Aug 11, 2023 1:09 PM
خاص

ايران تكابر وتتحدى الغرب: وساطة عمان انتهت او تكاد

لورا يمين

المركزية- تدل المواقف "التصعيدية" الصادرة عن القيادات الايرانية في الاونة الاخيرة، الى ان حوارها مع واشنطن بوساطة عمانية، ومساعيَها لاحياء المفاوضات مع الدول الغربية، بلغا حائطا مسدودا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اشار الى إن "قضية بلاده الرئيسية تتمثل في تحييد العقوبات، وإيران لم تترك أبدا قضية الاتفاق النووي وطاولة الحوار، وأن لدى إيران اليد العليا وتابعت العمل والقضية بعزة"، لافتا الى أن "مهمة بلاده الرئيسية تتمثل في تحييد الحظر الأجنبي". ولفت إلى "المكانة المتقدمة لإيران في الصناعة العسكرية والنووية وفي مجال العلوم والتكنولوجيا والصناعات في المنطقة والعالم"، موضحًا أن "بلاده قادرة على بذل الجهد بناء على قدراتها في مجال الاستقلال الاقتصادي والزراعة والصناعة". وشدد على أن "إلى جانب قيامنا بدفع المفاوضات إلى الأمام بعزة وكرامة، نبذل الجهد لتحييد الحظر وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات الزراعة والصناعة والقطاعات الأخرى بالاعتماد على القدرات الداخلية. لدينا اليد العليا في العديد من المجالات في المنطقة والعالم، واليوم يعترف العالم بإيران كدولة متقدمة في مجال التكنولوجيا". وأكد أن "الدول الغربية نكثت بعهدها مرارا، لذلك نحن لا نثق بها أبدا، والأعداء يريدون أن يستهدفوا إيمان الشعب وأملهم، وتحليلاتهم وتقاريرهم تركز على تحقيق هذا الغرض الذي يهدف إلي تحويل الأمل إلى اليأس في قلوب الشعب"، مشيرا الى أن بلاده "تشهد اليوم نموا اقتصاديا في البلاد، وجميع المؤشرات في مجال الإنتاج وتجارة النفط والصادرات غير النفطية وفي مجال العلوم والتكنولوجيا وأدوات الإنتاج يؤشر علي النمو كما شاهدنا في العام الماضي، نموا بنسبة 19 % في إنتاج آلات الإنتاج".

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان منذ ايام إن بلاده ترفض أي شروط مسبقة بشأن تبادل السجناء مع واشنطن، ولا تأخذ ذلك في الاعتبار، مؤكدًا أن بلاده مستعدة لذلك بناء على أسس إنسانية، قبل ان تعلن خارجية ايران في الساعات الماضية ان "بدأت عملية الإفراج عن مليارات الدولارات من الاموال الايرانية والتي صادرتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في كوريا الجنوبية لعدة سنوات"، مشيرا الى ان "تم الحصول على ضمانات ضرورية لإيفاء أميركا بالتزاماتها في هذا الصدد"، على ان يتم في مقابل ذلك، اطلاق سراح سجناء اميركيين موقوفين في طهران...

الرئيس الايراني اذا، يصوّب على الدول الغربية، وهو يكابر ويضيء على قدرة بلاده على الصمود في وجه العقوبات المفروضة عليها، انطلاقا من قدراتها الاقتصادية الذاتية، في موقف لا يخلو من "التحدي"... اما مواقف الخارجية الايرانية، فتعني ان الوساطتين القطرية والعمانية انتهت او تكاد حيث ستبقى محصورة بتبادل السجناء، لا اكثر. واذا دل هذا السلوك على شيء، فعلى ان صفحة التفاوض والتهدئة التي أرخت بظلالها الايجابية على الاقليم في الاشهر الماضية، بعد اتفاق بكين من جهة، وانطلاق الوساطة العمانية من جهة ثانية، يبدو ستطوى، لتُفتح مكانها صفحة تصعيد وكباش جديدة ستشعر المنطقة بأسرها بتداعياتها...

                                        ***  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o