Aug 02, 2018 4:32 PM
تحليل سياسي

"القوات" عند عون بعد الحريري ومنحها "سياديــــة" قيد البحث
التيار يضع المشكلة في معراب وحزب الله يخشى التشكيل في الميلاد
المصارف... ثقة كاملة بالقطاع وحكمة السلطات النقدية تصون الاستقرار

المركزية- وسط دوامة "العقد الثلاثية"، لا يزال مسار تشكيل الحكومة  يدور حول نفسه من دون بروز اي ملامح لاحداث خرق يمكّن الرئيس المكلف سعد الحريري من الانتقال من مرحلة توزيع الحصص الى الحقائب والأسماء. والواقع ان الآمال التي كانت معلقة على نتائج اللقاء الرئاسي الاخير لتجاوز المطبات، تلاشت الى درجة الانعدام في ضوء اصطدام الجهود كافة بجدران الممانعة السياسية.

وحدها زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى بيت الوسط مساء امس خرقت الجمود الحكومي على رغم انها لم تحمل الا دعما لجهود الحريري وتأكيدا للسير معا وطنيا، سياسيا وحكوميا واستطلاعا لآخر المعطيات في شأن التأليف واسباب تلاشي الاجواء الايجابية ووضع نفسه في تصرفه لجهة تسهيل مسار التأليف، كما افادت مصادر معراب "المركزية".

القوات عند عون: وغداة اللقاء، أوفد جعجع اليوم وزير الاعلام الى قصر بعبدا حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وبعد اللقاء الذي استعرض الاوضاع السياسية والتطورات المتصلة بمسار تشكيل الحكومة، قال وزير الاعلام "نقلت الى الرئيس رسالة من رئيس القوات اللبنانية حول موقف "القوات" من الحكومة واستعدادها لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، لكن ضمن الحد الادنى المقبول للحجم الانتخابي والوزن السياسي. وقد ابلغني الرئيس ان موضوع منح حقيبة سيادية للقوات اللبنانية يتم بحثه مع الرئيس المكلف".

الحريري – باسيل: وفي حين افادت مصادر سياسية مواكبة للتشكيل "المركزية" أن رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل يقف سدا في وجه إعطاء القوات "سيادية"، ويطالب بثلث معطل في الحكومة وهو ما يعرقل لقاءه الرئيس المكلف والتأليف الحكومي في آن، اشارت محطة "او.تي.في" نقلاً عن معلومات الى ان ما نشرته بعض الصحف اليوم عن ابلاغ الرئيس نبيه بري باسيل دعمه مطالب رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط وجعجع غير صحيح. كما نُقل عن مصادر وزير الخارجية نفيها "ان يكون البحث مع بري تطرق الى الحصص الوزارية"، مؤكدةً "انه كان محصوراً بما تم الاتّفاق عليه حول مبدأ وحدة المعيار في التشكيل".

العقدة عند القوات: وليس بعيدا، اشارت مصادر قريبة من التيار لـ"المركزية" الى ان لقاء الحريري - جعجع يدل الى ان العقدة موجودة عند القوات، ويجب حلّها معه. وشددت على ان، بناء على تلك المعطيات، فإن الاجتماع مع رئيس تكتل "لبنان القوي" هو لزوم ما لا يلزم، ما دام لا مشكلة في ما يطلبه التكتل، وهو اقل من حقه.

الحكومة الى الميلاد؟! وفي السياق،اكدت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" "ان مشاورات التشكيل على حالها، وكثرة اللقاءات "حركة بلا بركة" للاسف"، معتبرةً "ان هناك "تضييعاً للوقت" قد يكون متعمّداً بانتظار امر ما"، مجددةً دعوتها الى "توحيد معايير التمثيل وتطبيقها على مختلف الكتل النيابية"، وقالت "لعل بعض المتشائمين من تأخّر الولادة الحكومية، محقّ، فنحن لا زلنا في مربّع الحصص، فكيف اذا انتقلنا الى مرحلة نوعية الحقائب التي ينالها كل فريق تليها مرحلة البيان الوزاري؟ ونأمل الا تتحقق توقعات هؤلاء بأن الحكومة ستُبصر النور في عيد الميلاد"، لافتةً الى "ان لا مبادرة من قبلنا للمساعدة في تفكيك العقد، لان ما يحصل على صعيد التشكيل له علاقة بالتوازنات الدقيقة لكل فريق، فلو كانت المسألة متوقّفة على اتمام مصالحة بين احد حلفائنا لربما تحرّكنا للمساعدة، لكن "القصة اكبر من هيك".

الحزب في اليمن: من جهة ثانية، وفي أعقاب رسالة الاحتجاج اليمنية الى "الخارجية" اللبنانية، اعتراضا على تدخل حزب الله في شؤونها الداخلية، برز اليوم اعلان وزير الإعلام اليمني "ضبط شحنة مخدرات آتية من لبنان كانت في طريقها للجماعات الحوثية الايرانية في صنعاء".

المبادرة الروسية في الخارجية: على صعيد آخر، كانت المبادرة الروسية لاعادة النازحين الى بلادهم مدار بحث بين باسيل والسفير السوري علي عبد الكريم الذي أكد ان "سوريا بحاجة الى كل ابنائها وترحب بهم". وقال من قصر بسترس "تطرقنا في اللقاء الى المبادرة الروسية التي تسهم في تذليل بعض العقبات والرئيس بشار الأسد لم يضع شروطا تعجيزية لا بل هناك تسهيل تام لعملية العودة"، مشيرا الى ان "هناك مراسيم عفو متلاحقة يصدرها الأسد تعفو عن المواطنين السوريين الذين لم يؤدوا الخدمة الالزامية أو غيره. واضاف "الدولة السورية مستعدة بالتعاون مع الدولة اللبنانية لتسوية اوضاع من لديهم اشكاليات صغيرة، مؤكدا ان "سوريا بحاجة لليد العاملة للاسهام الجدي والحقيقي والفاعل في اعادة اعمار سوريا".

.. و7 معابر جديدة: وليس بعيدا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن فتح 7 معابر جديدة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بينها بحري وجوي. وذكر رئيس المركز الوطني لإدارة الدفاع عن روسيا الاتحادية، اللواء ميخائيل ميزينتسيف، في جلسة لمكتب التنسيق الخاص بملف إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، ان تدفق اللاجئين السوريين العائدين إلى بلادهم من المتوقع أن يرتفع في فترة قريبة. وأشار إلى أن هذا الأمر يتطلب توسيعا لشبكة المعابر والمكاتب التابعة لمركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين السوريين.

طمأنة مصرفية: ماليا، وبعد تعرّض القطاع المصرفي اللبناني في الفترة الأخيرة "لاستهداف خطير من أجل المسّ بسمعته ومناعته"، دعا رئيس جمعية مصارف لبنان جوزف طربيه "جميع المواطنين في لبنان والعراق وجميع لبنانيّي الانتشار ومواطني العالم العربي الواسع، إلى التحلّي كالمعتاد، بالثقة الكاملة بأداء قطاعنا المصرفي الذي برهن على مرّ العقود الماضية عن مناعة راسخة في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية والدولية كافة، والذي لا تهزّه ولن تهزّه شائعة من هنا أو خبر ملفَّق من هناك"، مشيراً إلى أن "حكمة السلطات النقدية ويقظة السلطات الرقابيّة والأمنيّة كفيلة بصون الاستقرار النقدي على نحو مستدام، وبحماية النظام المصرفي اللبناني ومصالح المستثمرين والمودعين كافة". وأكد في مؤتمر صحافي أن "القطاع المصرفي اللبناني لا يزال يتمتّع بمناعة راسخة في وجه التحدّيات الداخلية والخارجية، وبقدرة واضحة على التكيّف مع أصعب الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية وأكثرها تعقيداً". ومن جهة أخرى بشّر بأن "الأيام المقبلة ستحمل المزيد من الرزم المالية لدعم القروض، لا سيما السكنية منها، لكن يبقى حجم هذا الدعم والأموال المخصّصة له، تحت سقف عدم المسّ بالاستقرار النقدي".

اسرائيل تضرب الجولان: اقليميا، يبدو ان الاتفاق الروسي- الاسرائيلي حول الجنوب السوري دخل حيز التنفيذ وهو يضمن ايضا حق تل ابيب في الرد على اي تحرك في سوريا ترى فيه تهديدا لأمنها القومي. وفي السياق، ذكر "راديو إسرائيل" أن إسرائيل قتلت 7 مسلحين في ضربة جوية على الشطر الذي تسيطر عليه سوريا من هضبة الجولان. وأكد الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة جوية خلال الليل قائلا إنها استهدفت "عددا من العناصر الإرهابية المسلحة في جنوب هضبة الجولان السورية".

حكم الاسد يهدّئ الحدود: في الموازاة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كلاما يؤكد الرضى الاسرائيلي على الاتفاق، توقّع فيه أن تصبح حدود هضبة الجولان أهدأ مع عودة الحكم المركزي للرئيس السوري بشار الأسد، واصفا عودة سوريا إلى وضع ما قبل الحرب بأنها أمر في حكم المؤكد. وقال ليبرمان "من منظورنا فإن الوضع يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب الأهلية مما يعني أن هناك جهة يمكن مخاطبتها وشخصا مسؤولا وحكما مركزيا".  وعندما سئل إن كان قلق الإسرائيليين سيخف بشأن احتمال تصاعد الوضع في الجولان، أجاب: "أعتقد ذلك"... أما وزارة الدفاع الروسية فأكدت أن "الشرطة العسكرية ستنتشر في هضبة الجولان وتقيم ثمانية مواقع للمراقبة لتجنب أي استفزازات محتملة هناك".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o