Dec 05, 2023 3:37 PM
خاص

بعد حرب غزة...تسوية بسلطتين جديدتين فلسطينيا واسرائيليا

نجوى ابي حيدر

المركزية- مع سقوط الهدنة بين حماس واسرائيل منذ اربعة ايام واستئناف المعارك الطاحنة على جبهة غزة حاصدة المزيد من الشهداء المدنيين والعسكريين، وقد اشتدت حدتها اليوم في ضوء محاولة اسرائيل محاصرة القطاع من كل الجهات، يتعزز الاعتقاد السائد بأن الحرب باتت قدرا للغزاويين وان لا مجال لانقاذ شعب فلسطين من قبضة الموت المرسوم على جباه اطفالهم منذ الولادة، وقد سقط منهم منذ نفذت حماس عملية طوفان الاقصى، ما يناهز 16 الف شخص وجُرح اكثر من 40 الفاً.

ليس الاعتقاد هذا خاطئاً لا بل شديد الصوابية بالنظر الى طبيعة الفريقين المتصارعين المتمثلين بحكومة نتنياهو المستشرسة في سبيل اعادة الاعتبار اثر الضربة القاضية التي تلقتها في 7 تشرين الاول، وحركة حماس المنتشية بنصر تعتبره انتصارا ساحقا في تاريخ الصراع العربي- الاسرائيلي، وهو كذلك نسبة لحجم العملية ونتائجها. غير ان رؤى المسؤولين الدوليين العاملين على خط المفاوضات في قطر والساعين الى وقف النار تمهيدا للتسوية الكبرى، متسقة مع بعضها البعض لجهة حتمية تغيير القيادتين الفلسطينية والاسرائيلية الحاليتين والاتيان بسلطتين معتدلتين يمكن معهما الوصول الى الحل خلافا للمتحكمين بالمشهد العنفي الدموي راهناً، وإن استلزم ذلك وقتا اضافياً.

تقول  اوساط دبلوماسية عربية لـ" المركزية" ان البحث انطلق بين القادة الدوليين وفاعليات فلسطينية حول كيفية انشاء سلطة جديدة تواكب المرحلة المقبلة من المفاوضات وتضم ممثلين عن كل المكونات الفلسطينية من فصائل وتنظيمات من دون استثناء، فلا يبقى احد خارجها، الا من يستثني نفسه ، بحيث تكون الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين . هذه السلطة  ستتولى مهمة التفاوض باسم الشعب الفلسطيني بغية تنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دوليا وانشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، تنتهي معها الانقسامات التي عصفت بالجسم الفلسطيني واسهمت منذ ذلك الحين في اضعاف موقفه،  وفتحت المجال واسعا لتل ابيب للعب على هذا الوتر الحساس والتهرب تاليا من الالتزام بالقرارالدولي بحل الدولتين لانهاء الصراع الفلسطيني –الاسرائيلي المزمن.

والتغيير لن يقتصر على الفلسطينيين وحدهم، تضيف الاوساط، ذلك ان ارساء الحل النهائي يوجب التعامل مع حكومة اسرائيلية معتدلة لا تشبه في اي حال حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة التي لا ترى في الفلسطينيين سوى عدوا يجب سحقه، بدليل المجازر المرّوعة التي ترتكبها في حق العزّل من اطفال ونساء دون هوادة، غير آبهة بالرأي العام الدولي المُدين وحشيتها ولا بمنظمات اممية تستنكر وحشيتها وتدعوها فورا لوقف اجرامها اللا محدود.

تبعا لذلك، تؤكد الاوساط ان الحكومة الاسرائيلية المحاصرة بالفشل والاخفاقات المتتالية وفضائح رئيسها اللامتناهية لا يمكن ان تبقى في المرحلة المقبلة، اذ يتوقع سقوطها وتشكيل اخرى برئاسة يائير لابيد على الارجح، تضم كل اطراف الوسط المعتدل ، وتشكِل والسلطة الفلسطينية الجديدة المعبر الى حل الدولتين لوضع حد لحقبة النزاع المسلح المزمنة.

بدّلت  حرب غزة الاولويات وقلبت المعادلات لاسيما في  اللعبة السياسية. هي ستدفع حكما  نحو شرق اوسط جديد لم تتحدد معالمه النهائية بعد، الا ان خطوطه العريضة نُسِجت بأنامل مهندسي التسويات، واشارة الضوء الاخضر لبدء التنفيذ ستنطلق مع سقوط آخر قذيفة على الجبهة، تختم الاوساط.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o