Jun 14, 2023 12:01 PM
خاص

لودريان في لبنان ناطقا باسم الخماسي: استعجال تسوية لا غالب ولا مغلوب!

لارا يزبك

المركزية- يستعد المبعوث الرئاسي الخاص للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون المُعيّن منذ ايام فقط، وزير الخارجية الفرنسية السابق جان ايف لودريان، لزيارة لبنان في الايام المقبلة، حيث سيناقش مطولا الملف الرئاسي مع القيادات المحلية.

وتماما كما أوردت "المركزية" منذ ايام، فإن تعيين لودريان بهذه المهمة أعلن انتهاء حقبة دعم فرنسا لمرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من ضمن مقايضة تقود الاخير الى بعبدا والسفير نواف سلام الى السراي. وأشّر هذا التكليف الى ان باريس ستتعاطى بطريقة مختلفة مع الازمة الرئاسية اللبنانية. ولتثبيت هذا الواقع، أقرّ رئيس مجلس النواب نبيه بري بنفسه بالتغيّر في المنطق الباريسي. فبعد ان خفف منذ ايام من أهمية تعيين لودريان ومن تدعياته على المقاربة الفرنسية للاستحقاق، أعلن امس في حديث صحافي، ردا على سؤال عما نقلته اليه السفيرة الفرنسية آن غريو في زيارتها له الاثنين، ما يلي "يريدون رئيساً ولا شيء سوى انتخاب الرئيس. ليس الفرنسيون وحدهم بل اعضاء الدول الخمس. الاميركيون والسعوديون والمصريون والقطريون لا يقولون سوى نريد رئيساً. لا نسمع من اي منهم اي اسم، بل استعجال انتخاب الرئيس فقط. يتجنبون التدخل في الانتخاب". وعما اذا كان يُفهم من هذا الاصرار ان الفرنسيين تخلوا عن دعم ترشيح فرنجية، أجاب بري "يريدون رئيساً وفقط".

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، فإنه وفي ضوء هذا الموقف الفرنسي المستجد، سيحط لودريان في بيروت وذلك بعد ان تباحث مع الجانب السعودي في الاستحقاق اللبناني، خاصة وان السفير السعودي وليد بخاري والمستشار في الديوان الملكي نزار العلولا توجها في الايام الماضية الى باريس حيث اجروا محادثات مع لودريان والسفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو. وفي وقت يزور ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان فرنسا الجمعة، كانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا ناقشت الاسبوع الماضي، جملة ملفات من بينها لبنان، مع مسؤولين في الرياض وفي الدوحة ومع نظيرها الايراني، كما سُجلت مكالمة هاتفية مطولة بين ماكرون ونظيره الايراني حسن روحاني منذ ايام، وستكون لكولونا محادثات مع لودريان بعد غد الجمعة عشية توجهه الى بيروت.

خلاصة هذه الاتصالات المكوكية كلّها التي حصلت وتحصل بين اركان "الخماسي الدولي" بـ"المفرّق"، والتي ليست واشنطن بعيدة منها - وقد دخلت في الساعات الماضية على خط الازمة، ضاغطةَ ومستعجلة الانتخاب، عبر اتصال المسؤولة رقم 3 في الخارجية فكتوريا نولاند بالرئيس بري- سيحملها لودريان معه الى لبنان، حيث سيتحدّث وفق المصادر، باسم العواصم الخمس. وهو سيشدد على ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس وسيحثّ على "التسوية" التي تنتج رئيسا على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، يقود مسيرة الاصلاح ويعيد ربط لبنان بمحيطه على ان تكون كل المواضيع الخلافية المحلية مدار حوار داخلي في المرحلة المقبلة. وسيؤكد على ان القرار في شأن استئناف الدعم الدولي للبنان – الدولة سيكون مبنيا على اداء السلطات اللبنانية التنفيذية والتشريعية... فهل ينجح الرجل في مهمته؟ ام ان اصرار الثنائي الشيعي على خيار "مرشحي او الفراغ" سيبقى على حاله ربطا برفضٍ ايراني لاي تنازل في ظل مفاوضات طهران مع واشنطن بوساطة عمانية؟

                        ***

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o