Mar 11, 2024 7:32 AM
صحف

الاستحقاقات الدستورية في مهبّ الريح ربطاً بغزة والجنوب

لا تزال الملفات الداخلية السياسية والدستورية والاقتصادية عالقة من دون تحقيق أي خطوات إيجابية، فيما تبقى الحرب في الجنوب الشغل الشاغل في ظل استحالة فصل هذا الملف عن غزّة، الامر الذي يُبقي لبنان في عين العواصف على وقْع التهديدات الإسرائيلية اليومية التي تفاقمت وتفاعلت في الساعات الماضية ما يُنذر بعواقب وخيمة وفق المواكبين والمتابعين، لا بل إن أحد الذين شاركوا في اللقاء مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين نقل عنه قوله ان ليس في وسع الولايات المتحدة الأميركية احتواء أي حرب قد تقع على بلدكم وستكون كلفتها كبيرة، ولهذه الغاية نعمل ونسعى جاهدين لتدارك الأسوأ.

ومن هذا المنطلق فان هوكشتاين لن يعود الى العاصمة اللبنانية إلا في حال حصلت هدنة غزّة، وإذذاك يُبنى على الشيء مقتضاه بداية على الوضع في الجنوب وحلّ هذه المعضلة عبر الصيغ المتداولة، ومن ثمّ الشروع في بحث الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، علماً أن واشنطن أخذت القرار بانتخاب الرئيس، وموفدها الى بيروت وتل أبيب والمنطقة، سيكون له دور ومساع في هذا الإطار، ووفق مرجع سياسي بارز ان مسألة الانتخابات الرئاسية باتت في غاية التعقيد، ولا يُخفى أن الجميع توصّل الى قناعة بصعوبة انتخاب الرئيس قبل التوصل الى حلول من غزة الى الجنوب، في حين يبدو أن الحرب لن تتوقف بل هي ذاهبة الى التصعيد وإسرائيل أخذت القرار وتوسع الالتفاف السياسي والشعبي حول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لعدم وقفها قبل القضاء على "حماس"، ما يعني اننا كما يقول المرجع المذكور أمام حرب استنزاف لا أفق لها، والجنون لدى قادة إسرائيل بلغ ذروته فيما لبنان يعتبر الأكثر قابلية لتلقف كل ما يجري على الحدود وإصرار "حزب الله" على مساندة "حماس"، حيث ايران هي من تدير اللعبة من فلسطين الى لبنان.

وتشير مصادر سياسية مطلعة الى المحاولات المستمرة لانتخاب الرئيس على رغم الصعوبات التي تعوق هذا الاستحقاق داخلياً واقليمياً، وبالتالي أن اللجنة الخماسية كما يؤكد ويشدد السفير السعودي وليد بخاري في مجالسه، مستمرة في دورها ومساعيها وحريصة على التشاور والتواصل مع كل الأطراف اللبنانية. ومن هنا تبرز اللقاءات التي تتوسع مروحتها من خلال حراك بخاري والسفير المصري علاء موسى والسفير القطري سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، اذ ليس هناك "فيتو" على أي طرف، وثمة اعتبارات سياسية لدى سفراء الخماسية في مسار هذه العلاقات بدليل اجتماع السفير القطري بالنائب السابق وليد جنبلاط، والمصري برئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل. وعُلم ان هناك لقاءات متوقعة للسفير بخاري مع مرجعيات سياسية وروحية، ولكن مع حلول شهر رمضان لن تحصل أي معجزات أو خطوات يُبنى عليها، فيما اللافت أن الساحة المحلية ضجّت في الساعات الماضية بتحليلات ومواقف تشي بأن الرئيس لن يُنتخب في هذه المرحلة وربما الى أشهر وأكثر من ذلك بكثير ربطاً بالأجواء الداخلية والانقسامات السياسية التي تتعمق وصولاً الى الأهم المتمثل بحرب غزة والجنوب وتوقع كل الاحتمالات ميدانياً، الا في حالة واحدة تأتي في سياق توافق دولي واقليمي لمقتضيات المرحلة وفصل انتخاب الرئيس عن الحرب. لذا فالاستحقاقات الدستورية باتت في مهبّ الخلافات المحلية وحرب غزة والجنوب، بينما يُطرح في المجالس السياسية إمكان تأجيل الانتخابات البلدية للظروف عينها التي تعوق انتخاب الرئيس، وقد ينسحب ذلك على الانتخابات النيابية.

يبقى أن التطورات المتسارعة في المنطقة هي نقطة الجذب الأساسية وتطغى على ما عداها بما في ذلك الاستحقاقات الدستورية في لبنان وفي صلبها انتخاب الرئيس العتيد، ومن هنا كان اللقاء السداسي في الرياض مفصلياً ونوعياً في سياق اللقاءات التي تحصل في عواصم المنطقة وعالمياً، اذ سيكون هناك موقف من الدول التي شاركت في هذا اللقاء ومواجهة التصلب الإسرائيلي، ناهيك عما يجري في واشنطن من تبدل في موقف الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يحاول دغدغة مشاعر العرب، والمتابعون يرون أنه يصب في خانة السعي للحصول على أصوات الجاليات العربية بعد الدعم اللامحدود الذي قدمه لإسرائيل. لذا فالعيون شاخصة باتجاه غزة والجنوب وكل الاحتمالات واردة ميدانياً وسياسياً، ولبنان يعيش ترقباً ثقيلاً في ظل تراكم أزماته المستعصية.

المصدر - النهار

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o