"التشـكيل" في غيبوبة وحراك التشكيل في انعدام والراعي ينتقـــد
سلامة من بعبدا: النقد مستقر والودائع تنمو وخلاف ذلك غير صحيح
بوتين: هيأنا الظروف الملائمة للتسوية السياسية في سوريـــــا
المركزية- على مستوى الترقب الحذر المتحكم بمفاصل المشهد الداخلي عموما، لا زالت المعطيات المتوافرة حتى الساعة غير ناضجة كفاية لتحريك المياه السياسية الراكدة في مستنقع تشكيل الحكومة، في ضوء موجة التصعيد غير المسبوقة على المستويين الرئاسي والسياسي وفي غياب اي معطى يمكن الرهان عليه لاحراز تقدم في الايام المقبلة ما دام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري سيغادر بيروت خلال ساعات في اتجاه اسبانيا ومنها الى لندن كما يغادرها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، بما يمثل، في اتجاه واشنطن مطلع الاسبوع المقبل على ان يمكث فيها حتى نهايته على الارجح.
الراعي يأسف: وفي وقت تراجع الحراك السياسي على ضفة "التشكيل" الى حدّ الانعدام، انتقد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي المماطلة الحاصلة. وقال خلال زيارته المجلس الاقتصادي – الاجتماعي، "نعرف، من تجارب الدول، أن الدولة القوية هي القوية بإقتصادها وبعملتها المستقرة، ونموها وتنميتها، وبفرص العمل والتقدم التكنولوجي وتنوع الإنتاج والقدرة على المنافسة. ونعرف أيضا أن لغة السياسة في عالم اليوم هي لغة الإقتصاد والمنافسة والتبادل التجاري.. ونعرف أن الإقتصاد القوي، يساهم في بنيانه القطاعان الرسمي والخاص(...) مضيفا "كم يؤسفنا أن تكون ممارسة السياسة عندنا بعيدة كل البعد عن هذه المفاهيم وهذه المساعي، ولا يهم أقطابها والنافذين سوى تأمين حصصهم ومصالحهم على حساب المصلحة العامة. يكفي أن نرى، بكل أسف، كيف يماطلون ويماطلون في تأليف الحكومة الجديدة، ولا تعنيهم معاناة الشعب إقتصاديا وإجتماعيا ومعيشيا".
مجلس مصغّر: وتابع "تأليف الحكومة من ممثلي الكتل النيابية فقط لا يعني تكوين سلطة إجرائية، بل تكوين مجلس نيابي مصغر، الأمر الذي يناقض فصل السلطات. وسأل "أين هو المجتمع المدني الذي يشكل أكثر من نصف الشعب اللبناني، ويحرم مشاركته في الحكومة؟ أهكذا تستعد الدولة لإجراء الإصلاحات التي طلبها مؤتمر باريس "CEDRE" المنعقد في 6 نيسان الماضي أي منذ أكثر من ثلاثة أشهر، شرطا للحصول على المساعدات المالية الموعودة بمبلغ 11 مليار ونصف مليار دولار أميركي"؟.
جلسة ضغط: وليس بعيدا، وفيما يلوّح رئيس مجلس النواب نبيه بري برفع ورقة عقد الجلسة التشاورية الاسبوع المقبل للبحث في الازمة الحكومية وما يعوق عملية التأليف من عثرات، قالت مصادر عين التينة لـ"المركزية" ان الرئيس بري يدرك ان لا مفاعيل واجراءات تنفيذية يمكن ان تخلص اليها الجلسة العامة التشاورية، الا ان من شأنها ان تفتح بابا للنقاش والاخذ والرد حول وجوب الخروج من حال المراوحة، ولا بد من ان تمثل نوعا من الضغط السياسي على المعنيين في انتاج الحكومة من اجل التنازل لمصلحة لبنان واللبنانيين.
سلامة في بعبدا: في غضون ذلك، اكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان الاوضاع النقدية مستقرة وكل ما يقال غير ذلك لا يستند الى معطيات رقمية صحيحة، ونسبة النمو في السنة الحالية مقدرة بـ2% والودائع في المصارف اللبنانية تنمو بنسبة 5% سنويا وفق النمط الحالي. واوضح من قصر بعبدا بعد ان اطلع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على المعطيات المالية والاقتصادية في البلاد في ضوء التقارير المتوافرة لدى المصرف، ان "حيال المتغيرات الحاصلة في الاجواء الناشئة بسبب ارتفاع الفوائد العالمية في المنطقة، فان وضع لبنان مستقر ايضا". وردا على سؤال حول الوضع العقاري، قال: "على الصعيد العقاري، صدر تعميم عن مصرف لبنان يجيز للمطورين العقاريين اقفال ديونهم بعقارات من دون ان يصنفوا ويمكن للمصارف ان تقسط على 20 سنة العقار الذي اخذته". وعما يشاع عن وضع احد المصارف، اكد ان لا صحة لكل ما يشاع والمصرف المركزي يسهر على اوضاع المصارف والمحافظة على حقوق المودعين وسلامة الوضع النقدي عموما.
دفعتان عائدتان: على صعيد آخر، كشف المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم ان "دفعتين من النازحين السوريين ستعودان إلى سوريا في الأيام القليلة المقبلة الأولى من عرسال وتضم نحو ألف والثانية قد تكون من منطقة شبعا". وخلال تدشينه مبنى دائرة امن عام البقاع الثانية ومركز امن عام بعلبك الاقليمي، قال ان "افتتاح مركزنا هذا سيلاقي الخطة الامنية انمائيا والتي تعبر عن تطلعات اهالي البقاع. لأنها لأهله وليست ضدهم"، مؤكدا ان "اننا واثقون من ان نجاح الخطة الامنية التي تشارك فيها المديرية العامة للامن العام بفعالية، سيوفر ظروفه اهل البقاع وابناؤه. هذه البقاع التي كانت بقاعاً تركت لأقدارها، لم يتم الاستثمار في بناها التحتية، ولا في مواردها البشرية، ووعود الزراعات البديلة كانت عرقوبية بامتياز" لافتا الى ان "البقاع ليس مرتعاً للارهابيين، بل كان وسيبقى قلعة من قلاع الحرب على هؤلاء، وهو ليس مغلقاً على الدولة واجهزتها".
من واشنطن الى نيويورك: وسط هذه الاجواء، يتوجه وزير الخارجية الى واشنطن الثلاثاء المقبل لحضور مؤتمر "تعزيز الحرية الدينية" الذي يعقد في وزارة الخارجية بدعوة من نظيره مايك بومبيو، وهو أول مؤتمر وزاري من نوعه، يهدف الى التوصل لنتائج ملموسة تؤكد مجددا الالتزامات الدولية لتعزيز الحرية الدينية وإحداث تغيير حقيقي وإيجابي. وتوقعت مصادر سياسية مطّلعة عبر "المركزية" ان يجتمع باسيل على هامشه مع بومبيو قبل ان يعود الى بيروت نهاية الاسبوع المقبل، لطرح جملة ملفات داهمة على طاولة النقاش ابرزها وضع المسيحيين في الشرق، وتداعيات النزوح السوري الى لبنان وفرص حسم الخلاف الحدودي البري والبحري بين لبنان واسرائيل، الى جانب امكان تكليف مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شينكر استكمال المهمة التي تولاها سابقا سلفه ديفيد ساترفيلد قبل احالته الى التقاعد. لكن وقبل العودة، سينتقل وزير الخارجية، بحسب معلومات "المركزية" الى نيويورك ليجتمع مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس على ان يتناول البحث ملف التجديد لليونفيل في الجنوب وامكان الضغط لانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة، مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر ووضع نقاط مراقبة لقوات الطوارئ الدولية لاسيما في مزارع شبعا في انتظار حسم هويتها اللبنانية من قبل الامم المتحدة.
لجنة اختصاصيين: من جهة ثانية، واستكمالا لما أعلنه أمس عن أن "المجلس النيابي بصدد التحضير لدرس واقرار التشريعات اللازمة لتشريع زراعة الحشيشة وتصنيعها للاستعمالات الطبية"، كلف رئيس مجلس النواب لجنة اختصاصيين لاعداد صيغة لاقتراح القانون المتعلق بزراعة القنّب الهندي – الحشيشة.
اتفاق القنيطرة: اقليميا، توصلت روسيا والفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة حيث تقع هضبة الجولان في جنوب غرب سوريا الى اتفاق ينص على وقف المعارك ودخول قوات النظام إلى مناطق سيطرة الفصائل، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم، مشيرا الى ان "الاتفاق ينص "على مغادرة رافضي التسوية الى الشمال السوري ودخول مؤسسات الدولة الى مناطق سيطرة المعارضة". وقد تحدث الاعلام الرسمي السوري بدوره عن التوصل لاتفاق ينص على عودة الجيش السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011".
هيأنا للتسوية: دوليا، اشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى "أننا ألحقنا هزيمة ساحقة بالإرهاب الدولي في سوريا وهيّأنا الظروف الملائمة للتسوية السياسية". من جهة ثانية، انتقد "قوى أميركية" مستعدة للتضحية بالعلاقات الروسية الاميركية، بعد يومين من قمة مع نظيره الاميركي دونالد ترامب الذي واجه بعدها عاصفة من الانتقادات. وقال في كلمة امام سفراء روسيا في موسكو "نرى أن هناك قوى في الولايات المتحدة مستعدة للتضحية بسهولة بالعلاقات الروسية الاميركية لخدمة تطلعاتهم الخاصة".