Jul 15, 2024 12:21 PM
خاص

عندما يكرز الحزب في التسهيل والتنازل!

لارا يزبك 

المركزية- في كلمة عاشورائية مطولة القاها نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء السبت، تطرق فيها باسهاب الى تطورات المنطقة والاقليم والاراضي المحتلة، حضر الملف اللبناني لكن في بضعة اسطر، حيث قال: من المهم أن ننتهي من الجدل، إذا أردتم أن يكون هناك رئيس في لبنان، فما الداعي إلى رفض فكرة الحوار؟ يجيبون بأننا لا نريد أن نقوم بالحوار حتى لا يصبح ذلك عرفاً! نحن ندعو إلى الحوار وناقشوا فترة قصيرة من الزمن لننتقل من الحوار إلى الانتخاب، أما التمترس خلال سنة ونصف وراء آراء جامدة لا تتحرك عند كل الأطراف، فهذا يعني أن الأمر سيتأخر كثيراً، من أراد أن ينجز الاستحقاق الرئاسي عليه أن يسرع بتقديم بعض التسهيلات والتنازلات والنقاشات حتى نتفاهم، وكل من يتذرع بحرب غزة فيقول إنَّ الحل لا يأتي إلا بعد انتهاء حرب غزة فهو لا يتكلم بدقة، لأَّنه لا علاقة لحرب غزة بالامتناع عن انتخاب رئيس للبنان، فعدم انتخاب رئيس للجمهورية سببه التمزق والتشرذم الداخلي والتصلب في المواقف، ولو حصلت الآن حلحلة فغداً يمكن أن يكون هناك رئيس للبنان حتى ولو كانت الحرب مشتعلة".

الكلام هذا جميل جدا، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، لكن ليس كل ما يلمع ذهبا، فما يخفف من بريق هذا الموقف، لا بل ما يطفئ وهجه، هو ان حزب الله يعظ الاخرين بالتنازل والتراجع، من باب الناصِح، فقط لا غير، ولا يعتبر نفسه معنيا بهذه النصيحة.

والصحيح، ان الحزب هو الفريق الوحيد الذي لم يقدم تنازلا واحدا في الملف الرئاسي او سواه منذ اشهر، ويريد من الجميع ان يسيروا بما يطلبه هو، اي انتخاب مرشح لا يطعن المقاومة في الظهر، علما ان في حساباته، كل المرشحين، بإستثناء رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، سيطعنونها بالظهر!

فللتذكير، المعارضة تخلت عن مرشحها الاول النائب ميشال معوض وطرحت الوزير السابق جهاد ازعور، واليوم، هي تعلن استعدادها للبحث في مرشح جديد لا يكون محسوبا لا على ٨ ولا على ١٤ آذار.

لكن الحزب، الذي يضع حتى الساعة معادلة "فرنجية ولا احد سواه"، يقول شيئا واحدا منذ أشهر "اجلسوا الى طاولة حوار يديرها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ومن بعدها لكل حادث حديث". والحزب يتهم كل من يرفض هذه الطاولة - لانها من خارج الدستور ولان نتيجتها معروفة سلفا، حيث لن تنتهي بإجماع على دعم فرنجية- بانه يعطل ويعرقل ويريد الشغور ! 

فهل اصبح مَن يتمسك بالدستور وبأصول اللعبة الديمقراطية، معطِلا، فيما بات من يقفل ابواب مجلس النواب ويطيّر نصاب الجلسات ويخترع اعرافا من خارج المؤسسات، ولا يبدي اي ليونة، مُسهّلا ؟! نعم، انه "لا" منطق حزب الله، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o