفتوحة، ويقوم النواب والكتل بالتشاور خارج القاعة لمدة أقصاها 48 ساعة، على ان يعودوا الى القاعة العامة للاقتراع، في دورات متتالية بمعدل 4 دورات يومياً، دون انقطاع ودون إقفال محضر الجلسة، وذلك الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، ويلتزم جميع الأفرقاء بحضور الدورات وتأمين النصاب».

مع الخماسية

وقد التقى وفد من «نواب قوى المعارضة» بعد ظهرِ امس سفراء اللجنة الخماسية العربية ـ الدولية في دارة السفير الفرنسي في قصر الصنوبر، وعرض لهم مضمون مبادرته بكل تفاصيلها. واستفسر عدد من السفراء عن بعض المعطيات المتعلقة بهذه المبادرة وعن الجولة التي سيقوم بها الوفد لعرضها. وتردّد انّ اللجنة الخماسية تميل الى الاقتراح الثاني.

في السياق، أكّد السفير المصري لدى لبنان علاء موسى بعد اللقاء «أنّ أي مبادرة تصدر عن النواب يجب أن نأخذها على محمل الجدّ، وهذا ما حصل مع وفد المعارضة الذي حمل أفكارًا جيّدة وجديدة، وهم يسعون الى الحوار مع بقية الكتل ونتمنى أن تتكلّل مبادرتهم بالنجاح».

اول تعليق

وفي أول تعليق على «خريطة طريق» المعارضة لانتخاب رئيس للجمهورية قالت مصادر نيابية معارضة لـ«الجمهورية»، انّ ما أُعلن عنه «يشكّل حصيلة المشاورات المكثفة التي اجرتها الكتل النيابية المنضوية تحت لواء المعارضة وما تلقته من عروض مختلفة طيلة الفترة الاخيرة». ولفتت المصادر إلى أنّها لم تستخف يوماً بأي طرح لكنها في الوقت عينه تفهمت خلفيات الطروحات التي أُطلقت ودوافعها ومراميها ومن اوحى بها». وهي في النتيجة جميعها كانت مجرد بالونات حرارية لأنّ صاحب الفكرة واحد يديرها من بعيد وهو قادر على التلاعب بأعصاب اللبنانيين ولكنه لم يغيّر قيد انملة في مواقف المعارضة النيابية التي استقصت كثيراً من المعلومات التي تؤكّد انّ كل ما يجري بهدف عدم انتخاب رئيس وصولاً الى الاقتناع الذي ترسخ، ذلك أنّ هناك من لا يريد ان يزاحمه على السلطة في فترة خلو سدّة الرئاسة من شاغلها مع انّه يعلم ان لا تفاهمات دولية واقليمية في غياب الرئيس، فهي من الصلاحيات اللصيقة به والتي لا يمكن تجييرها لأحد لا في السلطة التنفيذية ولا في السلطة التشريعية.

لقاءات اليوم

وقالت المصادر، انّ التحرك لن يطول وسيستغرق في حدّه الاقصى الـ 48 ساعة المقبلة لتظهر النتائج العملية وخصوصاً لجهة فهم المواقف على حقيقتها وفرز الجدّي من غير الجدّي. وهم لهذه الغاية سيبدأون التحرّك في الساعات المقبلة على مستوى «لجنة المتابعة» التي تمثل الجميع، وفق برنامج اختار أن يكون المجلس النيابي مسرحاً له هو يشمل اليوم ابتداء من التاسعة والنصف في قاعة المكتبة، اولاً كتلة «اللقاء الديموقراطي»، ثم كتلة «الاعتدال الوطني»، فكتلة «لبنان القوي» على ان يُعقد بعدها لقاء موسّع مع النواب «التغييريين والمستقلين» .

وعلى هذه الخلفيات استمرت الاتصالات ليلة امس وستُستكمل اليوم لتحديد المواعيد الاخرى للقاءات مع الكتل النيابية كافة بما فيها كتلتا «الوفاء للمقاومة» و»التنمية والتحرير».

عين التينة

وإلى ذلك، نقلت قناة «الجديد» عن مصادر عين التينة قولها أنّ «بري ينفي كل كلام عن اتفاق جاهز مع هوكشتاين، ويرى ان نتنياهو لن يُقدم على أي جنون عسكري أو أي اتفاق كلامي قبل زيارته الى واشنطن».

وكشفت المصادر، أنّ «الكتل النيابية لا تتحرّك بأمر من جعجع ولا تنتظر منه خريطة طريق للالتزام بها، وانّ رئيس المجلس علّق على مبادرة المعارضة بالقول «تمخّض الجبل فولد فأراً». وقالت إنّ «المعارضة تستمهل طلب موعد من بري في عين التينة الى حين انتهاء لقاءاتها مع الكتل النيابية في مجلس النواب وتقييم نتائجها».

المرحلة الثانية

وكان رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، قد استتبع اقتراحي نواب المعارضة ببيان قال فيه: «يقول البعض إنّ هناك 86 نائباً على استعداد للمشاركة في طاولة حوار رسمية يرأسها الرئيس نبيه بري. إذا كان هذا الكلام صحيحاً فلماذا لا يُقرنون القول بالفعل بجلوسهم قدر ما يشاؤون حول طاولة برئاسة الرئيس بري. ولكن ما يهمّنا على مستوى «القوات اللبنانية» والمعارضة هي المرحلة الثانية المتعلِّقة بالدعوة إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ المرحلة الأولى، بالنسبة إلينا، غير دستورية». واضاف: «لن نقبل بأي حال من الحالات ان نكون في عداد من يشارك في خلق أعراف دستورية من خلال استيلاد طاولة حوار رسمية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. نحن في حالة حوار دائم مع بقية الكتل النيابية، ومن يريد طاولة استعراضية لحوار غير دستوري فليذهب للمشاركة فيها، ولكن يبقى الأهم دعوة الرئيس بري إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية».

المصدر - الجمهورية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o