مصرف لبنان يسير في التعاميم فوق مطبّات العرقلة... والجمود
بطاقات الدفع بالدولار "فريش" إلى الواجهة مجدداً...

المركزية- اعتقد أركان القطاع المصرفي أن الدولة منكبّة على معالجة الانهيار الحاصل في ماليّتها العامة وفي اقتصادها ونقدها، وفاتَهُم أنها لن تتوانى عن التشبّث بقرارها تحميل المصارف وَزر هذا الانهيار والنأي بنفسها عن أي مسؤولية... حتى وصل الأمر إلى توقيف رؤساء مجالس إدارة مصارف كما حصل في الأمس مع رئيس مجلس إدارة "الاعتماد المصرفي" طارق خليفة، مع التسليم الكامل لعدالة القضاء، على خلفية دعوى رفعتها ضده مساهِمة في المصرف تحمل أسهماً تفضيلية ضمن عقد يمنحها حق الحصول على عائد ثابت بالدولار... "فيما المعلوم أن المصارف في مرحلة تعداد الخسائر والفروع المُقفلة وليس إحصاء الأرباح وتوزيعها" وفق مصدر مالي متابع.

على رغم كل هذا الوهن في القطاع المصرفي، لا ينفك مصرف لبنان عن إصدار التعاميم لتحريك الوضع المالي والمصرفي قدر الإمكان بما يساهم في تسهيل حياة المواطن وتحريك جمود القطاع...

لكن مصادر مصرفية تعتبر عبر "المركزية" أن "مثل هذه التعاميم هي بمثابة حلول ترقيعيّة لا تخدم القطاع المصرفي، بل هذا القطاع بحاجة إلى إعادة هيكلة طال انتظارها، وأن هناك شكوكاً وعلامات استفهام كبيرة حول هذا الموضوع الذي يتم درسه مع الحكومة وصندوق النقد الدولي من دون استشارة جمعية المصارف المعنية مباشرةً بهذا الموضوع، أو التعاون والتنسيق معها في شأنه... إضافة إلى ذلك فإن إصدار التعاميم لا يقدّم ولا يؤخّر طالما لم يتم المباشرة بإجراء الإصلاحات الموعودة والتي لا تزال حبراً على ورق".

وتأسف "لأن هناك مَن يريد تحميل المصارف الخسائر كافة، واعتبارها المسؤولة الوحيدة عن كل ما وصل إليه الوضع في لبنان من انهيار".

لكن في غضون ذلك، وفي سياق تطبيق التعاميم الصادرة عن مصرف لبنان، باشرت المصارف بتنفيذ التعميم الأخير القاضي بتشجيع استعمال بطاقات الدفع بالدولار "فريش" الصادرة محلياً والمقبولة من التجار وأصحاب المؤسسات السياحية والمطاعم.

وتذكّر المصادر المصرفية في السياق أنه "كان في الإمكان استعمال بطاقات الدفع الفوري في كل دول العالم ما عدا لبنان لأنها بـ"اللولار"، لكن اليوم تم إيجاد حل حيث بدأ التعاطي بهذه البطاقات مجدداً بالـ"فريش دولار"، وتعتبر أن "استعمال هذه البطاقات يُعيد بعض الثقة إلى القطاع المصرفي اللبناني من جهة، ويفعّل العمل بالبطاقات المصرفية من جهة أخرى، خصوصاً أن المواطن الذي يريد استعمال مثل هذه البطاقات عليه تكوين حساب بالـ"فريش دولار" في المصارف" .

والتعميم الصادر عن مصرف لبنان يثير التساؤل حول  البطاقات  الموصولة على حساب الـ"لولار"، علماً أن مصرف لبنان قد تخلى عن مقاصة الدولار التي كان يجريها على البطاقات طوال الفترة الماضية حيث أناط ذلك بالشركات المصدّرة للبطاقات مثل "فيزا" و"ماستر كارد" وغيرها، إجراء المقاصة في الخارج على بطاقات الـ"فريش دولار"... علماً أن قطاع المطاعم كان يقبل بتلك البطاقات لكنه كان يرفض البطاقات الـ"لولار" باستثناء بعض المطاعم .

* * *