Jul 14, 2023 12:31 PM
خاص

"بكين" لم يطو الخلافات القديمة.. لكنه يحلّها "دبلوماسيا"!

لورا يمين

المركزية- كشفت وزارة الخارجية الإيرانية، مطلع الاسبوع عن "منع مغادرة حاج إيراني مشهور في شبكات التواصل الاجتماعي، من قبل السلطات السعودية". وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إن "علي أكبر رائفي بور، شارك في مراسم الحج هذا العام كحاج إيراني وعند مغادرته مطار جدة واجه مشكلة لسبب لم يتضح لنا بعد"، نافيا الأنباء التي تحدثت عن اعقتاله من قبل السلطات السعودية. وأضاف كنعاني أن "القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في جدة والسفارة الإيرانية في الرياض تواصلتا على الفور وناقشتا مع السلطات والإدارات ذات الصلة في الحكومة السعودية، وتابعتا الأمر واتخذتا الإجراءات الداعمة لحل المشكلة"، مؤكدا أن "وزارة الخارجية والسفارة الإيرانية في السعودية تعمل بجدية على حل المشكلة وإعادته إلى البلاد".

ويعتبر علي أكبر رائفي بور، أحد أكبر المنظرين الأصوليين المتشددين والشخصية القريبة من مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي.  المعطيات كثيرة حول سبب توقيفه. فقد افيد ان منع خروج رائفي بور حصل على خلفية إهانته المتكررة للسيدة عائشة إحدى زوجات نبي الإسلام في محاضراته، في حين اشارت معطيات اخرى الى إن سبب اعتقال هذا السياسي هو دخوله السعودية بجواز سفر مزوّر. كما تردد ان رائفي بور كان من مؤيدي الهجوم على السفارة السعودية والذي أدى إلى قطع العلاقات بين البلدين قبل 7 سنوات، وأنه أحد الداعمين لهذا الهجوم. كما أنه كان يدلي بتصريحات تطعن في الأسرة السعودية المالكة وتعتبر أنهم من عبدة الشياطين وأن أصلهم صهيوني.

بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن هذه الحادثة تأتي في اعقاب اتفاق بكين الذي وقع بين السعودية وايران في آذار الماضي. وهي (اي الحادثة)، اذ تؤكد ان "المصالحة" الوليدة لم تلغ الملفات العالقة ولم تحلّها "حبيا" على قاعدة "عفا الله عما مضى"، الا انها تشير الى ان التفاهم السعودي – الايراني وضع حدا لمرحلة "انفجار العلاقات وتوتير المنطقة بأسرها عند كل كباش بين الجبارين الاقليميين".

فحادثة من هذا النوع، كان يمكن ان تشعل الشرق الاوسط وتصيبه كلّه بشظاياها، غير ان ما جرى اليوم، بفعل "مفاعيل بكين"، هو احتواء المشكلة ومعالجتها عبر القنوات الدبلوماسية المعنية، بهدوء وبعيدا من التصريحات النارية وتبادل الاتهامات. 

نتائج الاتفاق تقف عند هذا الحد حتى الساعة. اما اوان الثمار الكبرى، التي يجب ان تظهر في اليمن والعراق وسوريا، فلم يحن بعد على ما يبدو..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o