Jun 17, 2023 12:20 PM
خاص

روسيا تخشى الهجوم المضاد... لهذه الأسباب فجرت سد كاخوفكا

يولا هاشم

المركزية - تتجه أنظار العالم الى الهجوم المرتقب في اوكرانيا. الجميع يتحدث ويسمع ما يقوله الروس في اطار دعاية، من دون تقييم الوضع الذي لا يصبّ على الارجح في مصلحتهم. منذ أيام كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إحدى المقابلات الصحافية ان روسيا هي من فجرت سد كاخوفكا، والسبب بحسب المحلل السياسي الدكتور خالد العزي، "كي لا يتمّ اختراقهم، لأن اوكرانيا بدأت الهجوم المعاكس. ويضيف: "روسيا منذ شهرين تستعد للمواجهة وتبني خطوطا ودشما... لديها ارباك، تخاف من الهجوم المعاكس". 

ويشير العزي الى ان "الهجوم المعاكس، الذي أطلقه الاوكران على جبهات عدّة، بدأ منذ 6 حزيران الجاري، لكنه لم ينطلق فعلياً بعد، إذ يقوم الجيش الاوكراني حالياً بما يسمى باللغة العسكرية الاستطلاعات بالنار، لمعرفة ومشاهدة القوى التي سيواجهها".  

ويؤكد العزي ان "الروس هم من فجروا السد، وهو يحتاج الى اطنان لتفجيره وليس فقط بمجرد ضرب صواريخ. فالاوكران بعيدون عن السدّ وفي حال أرادوا ضربه فلن يتمكنوا من إصابة الاحداثيات بالصواريخ في المكان الذي من الممكن ان تفتح فيه ثلاث ثغرات يرفع منسوب المياه الى 12 مترا، وبالتالي بسبب خشية الروس من عبور الجيش الاوكراني مياه نهر دنيبرو في المنطقة الشرقية لخيرسون وزاباروجيا، وانتقال المعركة الى القرم، لذلك كان عليهم تفجير السد لتعطيل عملية الهجوم".  

لكن لماذا البطء في عملية الهجوم؟ والاعلان عن استعادة الاراضي يتم بالكيلومتر؟ أولاً لأن الاوكران لا يعلنون عن استعادة قرية او مدينة قبل التأكد من تثبيت انتصارهم فيها نهائياً،  وثانياً، الجبهة بين المتحاربين مؤلفة من ثلاثة خطوط مواجهة، خط الالغام الفردية للآليات وهي تحتاج الى تفكيك وخط التدشيم والخنادق للآليات بالاضافة الى الخط الثالث ما بين الالغام والمواقع المحصنة، ولذلك عندما يدخل الجيش الاوكراني في هذه المواجهات يسقط منهم جنود وآليات، لكن في العرف الاوكراني العسكري، الآليات هي في خدمة الافراد وليس العكس. وهذا يتطلّب وقتاً". 

ويشير العزي إلى أن "هدف الاوكران التوجه نحو ماريوبول الواقعة على بحر آزوف وربطها بخيرسون ونوفاخوفكا لاستعادتها، وبالتالي قطع الطريق عن جزيرة القرم وعزل قوات الامدادات عن باقي دونيتسك ولوغانسك. ومنذ أيام كانت معركة قوية جدا في محيط سفاتافا التي لا تزال بيد الاوكران، وهي مدينة تقع على خط ليمان وتقود الى كوبيسك في خاركوف، وصولا الى استعادة ليسيتشانسك التي خرج منها الاوكران في ايار الماضي ومدينة نوفي دونيتسك. ومع هاتين المدينتين يكون الاوكران قد استعادوا خط ما يسمى جبهة الدفاع الاول، الذي أُسقِط في بداية الحرب، واخترقوا الخطوط الامامية للروس الذين لن يستطيعوا إعادة التموضع على جبهات جديدة لأن التموضع يتطلب وقتا وحفرا وقوة جديدة وآليات ولوجستيات جديدة".  

ويرى العزي ان "بالرغم من الادعاءات الروسية بأن الهجوم فشل ولم يحقق شروطه، إلا ان الهجوم لم يبدأ فعلياً كي يفشل. فالخطة انطلقت مبدئياً في 22 ايار الماضي مع معركة المسيرات وتهديد موسكو، وبتحقيق توازن رعب والقيام بعملية استكشاف لمدى قدراتها الجوية على الرد الروسي. وتبيّن ان القوة الجوية الروسية لم تعد فاعلة على الاراضي الاوكرانية نهائيا بسبب الدفاعات الجوية التي زوّد الغرب بها اوكرانيا، كما ان الساحة اليوم تحددها قدرات المسيرات وليس المدرعات، لقدرتها على ضرب أهداف دقيقة وصغيرة بأقل الاثمان وبأسرع وقت".  

ويعتبر العزي أن "روسيا تريد تنفيذ الخطوة التي بدأتها منذ العام 2022 والقاضية بتجريد اوكرانيا من السلاح ومنع الناتو من الدخول إليها وتصفية المتطرفين الذين يعتبرون نازيين. روسيا لا زالت تكذب على الشعب الروسي بأن اوكرانيا عملية خاصة في وقت لم يعد بإمكانها قصف صواريخ او اطلاق عملية عسكرية هجومية في اوكرانيا انما هي تتوسط للعالم كله ان يبدأ بالوساطة فقط على قاعدة إبقاء الشيء على ما هو عليه". 

ويضيف: "تسعى اوكرانيا من خلال الهجوم المضاد إلى تحسين شروطها، وترى بأن هذا الهجوم المدعوم اميركياً واوروبياً سيسمح لهم بالجلوس على طاولة المفاوضات وفقا لمبادرة السلام الاوكرانية، القاضية بتحرير وإعادة الاراضي التي تم الاتفاق عليها عام 1991، الى جزيرة القرم. في المقابل، ترى اوروبا بان في حال استطاعت اوكرانيا ان تستعيد أراضيها في هذا الهجوم، ستتمكن من فرض توازن جديد في العملية، لهذا السبب كان الاجتماع اول من امس في فرنسا بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشار الالماني اولاف شولتز والرئيس البولندي أندريه دودا، المثلث الذي يرتبط فعليا في تحديد السياسة الجديدة والدعم الاوروبي لاوكرانيا. هم يحضرون اللقاء لنقطتين: الاولى كيف سيتعاملون في اجتماع قادة "الناتو" في فيلنيوس في 11 و12 تموز المقبل، وكيف سيوحدون مطالبهم في عملية قبول او رفض اوكرانيا في الناتو.  

ويختم العزي: فعلياً اوكرانيا اليوم هي اعلى من الناتو نتيجة تجربتها، وباعتراف قائد قوات "فاغنر" يفغيني بريغوجين بأن الجيش الاوكراني اصبح من الجيوش العالمية الاولى التي تتمتع بقدرات نارية وعسكرية وخبرات على الارض بالاضافة الى امتلاك اوكرانيا لأكبر ترسانة عسكرية موجودة في اوروبا، وهذا افشل مطالب روسيا التي كانت تمنع دخول الناتو الى اوكرانيا. الناتو اصبح موجودا في خيرسون. لأن ليس عسكر الناتو هو المطلوب بل المعدات والتكنولوجيا والخطط والتدريب وبالتالي هذا يعني ان روسيا فشلت وتكبدت حربا غير مهيئة لها، وخسرت اقتصاديا واصبحت هي بحاجة الى الصين وتبيعها النفط بأسعار هزيلة لأنها تريد الحماية. بعد ان كانت روسيا تفاوض بأنها تريد الوقوف نديا مع الولايات المتحدة كونها قطبا عالمية اصبحت هي دولة فاشلة لا تستطيع ان تجمع حولها اكثر من 6 دول كسوريا وإريتريا ودول بيلاروسيا التي تعاني من ازمات وتحكمها ديكتاتوريات. لذا اوكرانيا مصممة على إنجاح هذا الهجوم لتحسين شروطها في التفاوض". 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o