Aug 10, 2023 2:29 PM
خاص

النيجر... ساحة للصراع الروسي -الفرنسي؟!

يولا هاشم

المركزية - تطورات متلاحقة ومواقف دولية وإقليمية متباينة بشأن الأزمة في النيجر منذ الانقلاب العسكري، حيث ألقت فرنسا بكل ثقلها لدعم خطط المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، إيكواس، التي هددت بتدخل عسكري لإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة في الوقت الذي طالب فيه قادة الانقلاب مجموعة فاغنر الروسية بالتدخل لمواجهة هذه التهديدات. 

وتستضيف العاصمة النيجيرية أبوجا اليوم، قمة طارئة لرؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، يتوقع أن تتخذ قرارات بحق قادة الانقلاب في النيجر الذين أعلنوا عن تشكيل حكومة جديدة، بينما عبّر الأمين العام للأمم للمتحدة انطونيو غوتيريس عن قلقه إزاء ظروف اعتقال الرئيس المخلوع محمد بازوم الذي يعاني من العزلة التامة ولا يجد ما يحتاجه من الطعام والدواء، وفق تقارير. فما الذي يحدث في النيجر؟ وهل اصبحت ساحة للصراع الروسي الفرنسي؟  

العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر يؤكد لـ"المركزية" ان "جزءا مما يحدث في النيجر هو نتيجة الصراع الفرنسي – الروسي. فهي، بالرغم من أنها دولة مستقلة، ما زالت شبه مستعمرة وتتمتع فيها فرنسا بنفوذ هائل وترتبط معها بمشروع حيوي واستراتيجي بالنسبة الى الطاقة في فرنسا التي تستورد ما يزيد عن ثلث احتياجاتها من اليورانيوم الذي تُشغِّل بواسطته محطاتها النووية لتوليد الطاقة. وللحفاظ على هذا النفوذ، ما زال لفرنسا وجود عسكري في النيجر وكانت تتمتع بنفوذ بارز جداً مقارنة مع باقي الدول الغربية او الشرقية. وقد اشتد التباعد الروسي الفرنسي، بسبب حرب أوكرانيا، لأن الروس هم من شجعوا على هذا الانقلاب وذلك بقصد الحدّ من النفوذ الفرنسي وهذا يضاف الى الانقلاب الذي حدث في دولتين من دول الساحل قبل فترة معينة، وهما مالي وبوركينا فاسو، وكل هذه الدول منضوية في تجمع "ايكواس" الذي يجتمع الآن لوضع خطة لمعالجة الوضع في النيجر. 

برأيي الحل ليس عسكريا ولا بد من متابعة ممارسة الضغوط على المجموعة العسكرية التي قامت بالانقلاب والتوصل معها الى نوع من الحل او التسوية للوضع هناك. لكن يبدو ان مجموعة الانقلاب العسكرية من خلال تشكيلها لحكومة مدنية انتقالية، تفتح الباب للبحث عن حلول خارج اطار الحكم العسكري، لكن لا بدّ من الانتظار لرؤية اين ستستقر الامور في نهاية المخاض العسير الذي تقوم به مجموعة دول افريقيا الغربية "ايكواس" ومدى تجاوب المجموعة القائمة بالانقلاب معها". 

ويشير عبد القادر الى ان هذا الموضوع قد يشكل بداية لحرب باردة جديدة ما بين روسيا وبعض الدول الافريقية وعلى رأسها دول الساحل ومنها التشاد والنيجر. وهذا الانقلاب يؤشر، بالاضافة الى الانقلابين اللذين سبقاه، الى ازمة طويلة الامد وصراع دولي طويل في دول افريقيا الغربية، ودول الساحل خصوصا ولا بد من انتظار كل هذه المساعي التي تُبذَل الآن لإعادة السلطة الشرعية الممثلة بالرئيس المعزول محمد بازوم". 

ويختم: "حتى الآن ليس هناك من بوادر حل، لكن المساعي تتكثف واليوم تحديدا هناك اجتماع في ابوجا عاصمة نيجيريا لمجموعة ايكواس لتقرير ما يمكن ان تقوم به من خطوات في وقت تمارس الولايات المتحدة الاميركية دبلوماسية ضاغطة على التشاد وعلى المجموعة العسكرية القائمة بالانقلاب، ولا بد من انتظار المساعي وكل هذه الضغوط التي تُمارَس لرؤية كيف ستسلك الاوضاع السياسية والامنية في النيجر خلال هذه السنة والسنوات المقبلة. لا يزال مبكرا رؤية عناصر الحل للأزمة الطارئة". 


 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o