الاسد الى السعودية قبل القمة...مخرج عربي لتفادي نقمة واشنطن

نجوى ابي حيدر

المركزية- رسائل عدة وجهتها الادارة الاميركية الى العرب تعبيرا عن امتعاضها من اعادة سوريا- الاسد الى الحضن العربي قبل ان تلبي الشروط المطلوبة منها. فغداة قرار الجامعة العربية باستعادة دمشق مقعدها وبعيد توجيه الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الأربعاء الماضي دعوة للرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، الذي سيعقد في مدينة جدّة في 19 الجاري، قدمت مجموعة من اعضاء الكونغرس الاميركي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي امس مشروع قانون يهدف الى منع الحكومة الاميركية من الاعتراف ببشار الاسد كرئيس لسوريا وتعزيز قدرة واشنطن على فرض عقوبات في تحذير للدول الاخرى من تطبيع العلاقات مع نظامه. ويمنع المشروع الحكومة الفدرالية الاميركية من الاعتراف او تطبيع العلاقات مع اي حكومة في سوريا بقيادة الاسد الذي يخضع لعقوبات اميركية كما يوسع قانون قيصر الذي فرض مجموعة صارمة من العقوبات على سوريا عام 2020.

وتوازيا، أعلنت وزارة العدل الأميركية امس، أن السلطات الأميركية صادرت 13 نطاق إنترنت يستخدمها شركاء وشركات وجمعيات خيرية تابعة لـ"حزب الله" تشمل مواقع متعددة لقناة  "المنار"بالإضافة إلى مواقع إلكترونية لكبار المسؤولين فيه، بينهم نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم والمسؤولان الكبيران إبراهيم السيد وعلي دموش.كما ضمت نطاقات لجمعيات خيرية تابعة مثل مؤسسة الشهداء ولجنة الإمداد الخيرية الإسلامية، حيث أنه لم يعد الوصول إلى المواقع الإلكترونية متاحا، وتظهر فقط صورة من السلطات الأميركية تعلن أنها صادرت الدومين النطاق.

ليست القرارات والمشاريع الاميركية صدفة ولا بعيدة من اتفاق بكين وامتداداته التي شكلت حجر الرحى في سياق عودة سوريا الى عروبتها، بل جاءت مدروسة في توقيتها والمضامين، فالى التحذير من سياسة المراوغة التي اعتمدها، وما زال، الرئيس الاسد لجهة التملص من الوعود المزعومة، هزت واشنطن العصا للدول العربية المُطبِعة مع النظام، ما اضطر هذه الاخيرة، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية بفعل دعوتها الاسد الى القمة ، ان تبحث عن مخرج يجنبها "الغضبة" الاميركية، فكان القرار، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية عربية لـ"المركزية" في اتمام الاسد زيارة للرياض قبل موعد القمة يقطع في خلالها الوعود بتلبية مطالب المملكة والعرب ويحدد استراتيجية التعاطي للمرحلة المقبلة، على ان يشكل لاحقا وفدا دبلوماسيا رفيع المستوى للمشاركة في القمة، ما يوفر مخرجا لائقا للعرب، يوحي بأن التطبيع ليس مع بشار الاسد ونظامه، بل مع سوريا الشعب المشتت في اصقاع الارض والواجب ايجاد حل لقضيته قبل ان تنفجر ازمة النازحين في الدول التي يضغط عليها الوجود السوري في شكل كبير وفي مقدمها لبنان والاردن وتركيا.

المسلك هذا، بحسب المصادر، سيوفر للعرب مخرجا، بالقول في القمة ان سوريا استعادت مقعدها وليس بشار الاسد ، كما سيظهر اهتماما عربيا بقضية النازحين التي تحضر بقوة لجهة البحث عن كيفية معالجتها وسبل اعادة النازحين الى ديارهم، وهي قضية تشغل دول العالم، لا سيما اوروبا التي تخشى  تدفق هؤلاء اليها، إن انفجرت ازمتهم في اي من الدول التي تستضيفهم .

التطبيع اذا في قمة جدة هو مع شعب سوريا لا نظامها السياسي، لاعادته الى ارضه ومساعدته في اعادة الاعمار ووضع حد لمعاناة دخلت عامها الثاني عشر، فيتملص العرب من العقوبات الاميركية ان فرضت على المطبعين، ويلجون باب الحل لملف النزوح البالغ التداعيات على دول الجوار.