Jul 01, 2024 3:35 PM
خاص

جليلي وبازشكيان نحو المرحلة الصعبة... من يكون الرئيس الايراني الجديد؟

يولا هاشم

المركزية – يخوض المرشحان للرئاسة الإيرانية المحافظ سعيد جليلي والإصلاحي مسعود بازشكيان، في 5 تموز الجاري، جولة انتخابات ثانية، بعدما لم يتمكن أي منهما من حصد أكثر من 50 بالمئة من الأصوات. فمن بين 24.5 مليون ناخب شاركوا في التصويت في الجولة الاولى، حصل بازشكيان، المدعوم من الإصلاحيين على 10.4 مليون صوت، بينما حصل جليلي، السياسي الأصولي، على 9.4 مليون، وخلفهما جاء رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف بنحو 3.3 مليون صوت، الذي حاز أصواتا أقل بكثير من التوقعات. أمّا مصطفى بور محمدي، فحصل على 206 آلاف و397 صوتاً فقط.

واستقطبت النتائج الكثير من الاهتمام والتساؤلات، لا سيما إزاء نسبة المشاركة المتدنية فيها على رغم وجود مرشّح للإصلاحيين في قائمة خائضيها، وكونها اتّسمت بطابع تنافسي. فقد بلغت نسبة المشاركة الـ40%، وهي الأدنى في تاريخ الجمهورية الإسلامية.

وكشفت الجولة الأولى تراجع التأييد لكلّ من المعسكرين، الإصلاحي والمحافظ، ما يجعل من الأيام القليلة المقبلة معركة حامية لجذب الناخبين، خاصة من لم يشاركوا في الجولة الأولى، لحسم مصير الرئيس الجديد للبلاد. فمن سيكون الأوفر حظّاً للفوز بالرئاسة بزشكيان أم جليلي في جولة الإعادة، خاصة في ظل تقارب أصوات المرشّحَين.

مصادر مطلعة عن "كثب" على الملف الايراني، تؤكد لـ"المركزية": داخل المعسكر المحافظ او ما يسمى بالمعسكر الاصولي، وجهت كتلته الناخبة صفعة قاسية للجناح العسكري، اي أن قاليباف لم يتوقع احد ان يخسر أمام جليلي على هذا النحو، لأن هناك معسكرا اصوليا منقسما بين العسكريين اي الحرس الثوري والاصوليين الثوريين الذين يمثلون المدنيين والاكليروس او المؤسسة الدينية الرسمية، فتبين ان الجمهور المحافظ او الأصولي يميل الى هذه الجهة، وهذا معناه ان هناك حتى داخل هذا التيار مَن يرفض عسكرة الدولة الايرانية، وهذا أيضاً له ردة فعل وكأن الناس جميعاً لديها ردة فعل على تغوّل الحرس داخل مؤسسات الدولة السياسية والأمنية والاقتصادية، واتهامات لقياداته بحجم الفساد الذي ترتكبه منذ فترة بعد سيطرتها على الحكم.

هذا السؤال يقول: هل ان الكتلة الناخبة للاصوليين العسكريين، بعد ان تعرضت لهذه الهزيمة،  ستنتخب جليلي ام ان الانقسام بينهم سيتظهر أكثر ويذهب باتجاه تصويت كيدي او عقابي لصالح التيار الاصلاحي.

وتشير المصادر الى ان المنافسة الآن مع التيار الاصلاحي، هل يستطيع استنهاض كتلته الناخبة الجامدة لتسجيل فرق كبير؟ ويتكرر سيناريو العام 1997عندما سقط أهم رموز المحافظين ناطق نوري بصدمة بعد ان كان 70 في المئة من الشعب الايراني صوّت لمحمد خاتمي، هذا النجاح الذي لم يكن متوقعا؟

هذا كله يقول، حتى لو نجح جليلي والكتلة الاصلاحية لم تزل بهذه القوة، وبدأ يتأسس لأزمة داخلية كبيرة ما بين العسكر الأصولي والتيار المدني الأصولي والتيار العقائدي الأصولي المدني فذلك يعني ان المرحلة الانتقالية ستكون صعبة في ايران. وخصوصا ان رئيس الجمهورية هو من سيقود مرحلة ما بعد المرشد حتى انتخاب مرشد آخر خلفاً لعلي خامنئي، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o