Jul 01, 2024 4:14 PM
خاص

حرب المساندة تجمع بين "الحزب" و"الجماعة"...هل يستمر تقارب حلفاء "اللحظة" إلى ما بعد بعد غزة؟

جوانا فرحات

المركزية -  تدرك "الجماعة الإسلامية" تماما دقة المرحلة التي اتخذت على أساسها مواقف أبعد ما تكون عن خياراتها ومزاج الشارع السني. كما تدرك صعوبة الموقف لجهة المواءمة بين تمسكها بالدولة والقانون ومرجعية الجيش اللبناني والقوى الأمنية في الإمساك بالأمن وحماية الحدود وبين ما تراه ضرورة دفاعية في الجنوب. ومنذ حادثة تشييع قياديي الجماعة في عكار مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف وما رافقها من ظهور مسلح وإطلاق نار  متفلت من عقال التنظيم والقانون والشرع، سعت إلى ردم الهوة التي أعاقت المسار السياسي الذي مشت به الجماعة بالإنفتاح على القوى السيادية، فكانت المبادرة بالزيارة التي قام بها وفد"الجماعة" لدار الإفتاء ولقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان .

لقاء "الجماعة" مع المفتي دريان كان مفصلياً في الشكل والمضمون، وثمّن المفتي دريان دور الجماعة التاريخي وأوصى بالحذر لحماية المجتمع السني واللبناني من مشاريع الفتن التي تطل برأسها بأشكال مختلفة، وانتهى الاجتماع بالاتفاق على توحيد الجهود لإغاثة القرى الحدودية في الجنوب.
إلا أن لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمين العام للجماعة الإسلامية ‏في لبنان الشيخ محمد طقوش وبحضور عضو المجلس السياسي لحزب الله ‏الشيخ عبد المجيد عمار أعاد عملية خلط الأوراق خصوصا أن النقاش دار حول آخر التطورات السياسية والأمنية في لبنان ‏وفلسطين والتأكيد على أهمية التعاون بين قوى المقاومة في معركة الإسناد للمقاومة ‏ في غزة.

فهل اتخذت الجماعة الإسلامية قرارا بان تكون في هذا الجانب الذي تعلن وقوفها فيه؟

يوضح النائب عماد الحوت لـ"المركزية" أن "حزب الله هو كباقي القوى الموجودة على الساحة اللبنانية ولا أحد يطرح مسألة عدم التواصل معه. وبالتوازي فإن الجماعة الإسلامية منفتحة على كل القوى والأفرقاء السياسيين وقد تختلف مع البعض وتقترب في وجهات النظر مع البعض الآخر. لكن اللحظة هي لحظة مفصلية وتهدد مصير وطن وشعبه من العدو الإسرائيلي، من هنا فإن تضافر القوى أمر مطلوب وفي هذا الإطار يندرج اللقاء  مع حزب الله".

قبل أحداث 7 تشرين الأول 2023 لم يسمع شباب عكار وطرابلس السنة ب"قوات الفجر" لكنّ قسما كبيراً منهم انخرط في صفوفها، بهدف محاربة إسرائيل. بالتوازي يعلم الشارع السني الشمالي أن"قوات الفجر" ما كان لها أن تقاتل في الجنوب أو أن تطلق صاروخا واحدا، لولا موافقة حزب الله. لكن ما بعد 7 تشرين الأول ليس كما قبله.

ما قبل حرب غزة،  تجنّد العشرات من شبان المنطقة في ما سمي آنذاك ب"أنصار المستقبل"  لمواجهة أي خطر يشكّله  حزب الله ضد الشارع السني الرافض لسياسات الحزب ومشروعه "الإلهي". بعد السابع من تشرين الأول، بات شباب السنّة يتجندون في "سرايا المقاومة" ولدى "قوات الفجر"، على أن يتم التنسيق العسكري والميداني حكما مع  حزب الله باعتبار أن الجماعة تقاتل على الأرض نفسها، لكنها تنفي أنّها تتلقى أوامرها المتعلّقة بدورها الميداني من قيادة الحزب.

وفي السياق يؤكد الحوت أن "الجماعة" لم يكن من منهجها او سلوكها يوماً أن تستقوي على أحد بقوة السلاح لأنها تؤمن بأن مكان السلاح هو في مواجهة العدو على الحدود، وما حصل أثناء التشييع إنما هي ردة فعل آنية من رفاق الشهداء لإظهار ترابطهم مع الشهداء ومع القضية التي استشهدوا من اجلها، قد لا يتفهمها البعض، ولكنها من اعراف مجتمعنا الممارسة في مثل هذه اللحظات الوجدانية. والجماعة لم تكن يوماً أداةً لأي مشروع خارجي لا غربي ولا شرقي".

ويشير الحوت إلى ان "المظاهر العسكرية من قبل "الجماعة" في كل المناطق اللبنانية منضبطة، إلا ما حصل في عكار، وقد أثبتت التحقيقات الأمنية أنها حصلت من خارج صفوف "الجماعة".وبالتالي إن المظاهر العسكرية للعدو وليست موجهة للداخل اللبناني وهي تنم عن التنظيم وضبط الأمور، لذلك لا خوف من حالة تفشي الفوضى خصوصا أننا ندعو إلى استراتيجية دفاعية ونصرعلى مشروعنا الثابت القائم على بناء الدولة ومؤسساتها بالشراكة مع المخلصين الصادقين من أبناء البلد، والمشاركة في الدفاع عن حدوده ومنع توغل العدو بما نستطيع ونملك من امكانات وبما نتمتع به من روح المسؤولية والحكمة في ذلك".

الأكيد أن أحداث غزة عزّزت خطابا أقرب إلى حزب الله في الشارع السني وذلك من خلال التعاطف الذي يبديه هذا الشارع بطبيعة الحال مع أهل غزّة بشكل أساسي والقضية الفلسطينية عموماً.

إنطلاقا من ذلك تحرص "الجماعة الإسلامية" على وضع  هذه الإعتبارات جانبا وتتجاوز كل الإنتقادات ومحاولات تشويه صورتها من داخل البيئة السنية وهذا أمر مطلوب "لأننا نمر في مرحلة دقيقة ولا عقدة لدينا من أي تقارب مع حزب الله ما دمنا واثقين من خطوتنا وندرك تماما ما هو مشروعنا وهو بناء دولة المؤسسات وتأمين حصانة لبنان وحدوده. "هذا ما يهمنا". ويختم الحوت " صحيح ان هناك ملفات خلافية مع حزب الله وسنبقى عند حدود هذه الخلافات حتى إيجاد الحل مع الدولة. لكن اللحظة اليوم هي لحظة تهديد للبنان وعليه، نحرص على أن نجمد خلافاتنا مع كل القوى السياسية لتحصين جبهتنا وحماية لبنان من العدو الإسرائيلي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o