Feb 28, 2023 3:23 PM
خاص

الرئاسة على حبل التخصيب الايراني ومساعي "الخماسية" العقيمة

نجوى ابي حيدر

المركزية- في قراءة سريعة لمضمون مواقف مختلف القوى السياسية المعنية بالاستحقاق الرئاسي خلال الاسبوع الماضي وما سبقه، ليس ما يشي بإمكان تقاطعها على نقطة واحدة من شأنها ان تفضي الى اتفاق وشيك او حتى بعيد المدى على تمرير الانتخابات الرئاسية، فيما الخارج الذي تبقى مساعيه في الاتجاه اللبناني خجولة ومحدودة، ليس في وارد رفع مستوى نشاطه او ضغطه، بفعل انهماكه بالازمات العالمية الخطيرة، ويكتفي ببيانات الحث والتحذير.

كثيرة هي الرهانات، تارة على مؤتمر حوار في الخارج، واخرى على تقارب سعودي- ايراني او عودة سوريا الى الحضن العربي في القمة العربية المقبلة التي تنعقد في شهر ايار المقبل في الرياض وتسليمها ملف لبنان مجددا، الا ان اوساطا دبلوماسية مطلعة على حيثيات الوضع المحلي تؤكد لـ"المركزية" ان ازمة لبنان بعقدتها الرئاسية الكأداء لن تسوّى الا من خلال تواصل اميركي- ايراني،والا وخلاف ذلك، سيبقى العقم على حاله والجرح النازف مفتوحا. وتقول :لا رئيس في لبنان الا ضمن اتفاق اميركي-ايراني وتسوية اقليمية، لبنان في صلبها، نظرا لقوة ورقته التي تستخدمها ايران في بازار مساوماتها. لكنّ  ما يدور على مسرح التجاذبات لا يؤشر الى اي تواصل قريب في ظل رفع ايران نسبة تخصيب اليورانيوم الى ما فوق 80% واقترابها من امتلاك القنبلة النووية التي تحتاج الى نسبة 95 في المئة، وارتفاع منسوب الحديث عن مواجهة عسكرية تتقدمها الدولة العبرية، كلها عناصر لا تبعث الا على القلق،لا سيما في ظل قرار رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو التحرك عسكريا وفق خطة اعدها بالاتفاق مع واشنطن  لمنع طهران من امتلاك قنبلة نووية وهو طبق رئيسي حضر في مجمل زيارات المسؤولين الاميركيين الى تل ابيب في الاونة الاخيرة.

اما اجتماعات باريس الخماسية والمرتقب ان تستأنف في ثاني نسخاتها اثر انتهاء تقارير يعدها سفراء "الخماسية"في لبنان تتضمن حصيلة جولاتهم على القوى السياسية،حيث وضعوها في نتائج الاجتماع الاول واطلعوا منها على وجهة نظرها والاقتراحات لاستعجال انتخاب رئيس من دون التطرق الى الاسماء بل التمسك بالمواصفات، فلن تكون افضل حال مما يدور على ضفة النووي، ذلك ان الشرخ العمودي بين القوى السياسية واندثار تفاهم مار مخايل معطوفين على العلاقات الغربية والعربية شبه المقطوعة مع ايران، اذ لم يبق منها سوى خيط تواصل رفيع تتولى قطر تدعيمه، يجعلان من الحل اللبناني شبه مستعصٍ، ويلاشي الامال بإمكان حصول المعجزة في المدى المنظور.

واذ بات مؤكدا ان "خماسية باريس" تقدم مشروع الرئاسة على هوية الرئيس، بحسب ما توضح الاوساط الدبلوماسية ، لانه وحده كفيل بسحب لبنان من مستنقع خيارات خاطئة دفعته الى قعر الانهيار، تشدد على ان لا فيتوات خارجية على اي مرشح، ما دام خياره السياسي ومشروعه الرئاسي السياسي هو الاهم. 

في لقائها مع الرئيس نبيه بري قالت السفيرة الاميركية دوروثي شيا "ليس لدينا مرشح للرئاسة ولسنا ضد اي مرشح"، بيد ان وزيرا سابقا يقول لـ"المركزية" ان الرئيس العراقي صدام حسين قال للسفيرة الاميركية ابريل كاثرين غلاسبي يوما "سأغزو الكويت"، فردت عليه "ان المسألة لا تعنينا بل تعني الجامعة العربية". وعندما فعل،في آب 1990 قادت اميركا تحالفا دوليا ضده وأخرجته منها، ثم طيرت نظام صدام حسين وانتهى الى ما انتهى اليه من مصير اسود... والعبرة في الخبرة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o