رسائل رئاسية حكومية في العيد الـ73 للمؤسسة العسكرية
عون: لحكومة جامعة من دون احتكار طائفي... وبري للمرونة
ايران تتراجع 85 كلم جنوب سوريا والحوثيون يعلقون عملياتهم
المركزية- مرة جديدة أطل الاول من آب، فيما البلاد تفتقد الى حكومة كاملة المواصفات تدير شؤونها وتواجه تحديات جساما تنتظرها، في ظل كباش سياسي على الحصص والمغانم وتمترس خلف مواقع ومطالب بعيدة من الدستور وموجباته. حتى الاحتفال بعيد الجيش تحول منبرا لتوجيه الرسائل السياسية والحكومية عوض تقديم الحكومة عيدية الى المؤسسة العسكرية اسهاما في تزويدها بدعم سياسي لا يمكن ان تنسج خيوطه سوى مؤسسات دستورية، مكتملة التكوين، يحصنها في مواجهة الاستحقاقات، ويمدها بالسلاح في سبيل التصدي للمخاطر الداهمة، بعيدا من المواقف الرنانة.
رسائل رئاسية: فوسط تصاعد وتيرة السجالات والسخونة السياسية على خلفية المطالب التشكيلية، اجتمع اركان الدولة، تحت راية " فجر الجرود"، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، فيما يبقى الرئيس سعد الحريري مكلفا التشكيل، وسقطت الرهانات على حضوره بصفة رئيس حكومة "العهد الاولى" التي ارادها سيد العهد ليعكس صورة الوطن الجامعة. واغتنم رئيس الجمهورية مناسبة ترؤسه احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين في "دورة فجر الجرود"، في العيد 73 للجيش، لتوجيه رسائل سياسية – حكومية في أكثر من اتجاه والرد على كثير من المواقف التي نسبت اليه في الساعات الماضية، فأكد أن "صوت اللبنانيين الذي تمثل في مجلس النواب، يجب أن ينعكس على تشكيل الحكومة العتيدة، وكلنا تصميم في هذا الإطار على ألا تكون فيها الغلبة لفريق على آخر، وألا تحقق مصلحة طرف واحد يستأثر بالقرار أو يعطل مسيرة الدولة".
حكومة جامعة دون احتكار: وأضاف "عزمنا واضح، وهو أن تكون هذه الحكومة جامعة للمكوِّنات اللبنانية، من دون تهميش أي مكوِّن، أو إلغاء دوره، ومن دون احتكار تمثيل أي طائفة من الطوائف. وإذا كان بعض المطالب قد أخَّر حتى الآن تشكيل الحكومة، في مرحلة دقيقة ومليئة بالتحديات بالنسبة إلى لبنان، فأود هنا أن أجدِّد تأكيد عزمي، بالتعاون مع الرئيس المكلف، على إخراج البلاد من أزمة تأخير ولادة الحكومة، مراهناً على تعاون جميع الأطراف وحسهم الوطني، لأن أي انكفاء في هذه المرحلة من تاريخنا المحاطة بالأعاصير وصفقات القرن، خيانة للوطن وآمال الناس الذين عبَّروا في صناديق الاقتراع عن خياراتهم وتطلعاتهم. وأنا ملزم بحكم مسؤولياتي كرئيس للجمهورية، باحترامها وعدم السماح بالتنكر لها".
خريطة طريق: وفي السياق، دعت مصادر قريبة من بعبدا العاملين على مسار التأليف الى العودة لمضمون كلام رئيس الجمهورية كونه يشكل خريطة طريق للمرحلة المقبلة. واكدت انه وضع حدا لكل الكلام الذي قيل عن الحكومة وسبل تشكيلها وما يتعلق بما اثير من امور حول تعاونه مع الرئيس المكلف وتركيبة الحكومة وتشكيلها وتمثيل المكونات اللبنانية. واوضحت انه اراد من خلال هذه الفرصة الجامعة ان يكون كلامه واضحا للجميع من جهة وبمثابة السقف لعملية التشكيل وكل ما يتعلق ببناء الدولة من جهة ثانية، حتى انه حدد اهداف المرحلة المقبلة لجهة النهوض بالوطن والاقتصاد وقطع دابر الفساد بالاضافة الى اعادة النازحين.
بري يدعو للمرونة: في الانتظار، أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري وفق ما نقل عنه نواب "لقاء الاربعاء" ان "لا جديد على صعيد تأليف الحكومة". وجدد "التأكيد على العمل بكل الطاقات للاسراع في تشكيل الحكومة نظرا لدقة الوضع الذي نعيشه جميعا". وأمل من الجميع "التعامل بمرونة وبمسؤولية في التعاطي مع هذا الموضوع لتسهيل عملية التأليف والخروج من حال المراوحة التي تمر بها البلاد".
التروي تشريعيا: وعما يثار في بعض وسائل الإعلام في شأن موضوع التشريع، نقل النواب عن الرئيس بري قوله "ان المادة 69 من الدستور واضحة لجهة حق المجلس النيابي بالتشريع في مثل الوضع الذي نحن فيه الان، وان هناك اعرافا سابقة حصلت حين كانت حكومات تصريف الاعمال، عدا عن آراء الخبراء وكبار الفقهاء مثل الدكتور ادمون رباط وغيره"، مضيفا "رغم هذا الحق الذي لا لبس فيه وفق نص الدستور، إلا انني أفضل اتباع سياسة التروي كي لا تفسر الأمور على غير محملها".
المطارنة يأسفون: وسط هذه الاجواء، أسف المطارنة الموارنة في بيانهم الشهري بعيد اجتماعهم في الديمان برئاسة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي "لمرور أكثر من شهرين على التكليف الحكومي، من دون أن تسفر الاستشارات والاتصالات السياسية عن تشكيل حكومة جديدة، فيما الأوضاع الاقتصادية متدهورة، والتطورات الإقليمية مصيرية"، وأهابوا "بالمراجع الرسمية والسياسية تجاوز الخلافات الناشئة من المحاصصة وتوزيع الحقائب الوزارية وسواها، والإسراع في التوصل إلى الاتفاق على صيغة لحكومة قادرة على مواجهة الاستحقاقات.
من دون الجيش لا وطن: وكان عيد الجيش فرض ايقاعه على الحركة المحلية، فتوالت المواقف المرحبة بإنجازاته والمعولة على دوره في حماية الارض والسيادة. فخلال استقباله، ظهر اليوم في قصر بعبدا، بعد ترؤسه احتفال تخريج ضباط دورة "فجر الجرود" في الكلية الحربية في الفياضية، قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس وفد من كبار ضباط الجيش قدموا التهاني للرئيس عون لمناسبة العيد الثالث والسبعين للجيش، اكد رئيس الجمهورية أن دعمه الجيش اللبناني امر طبيعي، "لأن الجيش جزء مني"، مشددا على انّ لبنان "في حاجة الى جيش محترف تقنيا"، ومشيدا بالاداء الذي قام به الجيش في عمليتي "فجر الجرود" وعرسال، وما تلاهما. أما قائد الجيش فتوجه لرئيس الجمهورية بالقول "وعدنا اليكم ان نواصل القيام بالعمليات المطلوبة وفق النمط عينه وأكثر، حتى تصل السفينة التي تقودونها الى برّ الامان".
النزوح بين باسيل وعلي: في مجال آخر، يثير وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع السفير السوري علي عبد الكريم علي الذي يستقبله غدا، بحسب معلومات "المركزية"، المبادرة الروسية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم، ونتائج المحادثات التي اجراها الوفد الروسي في لبنان نهاية الاسبوع الماضي، على ان يدلي علي بتصريح بعد اللقاء في هذا الشأن.
ايران تتراجع: اقليميا، تراجعت الوحدات الإيرانية التي تقاتل في سوريا الى جانب حكومة دمشق 85 كلم بعيداً عن مرتفعات الجولان وفقاً لاتفاق بين روسيا وإسرائيل، وفق ما أعلن ألكسندر لافرنتييف ممثل الكرملين لدى سوريا. وقال لوكالة (إنترفاكس) الروسية: "القوات الإيرانية تراجعت في هذه المنطقة كي لا تثير غضب حكومة إسرائيل، التي كانت بين الحين والآخر تهاجم أهدافاً إيرانية في تلك المنطقة"، مضيفا "بفضل تدخلنا تراجعت هذه القوات على بعد 85 كلم". وأعلن الدبلوماسي الروسي أن بعثة أممية في المستقبل القريب ستتولى الإشراف على أمن هذه المنطقة منزوعة السلاح"، وتابع "وفقاً للخطة، التي جرى الاتفاق عليها بين عدة أطراف من ضمنها إسرائيل، هذه المنطقة يجب أن تشهد حضور مهمة أممية للفصل بين الأراضي السورية والإسرائيلية".
في الموازاة، أكد مصدر رسمي إسرائيلي ان إسرائيل أوضحت للروس أنها لن تقبل بأي تواجد ايراني عسكري في سوريا وأن من حقها استهداف أي تواجد كهذا سواء أكان قريباً من الحدود أم بعيداً.
الحوثيون يعلقون عملياتهم: يمنيا، في وقت يقوم مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث بزيارات مكوكية بين الأطراف المتحاربة، وبين المعنيين بالتطورات اليمنية اقليميا، لتفادي هجوم من التحالف العربي على مدينة الحديدة تخشى الأمم المتحدة أن يفجر أزمة انسانية كبرى، أعلن الحوثيون في الساعات الماضية أنهم سيقومون بـ"إيقاف موقت" للعمليات العسكرية البحرية، في حين أكد مصدر في وزارة الدفاع التابعة للحوثيين "الترحيب بأي مبادرة تدعو إلى حقن الدماء ووقف العدوان على اليمن".