Dec 22, 2023 3:26 PM
خاص

باسيل يخشى قطبة مخفية مررت التمديد للقائد قد تنسج الثوب الرئاسي

نجوى ابي حيدر

المركزية- بين السراي واليرزة لم تعد المياه الى مجاريها ولا عادت الامور الى نصابها اثر لقاء الامس. فأجواء الود والاحترام التي سادت الاجتماع بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم بمسعى من وزير الحزب محمد وسام مرتضى، سرعان ما تبددت في اعقاب اعتراض سليم على بيان السراي الاولي الذي تم تعديله ،علما انه لم يشر في  متنه الى انه اعتذر من رئيس الحكومة ، كما تم تعديل عبارة "اصطحبه" ، في معرض الاشارة الى زيارته والوزير مرتضى، والاستعاضة عنها بأن الاجتماع جاء بناء لطلب الاخير.

سوء التفاهم الذي اسف له وزير الدفاع في تصريحه امس مؤكدا احترامه لمقام رئاسة الحكومة وتقديره للرئيس ميقاتي انقلب اليوم نسفا للاتفاق ودعوة له لينسى عنوانه، فما الذي استجد؟

تعرب مصادر مواكبة لما جرى عن اعتقادها ان خلف انتفاضة سليم قطبة مخفية ، ذلك ان الرجل كان امس ودودا جدا خلال الاجتماع وابان مغادرة السراي، الا ان جهة ما تبدو تحركت لتعكير العلاقة مجددا فكان ما كان ونجحت في اصابة الهدف.وقد قالها الرئيس ميقاتي بالفم الملآن من بكركي اليوم.

في السياق، تشير مصادر في المعارضة الى ان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لم يهضم حتى اللحظة السيناريو الذي حيك لتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزف عون وما زال يزعجه كيف ان الحزب مرر" Pass" التمديد من تحت الطاولة للرئيس نبيه بري فحصد كماً من الاصوات لم يكن ليجمعه لولا "التواطؤ" الثنائي، ونتيجته تحقيق نصر لغريمه المسيحي حزب القوات اللبنانية الذي قاد المعركة من الفها الى يائها. وتوضح ان عدم تصويت نواب الحزب لمصلحة اقتراح تأجيل التسريح لا يمحو خطيئة تأمين النصاب وتمرير كلمة السر لحليفه بري لبقاء القائد في موقعه وتاليا اعادة توفير فرصة انتخابه رئيساً.

واذ تربط بين موقف سليم اليوم وامتعاض باسيل، تعتبر ان رئيس التيار يخشى ان يصبح، او انه بات خارج لعبة ما محلية واقليمية، انزلته من سلم اولويات الحزب في ما يتصل بالعلاقة بينهما ، خصوصا ان التسويات المعمول عليها راهنا لا بد سيقبض الحزب اثمانا سياسية من خلالها تغنيه عن الغطاء الذي امنه له التيار بتحالف مار مخايل منذ ابرامه عام 2006 ، في ما لم يعد لباسيل من حليف سياسي في الداخل غير الحزب ، بعدما خاصم الجميع، فإن تخلى عنه ، سيصبح في موقف ضعيف ، وقد تقلصت شعبيته بحسب دراسات واستطلاعات رأي اجريت حديثا الى حد كبير جدا، اسهمت في ذلك معركته المفتوحة مع قائد الجيش وقد تبين انها لم تكن مبنية الا على نكايات شخصية.

وتستشهد المصادر بكلام صدر عن المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة اليوم اعتبر فيه "ان التعطيل الحكومي للكيدية كارثة وربط العمل الحكومي بالتسوية الرئاسية ضياع للبنان وناسه، والمطلوب من البعض واقعية سياسية لا طوباية خيالية"، سائلة عمن يعطل العمل الحكومي غير التيار الوطني الحر ما دامت قوى المعارضة كلها خارج الحكومة، وفي ذلك رسالة من المفتي بما ومن يمثل توجب على رئيس التيار القراءة جيدا في ابعادها.

تيار متناغم تولّد بين الرئيس بري ورئيس حزب القوات سمير جعجع من جهة وبين جعجع والحزب الاشتراكي من جهة اخرى وبين فرنجية وقائد الجيش ايضا، بعيد التمديد للقائد والمواقف الصادرة من الاطراف هذه بمجملها شاهدة، فكيف الحال وقد سار الثنائي باقتراح "معرابي"؟

وحده باسيل يغرد خارج سرب التقارب السياسي الناشئ جراء استشعار ذبذبات التسويات قيد الابرام في المنطقة لما بعد حرب غزة، ولحزب الله دور وحصة فيها بحسب المعطيات. هو لا ينفك يوجه رسائل لحليفه المسيحي "مع وقف التنفيذ" للتروي وفرملة اندفاعته نحو مواجهة الجميع ، لانه سيخرج خاسرا من معركة لم يعد بعيدا ان تنتج رئيسا في الربع الاول من العام المقبل ، واذا لم يتم التوافق على مرشح الخيار الثالث او الرابع سيدخل جوزف عون الى قصر بعبدا ، ويتلقى رئيس التيار الوطني الحر الضربة الثانية الاشدّ وطأة من التمديد، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o