Jul 03, 2024 12:27 PM
خاص

ادارة القطاع بعد الحرب: مرونة اسرائيلية مستجدة؟!

لورا يمين

المركزية- أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مر الاشهر الماضية، رفضا لأي دور للسلطة الفلسطينية في إدارة قطاع غزة بعد الحرب. لكن يبدو ان هذا الموقف المتشدد تبدّل في الاونة الاخيرة، بحسب 3 مسؤولين مطلعين على الأمر، اسرائيليَين واميركي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

في العلن، يواصل نتنياهو رفض فكرة حكم السلطة الفلسطينية على قطاع غزة، إذ قال للقناة 14 الأسبوع الماضي إنه "لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية هناك"، مؤكدا أنه "غير مستعد لتسليم غزة للسلطة الفلسطينية". الا ان كبار مساعدي نتنياهو خلصوا إلى أن الأفراد الذين لهم صلات بالسلطة الفلسطينية هم الخيار الوحيد القابل للتطبيق أمام إسرائيل، إذا أرادت الاعتماد على "الفلسطينيين المحليين" لإدارة شؤون غزة بعد الحرب. وقال مسؤول أمني إسرائيلي، إن عبارة "الفلسطينيون المحليون" تشير للمنتمين إلى السلطة الفلسطينية. وأوضح أن "الأشخاص المعنيين هم من سكان غزة الذين يتقاضون رواتب من السلطة الفلسطينية، وأداروا الشؤون المدنية في القطاع حتى سيطرة حماس عليه عام 2007، ويتم فحصهم الآن من قبل إسرائيل". وقال مسؤول إسرائيلي ثان إن "مكتب نتنياهو بدأ التمييز بين السلطة الفلسطينية بقيادة عباس، الذي لم يدن علنا حتى الآن هجوم حماس في 7 تشرين، وموظفي السلطة من المستوى الأدنى الذين هم جزء من السلطة الفلسطينية بالفعل". وأوضح المسؤول الإسرائيلي الثاني أن معارضة نتنياهو لتسليم السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية الحالية لا تزال قائمة، لكنه يمكن أن يكون أكثر مرونة إذا نفذت رام الله إصلاحات للتصدي بشكل أفضل لما سماه "التحريض والإرهاب في الضفة الغربية"، التي تحتلها إسرائيل.

هذا التطور، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، من شأنه ان يسهّل مرحلة "اليوم التالي" اي مرحلة ما بعد التوصل الى اتفاق هدنة بين حماس واسرائيل. ذلك ان تشدد نتنياهو وتمسُكه بإدارة اسرائيلية او عربية دولية اممية للقطاع، كانت من النقاط التي تعقّد مسار التسوية المنتظرة.

لكن في حال تم تذليلها، وهو امر غير مستبعد، نظرا الى حجم الضغوط الاميركية الممارسة على حكومة نتنياهو، وايضا الى حجم الرفض العربي والخليجي لاي ادارة "خارجية" للقطاع، فإن هذا التحوّل يعني التقدم خطوة اضافية نحو الحل المنشود، وازالة حجر عثرة كبير من درب هذا الحل.

واذ تشير الى ان لا بد ايضا من تأمين الغطاء الحكومي الاسرائيلي لهذه المرونة المستجدة، تقول المصادر يبدو ان ثمة ادراكا بدأ يتكون لدى نتنياهو بأن الذهاب ابعد في التعنت والرفض والتصلّب، بات مستحيلا، وقد بدأ صبر العواصم الكبرى ينفذ وهي تستعجل الهدنة فالتسوية.

يبقى التذكير انه ومنذ ايام قليلة، اعلن مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، أن خطة إسرائيل لـ"اليوم التالي" سيبدأ تنفيذها شمالي غزة في الأيام المقبلة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o