1:48 PM
خاص

لهذه الاسباب..."الناتو" يتخوف من وصول ترامب الى السلطة!

يولا هاشم

المركزية - استضافت العاصمة الأميركية واشنطن منذ أيام، قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تحتفي بالذكرى الـ75 لإطلاق الحلف. وارتدى هذا الاجتماع الذي يضم 32 دولة أهمية لأنه يأتي بعد انتخاب مارك روثي رئيس حكومة هولاندا امينا عاما، وقبل الانتخابات الاميركية وفي خطوة دعم للمرشح الديموقراطي جو بايدن ضد خصمه دونالد ترامب المرشح الجمهوري بعد البلبلة في اوساط الحزب الديموقراطي على اثر المناظرة وجها لوجه بين بايدن وترامب وقد خرج منها بايدن ضعيفا، الامر الذي انعكس على شعبيته لاسيما داخل حزبه.

وخُصِّص الاجتماع للبحث في الشؤون العامة وكيفية مساعدة اوكرانيا والبحث في ملفات تهم الحلف وذلك استباقا للانتخابات الاميركية وخوفا من وصول ترامب الذي كانت له في ولايته الاولى مواقف سلبية من الحلف في محاولة لخروج الولايات المتحدة منه، وتركز البحث على مزيد من التنسيق والتعاون بين اميركا والدول الاوروبية. لذلك طلب من الحلف وجوب تصويت الكونغرس على قرارات الحلف خوفاً من أن يعمد ترامب في حال فاز الى تطيير هذه القرارات. وتخشى دول الحلف من العلاقة المتينة والمميزة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وان تكون على حساب الناتو. فهل خوف الناتو مشروع؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ"المركزية" ان "ترامب سبق  أن أعلن عن عقيدته بأنه ضد كل التجمّعات التي تضمّ دولا عدّة، ومنها "الناتو"، وذلك منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، وما زال يرددها. ويعتبر الرئيس الاميركي السابق ان في حال أرادت دولة ما القيام بتحالفات، فيجب ان تكون ثنائية وليس بين عدة دول، لأن مصالح الدول تختلف وعلاقة كل دولة بالاخرى تختلف، وقال صراحة أنه لا يريد الناتو".

ويضيف: "من جهة أخرى ترامب أعلن أنه ضد الناتو لسبب آخر، وهو انه يعتبر ان الولايات المتحدة الاميركية تدفع الحصة الاكبر كمساهمة في هذا الحلف، وذلك من أجل الدفاع عن اوروبا. وعندما توجه للمرة الاولى الى اجتماع الناتو قال للدول بأن عليها ان تدفع حصتها والتي تشكّل 2 في المئة من الدخل القومي، وبأنهم لا يصلون الى هذا المستوى وأن واشنطن غير حاضرة للتمويل دفاعا عن اوروبا. وقال للاوروبيين "دافعوا عن انفسكم والا عليكم ان تضاعفوا مساهمتكم في الحلف لحمايتكم". ولهذين السببين تأثير مباشر على الناتو، لأن الولايات المتحدة عضو فاعل ولها وزن كبير في الناتو، اكان عسكريا ام ماليا".

ويتابع طبارة: "هناك سبب ثالث غير مباشر لدى ترامب، وهو انه يعتبر ان مصلحة الولايات المتحدة تقضي بعدم معاداة روسيا او الصين، رغم أنه شخصيا عادى الصين وتسبب بمشاكل معها، لكنه يقول بأن علاقة اميركا يجب ان تكون ندّية لكن ودّية مع بوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ وغيرهما، وان وجوده في الناتو يمنع هذه العملية في العلاقة من ان تتمّ وتعرقل تحسين العلاقة بين اميركا وهذه الدول".

ويؤكد طبارة ان "ترامب مُعجَب بالديكتاتوريات، حتى انه مرة، في معرض حديثه عن أمر معين، قال: "أتمنى ان أكون مثل شي جين بينغ الحاكم بأمره، والكلمة التي يقولها تسير في الدولة كلها". ترامب لديه هذا التوجّه". ولفت إلى ان "الصراع الحاصل في اوروبا هو بين الليبرالية واللاليبرالية، بين رئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مثلا، ماكرون مع الديمقراطية الليبرالية بينما اوربان يقول بالديمقراطية غير الليبرالية، ويعتبر ان اللاليبرالية نجحت، ويقدّم مثالاً على ذلك روسيا، والصين والمجر، حيث كانت تجربة ناجحة، ويحاول اوربان إنشاء تحالف داخل الاتحاد الاوروبي لصالح اللاليبرالية. وترامب من هذا الرأي، ولا مانع لديه من التحالف ليس فقط مع بوتين لكن مع اوربان ايضاً".

ويختم طبارة: "لكل هذه الاسباب مجتمعة، ينظر الناتو بقلق الى وصول ترامب ويتخوف من إمكانية خسارته الولايات المتحدة فتتراجع عن مساندة الناتو بهذه القوة التي تساندها فيه اليوم وان تذهب باتجاه روسيا والديكتاتوريات. ويحاول الناتو ايجاد حلّ لهذه المسألة من خلال محاولة تأسيس دفاع اوروبي مستقل. ماكرون اقترح في وقت سابق إنشاء جيش اوروبي. القلق موجود، وفي حال وصول ترامب فإن هذا القلق سيصل إلى القمّة".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o