May 16, 2024 3:56 PM
خاص

مشاركة لبنان في مؤتمر بروكسيل لاضفاء مشروعية على ابقاء النازحين فيه!؟

نجوى ابي حيدر

المركزية- في 27 ايار الجاري يتوجه الى بلجيكا وزير الخارجية عبدالله بوحبيب للمشاركة في مؤتمر بروكسيل الثامن الذي ينظمه الاتحاد الاوروبي ، بعنوان "دعم مستقبل سوريا والمنطقة".

يتمحور المؤتمر هذا العام حول كيفية تعزيز الدعم الإنساني والمالي والسياسي للشعب السوري ودعم عمل منظمات المجتمع المدني. وقد أعلن الاتحاد الأوروبي عن أجندة  فاعليات المؤتمر، موضحا إن نسخة هذا العام ستضاعف الجهود المبذولة للاستماع إلى الأصوات السورية، مشيرا إلى أن  نحو 800 مشارك سيحضرون المؤتمر.

جيد جدا اهتمام الاتحاد الاوروبي بأزمة سوريا وأحوال اهلها في الداخل والشتات وفي دول الجوار. اهتمام معروفة خلفياته واهدافه التي تتخلص بمنع تدفق اللاجئين السوريين من دول الجوار الى اوروبا وهي تعاين بالعين المجردة تداعيات هذا الوجود الكارثية على بعض الدول، ولبنان على وجه الخصوص، وتضخ اموالها وهباتها في كل اتجاه يمكن ان يُبعد عنها هذه الكأس، وقد فاتها ان ازمة النزوح تتفاعل الى درجة تنذر بكارثة لن تنجو منها اوروبا حتما، اذا ما انفجرت في بيروت ، وهي لا تبدو بعيدة إن لم تسارع اوروبا تحديدا الى دعم مشروع عودة النازحين الى بلادهم حيث نسبة المناطق غير الخاضعة للنظام السوري تفوق مساحة لبنان بأضعاف، وتحوّل مساعداتها التي تشكل سببا رئيسيا لبقائهم فيه الى الداخل السوري.

مؤتمر يقرأ مضمونه من عنوانه لسوريا ومن أجلها، ولا مكان للبنان فيه، فما الذي يحمل الحكومة على المشاركة  عبر وزير خارجيتها وعدد من مستشاري الوزراء في اكثر من قطاع؟ هل ليشهدوا على الغبن اللاحق به جراء رفض الاوروبيين اعادة النازحين الى بلادهم او نقلهم الى اي بلد آخر، ام ليضفوا مشروعية على قرارات لن تنعكس نتائجها الا سلبا عليه؟

اليوم رفعت الرابطة المارونية الصوت مطالبة الحكومة ربط مشاركتها بالمؤتمر اياه  بالموافقة المسبقة على ان يكون "ملف النازحين" بندا رئيسيا على جدول الاعمال الخالي من اي اشارة او دعوة الى طاولة حوار لمناقشة ملف عودة النازحين الى ديارهم والمحصور بالاستماع الى الاصوات السورية في سوريا والمنطقة. وضعت الرابطة الاصبع على الجرح ببيانها، فطالبت  ان تُعرض امام  المؤتمرين الثوابت اللبنانية التي تبدأ بتأكيد نهائية لبنان وانه ليس بلد لجوء ولا تنتهي برفض كل اشكال الخطط والبرامج التي تدعو الى "تعزيز اعتماد اللاجئين على ذاتهم" في البلدان المضيفة، او تأمين "فرص لكسب عيشهم".

تؤكد مصادر مطلعة على تفاصيل الملف وتعمل على خطه لـ"المركزية" ان بعد "مهزلة" الامس النيابية وقد قلبت الادوار رأسا على عقب في مشهد مضحك مبكي ، اذ عوض ان تضع الحكومة الخطة وتشكل لجنة فتراقبها السلطة التشريعية وتحاسبها على ادائها ذهب المُشرِّعون الى توصية الحكومة بما يجب ان تفعل وارشادها الى دورها في هذا المجال، وهي سابقة خطيرة في الحياة السياسية اللبنانية ، بعد كل ذلك " لا عجب في اداء السلطة السياسية كلها، ما دام نواب الأمة الذين دعيوا الى جلسة لمناقشة الهبة الاوروبية خرجوا من القاعة لا يفقهون شيئا عنها بل شاركوا في جلسة مزايدات هدفها شعبوي لا اكثر. وسألت هل يدرك هؤلاء ان ما يسمونه هبة للبنان لا تمت الى الهبة بصلة انما هي دعم يقدمه الاتحاد الاوروبي استنادا الى قرارات تصدر عن مؤتمر بروكسل لهدف واحد هو استدامة الخدمات الاساسية للاجئين السوريين في القطاعات المحددة ولا مردود للبنان منه. وتشرح، في مجال التعليم مثلا يمنح الدعم المادي لأي مؤسسة يستفيد النازحون من التعلم فيها، وفي الصحة تُدعم المراكز التي تطبب السوريين . وتضيف ان كل مشروع سيستفيد مما اسموه هبة لا بد ان يدعم صمود اللاجئين السوريين في لبنان، فهل هذا ما نسعى اليه ؟ وهل المطلوب حضور مؤتمرات لاسماع الصوت السوري فقط فيما لبنان ينازع ويئن تحت وزر مليوني نازح يعيشون في ظروف تكاد تضاهي معيشة اللبناني .

إن كان من لزوم لحضور مؤتمر بروكسيل لمستقبل سوريا ، فليكن للاعتراض على الاجراءات الاوروبية والمطالبة بتطبيق خطة اعادة النازحين ورفع الصوت ضد كل طرح يستهدف ابقاء مليوني نازح في بلد تشكل هذه النسبة اكثر من نصف عدد سكانه وتتهدد مصيره ووجوده وكيانه، والا وخلاف ذلك فإن السلطة ترتكب خطيئة مميتة بحق لبنان واللبنانيين.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o