Jul 04, 2023 5:13 PM
خاص

الإرتطام حصل...على القوى المسيحية انشاء شبكة أمان إجتماعية ومالية على غرار الحزب

جوانا فرحات 

المركزية – بالمباشر ومن دون مواربة قالها وزير التعاون والعمل والرخاء الإجتماعي الإيراني سيد صولت مرتضوي خلال توقيع مذكرة تعاون مع وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم في طهران:"لبنان جزء من العالم الإسلامي، وله أبعاد مختلفة بالنسبة للعالم الإسلامي، مما يجعله عرضة لحبك المؤامرات عليه...وبالتالي فإن الدّفاع عن لبنان الّذي هو جزء عزيز من الأمّة الإسلاميّة، بمثابة الدّفاع عن هذه الأمّة".

كلام كان لا بد من التوقف عنده في لحظة تتساقط فيها حجارة المؤسسات المتصدعة وتملأؤها فراغا. واللافت أن الفراغ القاتل الذي يخيم على موقع رئاسة الجمهورية أصاب بالعدوى مواقع حساسة في الدولة هي على تماس مباشر مع مصالح الناس اليومية وأمنهم الإجتماعي والمالي والعسكري.

البداية من حاكمية مصرف لبنان مع انتهاء ولاية الحاكم رياض سلامة نهاية تموز الجاري. وفي حال امتد الشغور إلى السنة المقبلة، وهذا ما تتلمسه أوساط مطلعة،  يرجح أن تتسع دائرةالفراغ لتصيب قيادة الجيش اللبناني مع إحالة العماد جوزيف عون إلى التقاعد، ومؤسسة قوى الأمن الداخلي والنيابة العامة التمييزية بإحالة اللواء عماد عثمان والقاضي غسان عويدات إلى التقاعد أيضاً، وهذا سيرفع بالتأكيد منسوب المواجهة السياسية بين مكونات السلطة الحالية.فهل المطلوب توسيع دائرة الفراغ للوصول إلى الإرتطام الكبير وفرض حزب الله صيغة جديدة لوجه لبنان الذي يشكل جزءا من الأمة الإسلامية؟

" يخطئ من يظن أننا ما زلنا على مسافة من الإرتطام لأنه حصل" .يقول رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بلبنان طوني نيسي. "فحزب الله لم يعد يرضى بالغنائم المؤسساتية التي حصل عليها، ولا يريد بالتالي الذهاب إلى مؤتمر تأسيسي أو يقبل بالمثالثة التي قد تمنحه موقع نائب رئيس الجمهورية وقيادة الجيش أو حاكمية مصرف لبنان. الحزب يريد كل لبنان بعدما وصل إلى مكان يعتبر نفسه أنه بات يسيطر عليه ولم يعد يرضى بجوائز ترضية".

الأكيد أن كل فراغ يحصل اليوم في أي من المواقع الحساسة في الجمهورية اللبنانية يخدم حزب الله وسيصر على إبقاء الوضع على ما هو عليه في انتظار تعديل ما في المنطقة قد يتريب على الحرب في أوكرانيا أو الإتفاق السعودي-الإيراني .بعدها يقرر إما التريث في إعلان الجمهورية الإسلامية أو إعلانها بشكل واضح وصريح. ويعتبر نيسي "أن الكلام عن خطر الفراغ وصولا إلى الإرتطام الكبير بات وراء مطامع الحزب الذي يحيّك الفراغات في المواقع الحساسة بدقة. بالنسبة إلى موقع حاكمية مصرف لبنان، الخطة وُضعت في انتهاء تنفيذها.وتتضمن تسلم نائب الحاكم الأول وسيم منصوري منصب الحاكم ويبقى رياض سلامة في موقع المستشار لرئاسة الوزراء وعليه تستمر كل التعاميم الصادرة عنه ولا يحصل أي تعديل في الأمور المالية وتحديدا منصة صيرفة".

"في موقع قيادة الجيش بدأت الترتيبات لتولي الضابط الأعلى رتبة في المجلس العسكري وهو العميد بيار صعب(كاثوليكي) المحسوب على النائب جبران باسيل وحاليا يتم ترتيب الأوراق بين حزب الله وباسيل لتمرير العملية بسلاسة وبذلك يكون الحزب قد أطبق على كل مفاصل الدولة، أو ما يسمى دولة في الشكل أما في المضمون فيكون الحزب الحاكم والحكم فيها".

كلام خطير، وأخطر ما فيه قبول الناس لهذا الواقع" لكن هذا الأمر طبيعي  لأن الحزب استفاد من قهر اللبنانيين ووجعهم وجوعهم واستفاد أيضا من عجز القيادات المسيحية تأمين البدائل. وإلا كيف نفسر لجوء اللبنانيين وتحديدا في المناطق المسيحية إلى القرض الحسن وسوبر ماركت "توفير"؟ ماذا يمنع من أن تكون لدينا شبكة أمان إجتماعي وإقتصادي ومالي على غرار المؤسسات البديلة التي طرحها حزب الله لامتصاص فقر وقهر الناس؟.

إلى أبعد ما يمكن تصوره يُحيك حزب الله خيوط الجمهورية الإسلامية ويمهد الطريق لتغيير وجه لبنان من خلال تصوير نفسه كمنقذ للمجتمع اللبناني وليس للبيئة الشيعية وحسب. والسؤال الذي يطرح نفسه في حال حصول ترتيبات جديدة في النظام المصرفي بعد خروج سلامة من الحاكمية: ماذا لو قاطعت البنوك المراسلة التعامل مع المصارف المحلية؟ عندها يصبح التجار ملزمين في التوجه إلى البديل أي القرض الحسن لاقتراض الأموال . وتسالون بعد عن موعد الإرتطام الكبير؟".

أولى النقاط التي يلحظها نيسي في الخطة الإنقاذية والتي يجب البدء بتطبيقها سريعا هي الذهاب إلى تأمين الإكتفاء الذاتي وإنشاء مؤسسات على غرار المؤسسات "الإنقاذية"التي أسسها الحزب وبدأ يتمدد بها على كل الأراضي اللبنانية."هذا هو المطلوب لأن التفكير بخطة سياسية غير وارد في ظل أزمة القهر وعدم الإكتفاء الإجتماعي".

تسألون عن موقف الدول الداعمة للبنان؟ فلنراقب مواقف الدول العظمى الداعمة للبنان كيف تلقفت عودة بشار الأسد إلى الحضن العربي بعد 10 أعوام على الحرب في سوريا وقتل شعبه بالبراميل الكيميائية. ولننظر أيضا إلى موقف هذه الدول من عودة أفغانستان إلى الحكم بعد 20 عاما من الحرب مع الولايات المتحدة. أخيرا وليس آخرا مسألة الترسيم البحري مع إسرائيل التي تمت بالتنسيق بين حزب الله والولايات المتحدة".

خلاصة الكلام "الإرتطام حصل وكل الخطط الموضوعة تخدم مصالح السياسيين وليس الشعب والمطلوب أن تبدل المعارضة وتحديدا الأحزاب المسيحية استراتيجيتها وتذهب لإعلان خطة إجتماعية ومالية قبل السياسية وإلا سلام على الجمهورية اللبنانية"يختم نيسي.  

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o