حزب الله مصـر على اتهام السعودية بعرقلة التشكيل والحريري ينفي ويـرد
ابراهيم يطمئّن الى زكا ويؤكد: الامن العام معبر اجباري لعودة النازحيـــن
ترامب: العقوبات على ايران هي الاكثـر ايـذاء وستشـتدّ في تشرين الثاني
المركزية- سؤال واحد بلا منازع يتربَّع في واجهة الاهتمامات في ما خص تعثر ولادة الحكومة؟ لمصلحة من دفع البلاد في اتجاه المزيد من السخونة والتأزم، ومن المستفيد من استمرار اجواء التوتر عوض الانتقال الى حال الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي المرتقب ان تعم بعيد تشكيل الحكومة وبدء تنفيذ مقررات مؤتمر "سيدر" وانطلاق مسار عودة النازحين السوريين الى بلادهم، المفروض ان تواكبه حكومة فعلية وفاعلة؟ اذا كان رئيس الجمهورية اول المتضررين من استنزاف رصيد عهده في التأليف والرئيس المكلف اول المستفيدين من التشكيل ووضع مقررات "سيدر" موضع التنفيذ في اسرع ما يمكن، على من تقع اذا مسؤولية عدم ولادة الحكومة حتى الساعة؟ وهل صحيح ان ضغوطا خارجية تمارس على الداخل تفرمل المسار ام ثمة قوى في الداخل تراهن على متغيرات خارجية تقلب في اعتقادها موازين القوى لمصلحتها فتضع عصيها في دواليب التشكيل مباشرة او مواربة؟
رائحة تدخل سعودي: حزب الله المتفرج عن بعد على التشكيل المجمّد من دون المبادرة الى التدخل كما العادة لحل العقد، لا ينفك يعلن على لسان ابرز قادته ان المملكة العربية السعودية تتدخل في تشكيل الحكومة وتضغط على الحريري، وقد قالت مصادره اليوم لـ"المركزية" ، "اننا نشتم رائحة تدخل خارجي، تحديداً من قبل السعودية تحول دون تشكيل الحكومة، والا لماذا لم يُقدّم الرئيس المكلّف الى الان تشكيلة حكومية الى رئيس الجمهورية الذي لا يوفّر مناسبة الا ويُرسل من خلالها رسائل اليه بضرورة انجاز مهمته سريعاً"؟ ودعت الحريري الى "وضع معيار موحدّ لتمثيل الكتل النيابية في الحكومة، بدل الاستنسابية". وأسفت المصادر "لان لا تشكيل يلوح في الافق اقله في القريب العاجل، مع تأكيدها في المقابل "ان لبنان بلد العجائب والمفاجآت"، وشددت على "ان الرئيس المكلّف يتحمّل من الناحية الدستورية مسؤولية عدم إنجاز حكومة حتى الان، باعتبار ان تشكيل الحكومة من صلاحياته الدستورية وعليه العمل على تذليل العقبات كي تُبصر النور".
الحريري يخرج عن صمته: وفي ظل استمرار الحملة على المملكة، التي أوحت في احد جوانبها بأن سيناريو "احتجاز" الحريري سعوديا يتكرر الآن بصورة أخرى، مشيرة الى ان الاخير طلب مساعدة باريس لتخفيف الضغوط التي يتعرض لها من قِبل السعودية، سارع الرئيس المكلف الى الرد، فخرج عن صمته واضعا النقاط على الحروف، وأصدر مكتبه الاعلامي بيانا اوضح فيه ان "ترويج مثل هذه الاخبار الملفّقة والصادرة عن ذات الجهة والمصدر تهدف الى تشويه الوقائع والقاء مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة على الخارج وتحديدا المملكة العربية السعودية، بينما يعرف القاصي والداني ان المملكة لا تتدخل ولم تتدخل في هذا الشأن اللبناني الداخلي المحض، وأقصى ما تعبر عنه وتتمناه هو أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن للمساهمة في دعم لبنان ودولته واقتصاده، كما بدا ذلك جليا من موقفها خلال مؤتمر "سيدر".وقال مكتب الحريري "نشرت بعض الصحف الصادرة اليوم اخبارا نسبتها الى مصادر سياسية رفيعة المستوى ضمنتها معلومات فحواها ان القصد من الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري لفرنسا أخيرا، هو الطلب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون التدخل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتسهيل ولادة الحكومة في لبنان، تارة والى نصائح فرنسية تلقاها بان عليه ان لا ينتظر الضوء الأخضر الأميركي والمبادرة سريعا لتفعيل اقنية الاتصال مع الجانب الروسي المؤثر في المعادلة الإقليمية لتسريع تأليف الحكومة الجديدة تارة أخرى"، موضحا "ان الزيارة التي قام بها الرئيس الحريري أخيرا الى الخارج كانت محض عائلية ولم يتخللها اي اتصالات او لقاءات مع أي مسؤولين في الخارج. وفي كل الأحوال فإن علاقته مع القيادة السعودية عموما وسمو ولي العهد خصوصا هي علاقة أخوية ممتازة ومباشرة لا تحتاج إلى وساطة من أحد.
التمديد لليونيفيل: على صعيد آخر، أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزيرة الدفاع الايطالية اليزابيتا ترنتا التي استقبلها في قصر بعبدا، ان "التهديدات الاسرائيلية المستمرة للبنان والظروف غير المستقرة التي تحيط بالمنطقة تحتم تمديد ولاية القوات الدولية العاملة في الجنوب "اليونيفيل" وفق الشروط نفسها لجهة المهام الموكلة اليها وعدد افرادها وحجم موازنتها"، لافتا الى ان "هذه القوات تلعب دورا مهما في حفظ الامن والاستقرار على الحدود الجنوبية بالتعاون مع الجيش اللبناني". وهنأ الرئيس عون الوزيرة ترنتا بتعيين الجنرال ستيفانو دل كول قائدا جديدا لـ"اليونيفيل" خلفا للجنرال مايكل بيري، متمنيا له التوفيق في مهمته الجديدة. وكانت الوزيرة ترنتا جددت "التزام بلادها العمل ضمن القوات الدولية في الجنوب لاسيما بعد تسلم ايطاليا قيادتها"، مؤيدة مطلب لبنان التمديد لـ"اليونيفيل" من دون اي تعديل لمهامها.
المبادرة الروسية: وعرض رئيس الجمهورية للوزيرة ترنتا موقف لبنان من التطورات لاسيما في موضوع عودة النازحين السوريين الى بلادهم بعد المبادرة الروسية لتسهيل عودتهم، متمنيا على ايطاليا "المساعدة في ذلك وعدم ربط العودة الآمنة لهؤلاء النازحين بالاتفاق على حل سياسي للازمة السورية الذي يمكن ان يطول، فيما الاستقرار عاد الى القسم الاكبر من المناطق السورية وخصوصا أن تدفق النازحين السوريين بأعداد كبيرة الى لبنان تم لاسباب امنية وليست سياسية، ومع زوال هذه الاسباب تدريجيا لا بد من تحقيق العودة الامنة لهم".
ابراهيم: وليس بعيدا، اكد المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم استعداد الامن العام للتعاون مع من يريد اعادة النازحين "لأن الامن العام هو المعبر الاجباري للعودة، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية لا تريد التواصل مع السلطات السورية المعنية بملف العودة لأسباب سياسية لا علاقة لنا بها. وأكد أن "المعابر غير الشرعية باتت تحت مراقبة الجيش ودورياته، وكذلك المعابر الشرعية تحت ادارتنا"، مشددا على أن مكافحة الارهاب مستمرة، مشيرا إلى أن الارهابيين افتقدوا مصادر القوة بعد تطهير الجرود في عرسال والقاع ومحاولاتهم لاحياء الاعمال الارهابية تحت المراقبة". ولاحظ ان مهلة تكليف الرئيس سعد الحريري تأليف الحكومة "لا تزال طبيعية".
زكا بصحة جيدة: الى ذلك، أفيد اليوم ان اللواء ابراهيم قام بزيارة خاصة لايران التقى خلالها الموقوف اللبناني نزار زكا في سجنه حيث اطلع على اوضاعه والاخير بصحة جيدة.
لتركيب عدادات: معيشيا، عقد بعد الظهر اجتماع في وزارة الداخلية ضم الى وزير الداخلية نهاد المشنوق وزيري الطاقة سيزار ابي خليل والاقتصاد رائد خوري للبحث في حلّ لأزمة المولّدات الكهربائية. وبعد الاجتماع، اعلن ابي خليل عن "الاتفاق بين الوزارات الثلاث على تركيب عدادات للمولدات ليدفع المواطن ما يصرفه ولا يلحق أي غبن بصاحب المولد"، مضيفا "التضامن كلّي بتطبيق القرار وصولا الى أخذ الأمور باليد من قبل الدولة أو البلديات عندما لا يتم الالتزام بهذا الموضوع ونحن حازمون والتعاون وثيق بين الوازرات الثلاث في هذا الموضوع". وقال المشنوق إن "مهمتنا دعم كل خطوة تقوم بها اي وزارة والاجهزة حاضرة لمساندة اي قرار يتخذ".أما الوزير خوري، فأعلن "أننا سنضع جهودنا لمنع استغلال أو أي تمرّد من بعض أصحاب المولّدات وسنتابع العملية بشكل اسبوعي وسنطلع الإعلام على كل ما يحصل".
العقوبات ستشتد: اقليميا، دخلت العقوبات الاميركية الجديدة على ايران حيز التنفيذ فجرا. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على موقع "تويتر": "إن العقوبات الإيرانية فرضت رسميا. هذه العقوبات هي الأكثر إيذاء التي يتم تطبيقها على الإطلاق، وفي تشرين الثاني، سيتم تشديدها إلى مستوى جديد"، مضيفا :"أي جهة تتعامل تجاريا مع إيران لن يكون بإمكانها التعامل تجاريا مع الولايات المتحدة. لا أسعى إلى شيء أقل من السلم العالمي".