رغم الأزمات... الخبراء اللبنانيون يسطرون تميّزهم في أمسية باريسية ساحرة!
احتفالاً بسنوات عشر شهدت على انطلاقته الرائدة، نظم منتدى الخبراء اللبنانيين في فرنسا، الأسبوع الماضي، مؤتمره السنوي في رحاب عراقة منزل البوليتكنيكيين (Maison des Polytechniciens). بالاضافة الى مشاركة واسعة لنخبة من أبناء الجالية اللبنانية، تميز المؤتمر بحضور دبلوماسي دولي رفيع، وبتولي الصحفية ليلى المر ادارة جلسات النقاش. مع ضيوف الشرف، استمتع الحضور بالتعرف الى حياة الشركات في مواجهة المخاطر، وباكتشاف اسرار تمكن الخبراء اللبنانيين وشركائهم الفرنسيين من تخطي الأزمات المعاصرة.
من أزمة كوفيد الصحية، مروراً بالأزمة اللبنانية ومؤخراً الأزمة الأوكرانية، ترى السيدة ندى شهاب (Nada Chehab)، مؤسسة ورئيسة المنتدى وشركة NCC (New Concept of Consulting)، أن ما يصنع الفارق هو مراعاة التغيير في تحليل المخاطر والقدرة على التصرف بسرعة مهما كان نوعها. وفي هذا الإطار، نوّهت السيدة شهاب الى أهمية تشابك مهارات اللبنانيين على تنوعها، مشيرة الى المساهمة المشهودة للمرأة اللبنانية في هذا المضمار.
أشار فيما بعد سعادة السفير والمندوب الوزاري لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بيير دوكين إلى السياق اللبناني. أعرب سعادته عن قناعته بأن الأزمة اللبنانية عميقة وتتطلب إصلاحات طارئة لبناء اقتصاد مستقر ومستدام، مؤكداً على دور فرنسا الداعم لأتمام هذه الإصلاحات. وفي هذا السياق، تشكل مشاركة صندوق النقد الدولي، من وجهة نظره، علامة ثقة.
مشيراً الى الأزمة المناخية الحالية، أكد ايرفيه مايار المندوب الدائم للقطاع النووي الفرنسي لدى المجلس الوطني للصناعة، على ضرورة زيادة انتاج الكهرباء بشكل كبير، بحيث يُعتمد برأيه على جميع الطاقات الخالية من الكربون، بما في ذلك الطاقة النووية. كما شدد على حاجة لبنان الملحة اليوم الى حلول آمنة ومستدامة من أجل توليد وتأمين التغذية النوعية بالتيار الكهربائي.
متحدثاً عن أسلوبه الاداري الفريد (555) أمام الحضور، شارك رامي بيتية، مدير عام كارفور فرنسا وعضو مجلس ادارة المجموعة، مسيرة التحول نحو الربح لكارفور في تايوان، الأرجنتين، إسبانيا وحالياً في فرنسا. بالأضافة الى المكانة المحورية التي يوليها لزبائن المجموعة، سلّط السيد بيتية الضوء على أهمية الدور الذي يوليه كقائد اداري للأنسان. ومن هذا المنطلق، أنشأ مدرسة القادة لدى كارفور متيحاً بذلك آفاق الارتقاء في السلم الوظيفي أمام الموظفين الملتزمين.
بدورهِ أكّد المحامي جورج هيام ملاّط، عضو نقابة المحامين في بيروت، والاستشاري لدى مؤسسات دولية عدة، أكّد في مداخلته على تفرد المواطن اللبناني بحرية فردية حملته وطنياً وعالمياً عبر التاريخ. بالأضافة الى ذلك، ومعتبراً أن الحالة الدراماتيكية الحالية التي يمر بها لبنان تتعارض مع صيغته وهويته، أفرد المحامي ملاّط المجال لعدة اجراءات تشكل حلولاً للخروج من الأزمة اللبنانية.
وفي مداخلة أخيرة، أكد بدوره الضابط الكبير السابق في الجيش الفرنسي ورئيس مجموعة ASK’M، فرانك بوجيه، على أهمية الذكاء الاقتصادي في المواجهة الاستباقية للمخاطر. يرى السيد بوجيه أن إعداد الشركات لتبني حالة ذهنية تقوم على فهم مخاطرها، يساعدها في الحد من تأثير هذه المخاطر (من خلال اتخاذ تدابير وقائية) وبل ربما في تحويلها إلى فرص واعدة !