Sep 20, 2023 7:53 AM
صحف

خلاف اميركي ـ قطري مع فرنسا حول الأسماء المقترحة لرئاسة الجمهوريّة

انتظر لبنان الحراك الخارجي لحل ازماته، وخصوصاً الازمة الرئاسية التي تراوح مكانها منذ 11 شهراً، وسط تناقضات وخلافات المعنيين من دون اي حل يذكر، وبعد تأكيدات برزت في الايام القليلة الماضية، فلا تقدّم ولا بشائر خير او ايجابية تقال على الخط الرئاسي، الذي ينتظر دائماً وعند كل استحقاق هام تصاعد الدخان الابيض من الخارج، اي كلمة السر التي سرعان ما تجمع المعنيين بالملف، وتقعدهم على طاولة الحوار التي يرفضونها اذا كانت في الداخل، اما دعوات الخارج فيلبّونها على الفور، الامر الذي يطرح تساؤلات حول التوقيت الذي يمكن ان تجتمع فيه القوى السياسية اللبنانية حول اي ملف، فكيف اذا كان الملف الرئاسي الذي يحتاج الى توافق داخلي، ورسم خطط من شأنها إنقاذ لبنان من كل انهياراته؟ لكن أين نحن اليوم من تحقيق هذا الحلم، الذي يتطلّب التخلي عن المصالح الخاصة امام مصلحة لبنان العليا؟

وإنطلاقاً من هنا ووفق المثل الشائع: «الغريق يتمسّك بالقشة»، أشارت "الديار" أن الانظار تبدو شاخصة على إجتماع اللجنة الخماسية، الذي انعقد امس للمرة الثانية، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ولم يصدر عنه اي بيان. وقد حصل خلال الاجتماع خلاف اميركي ـ قطري مع فرنسا حول الأسماء المقترحة لرئاسة الجمهوريّة، حيث اقترحت قطر ان يكون مرشحها قائد الجيش العماد جوزف عون الذي تؤيده ايضا الولايات المتحدة الاميركية، فرفضت فرنسا ومصر الاقتراح القطري، واعلن الموفد الرئاسي جان ايف لودريان عن اسم ثالث وفق توجيهات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. اما المملكة العربيّة السعوديّة فهي تراقب الوضع، ولم تتخذ قرارها بشأن اي اسم رئاسي.

بإختصار، لا يبدو اي افق إيجابي في المسألة الرئاسية، فالتشاؤم يطغى بقوة من خلال كلام اكثرية النواب، الذين ينظرون بسلبية الى الاشهر المقبلة، حيث سيراوح ملف الرئاسة مكانه، وفق ما اشار عدد من النواب خلال اتصال «الديار» بهم لمعرفة آخر الاجواء، معتبرين بأن «لا شيء يعطي بارقة أمل، خصوصاً بعد زيارة لودريان الذي غادر بيروت من دون ان يخرق ثغرة في الجدار الرئاسي المقفل حتى إشعار آخر، على الرغم من محاولته الإيحاء ببعض الايجابية، من خلال إتجاه اللجنة الخماسية الى طرح المرشح الثالث، وبأنها ستقارب الملف اللبناني بجديّة وحزم اكبر، وتحدّد الخطوات المرتقبة للحراك القطري، الذي أرجأ مهمته في بيروت الى الخامس من تشرين الاول المقبل، لكن كل هذا لا يبدو واقعياً، ولا معطيات ايجابية توحي بالخير» وفق ما قال بعض النواب.

في السياق، ينقل وزير سابق عن ديبلوماسي عربي على إطلاع بما يجري في كواليس اجتماع «الخماسية « في نيويورك لـ»الديار» بأنّ أجواء التفاؤل التي كانت سائدة قبل ايام تبدّدت سريعاً، بسبب التناقضات التي تطوّق ممثلي الدول الخمس، وبأنّ الحراك القطري في لبنان ينتظر الضوء الاخضر الاميركي الذي يبدو بعيداً، لذا علينا الانتظار لمزيد من الاشهر، لانّ الملف اللبناني ليس اولوية اليوم لدى الادارة الاميركية، لانّ المهم لديها اليوم هو الحفاظ على امن لبنان واستقراره، كما نقل الديبلوماسي وجود خلافات سياسية بين ممثلي الخماسية حيال الاستحقاق الرئاسي، واشار الى انّ البحث سيتناول الخطة «ب « اي المرشح الثالث، لكن لا يبدو ذلك سهلاً، خصوصاً بالنسبة الثنائي الشيعي الذي يخوض معركة رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية حتى النهاية، ويرفض ضمنياً دعم اي مرشح آخر، وهذا الإصرار يقابل بإصرار آخر رافض لأي دعوة حوارية، كما لا يزال الرهان ينتظر فرصة خارجية، عنوانها نجاح المفاوضات الاميركية - السعودية - الايرانية خلال الاسابيع المقبلة، وإنطلاقاً من هنا سيظهر مسار الحراك القطري في لبنان في تشرين الاول المقبل، وسيكون الخرطوشة الاخيرة وإلا سنعود الى المربع الاول، اي الى نقطة الصفر وهذا يعني الارتطام الكبير.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o