Jun 07, 2022 2:33 PM
خاص

مخطط الحزب وحليفه محاصرة الحالة السيادية...اتفاق مار مخايل اقوى من ان يفك!

المركزية – تحت عنوان محاصرة الحالة السيادية في لبنان يجهد فريق حزب الله وحليفه التيار الوطني الحر في حبك التسويات "والتفاهمات" التي انطلقت صفارتها مع بدء التحضير لانتخابات 2022 وصولا إلى انتخابات رئيس المجلس ونائبه وهيئة المكتب واللجان النيابية  اليوم. وقد تكون هذه التفاهمات على تمرير التسويات الإستشارية نجحت في رأب الصدع بين الحليفين وإنقاذ تفاهم 6 شباط 2006 الذي كان مهددا بسبب الإختلاف والخلاف. نقول إنها غيمة صيف عابرة؟ الأكيد أن الحزب والتيار لن يألوآ جهدا لكسر شوكة الأكثرية وتحديدا القوات اللبنانية التي تمكنت من الحصول على أكبر كتلة مسيحية داخل البرلمان (19 نائبا) وليست المرة الأولى التي تشن فيها حروب إلغاء سياسية على القوات.

الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي يستعيد عبر "المركزية" المحطات التي تجلت فيها ظاهرة محاصرة الحالة السيادية وتحديدا منذ العام 1975. ومع إخراج جيش الإحتلال السوري في نيسان 2005  كادت الحالة السيادية تنتصر كلياً  إلا أن المخطط نفسه عاد إلى لملمة صفوفه تحت مسمى محور المقاومة والممانعة بقيادة حزب الله. ويقول الزغبي "هكذا انتقل المخطط المحبوك لضرب السيادة وتطويق الحالة السيادية من يد النظام السوري إلى يد النظام الإيراني واتخذ عناوين شتى برز آخرها في مرحلة الإعداد لانتخابات 2022 والتي تلتها. واليوم نشهد على فصل جديد من خلال "أبلسة" القوات اللبنانية تحت أوصاف ونعوت عديدة ليس أقلها المشروع الإسرائيلي والسعودي والأميركي".

وردأ على سؤال عن إمكانية نجاح هذا المخطط يؤكد الزغبي "ان في بعض المفاصل يبدو وكأنه يحقق نجاحاً أو على الأقل نقاطا على المشروع السيادي الذي تجسده القوات كقوة سياسية طليعية مع أن الإستهداف يأخذ في دربه سائر القوى السيادية ولو كانت أقل شأناً وعدداً أو فاعلية من القوات". ومن الوسائل المستخدمة "إستهداف الرأس مباشرة أي القوات سياسياً وحتى بوسائل أخرى تترجم بالضغوط الأمنية والتخويف والترهيب. أما الوسيلة الثانية فهي السعي إلى احتواء وتطويق القوى السيادية الأخرى لعزلها عن القوات كما جرى في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه تحديدا للَعب على بعض التمايزات أو الحساسيات فيما يعرف بالقوى التغييرية وكذلك مكونات أخرى نجحت في الإنتخابات، إضافة إلى ما يجري اليوم في انتخاب اللجان النيابية حيث يركز مايسترو القوى "الطاردة" للسيادة بقيادة حزب الله على مسألة توزيع رؤساء اللجان النيابية وعينها في الدرجة الأولى على لجنة الإدارة والعدل التي نجحت القوات في السنوات الأخيرة في تقديم أداء نموذجي من خلالها على مستوى مشاريع القوانين المحورية والأساسية. وهنا يجدر التوقف عند مستوى الوعي الذي يجب أن تتحلى به جميع مكونات الأكثرية الجديدة ولو كانت غير متلاحمة وأن تعي خطورة المشروع التفكيكي لإضعاف الحالة السيادية بشكل عام عبر تشتيت الأكثرية الناشئة".

الأكيد أن المايسترو حزب الله قد استفاد من التفاهمات التي حبكها داخل الغرف المغلقة مع رئيس التيار وساعدت كثيرا في تسريع تنفيذ مخطط ضرب الأكثرية، إلا أنها في المقابل أعادت ربط الجسور بين الحليفين وبددت كل الشكوك في إمكانية دفن تفاهم مار مخايل الذي كان مهددا قبل الإنتخابات.

"لكن من قال أن التيار كاد يتخلى عن تفاهم مارمخايل؟" يسأل الزغبي اقتناعا منه بأن"هناك حقيقة مرّة وهي أن تيار العهد غير قادر على فك ارتباطه بتفاهم 6 شباط 2006 .فهو قد أُلزم خطياً وبتوقيع رئيسه السابق والحالي على البند العاشر الذي يطلق سلاح حزب الله ليس فقط فوق الدولة اللبنانية بل عبر الحدود تحت شعار"توحيد الميادين" الذي أطلقه  حسن نصرالله، أي ربط الميدان اللبناني بالسوري والعراقي واليمني وصولا إلى ديار الله الواسعة". ويلفت الزغبي إلى أن هذا الربط المحكم الذي قيد حرية الطرف العوني في الإتفاق يريح حزب الله طالما أن الطرفين تباهيا مراراً أنهما متفقان استراتيجياً مما يعني أن الطرف العوني ملزم بتغطية سلاح الحزب في كل الإتجاهات الداخلية وتسليطه على القرار اللبناني وتحديدا على قرار رئاسة الجمهورية والحكومة ومتمايزان حول بعض الشؤون الداخلية الفرعية".

إذا "الرهان على انفكاك عقد هذا الإتفاق في غير محله والدلائل كثيرة آخرها ما جرى في صفقة انتخاب رئيس المجلس ونائبه وهيئة المجلس . وبدل أن تؤدي الإنتخابات إلى تفكك ما يعرف بفريق 8 آذار أسلم الطرف العوني قراره إلى حزب الله لقاء مكاسب جديدة في السلطة". ويختم الزغبي: "قد ينجح مخطط الحزب لضرب الحالة السيادية في إصابة الخواصر الرخوة من الأكثرية الجديدة إلا أن المسالة في عمقها تقوم على النواة الصلبة في الحالة السيادية وسيجد فريق الممانعة بقيادة حزب الله نفسه في موقع العاجز عن كسر هذه النواة الموجودة بقوة، شعبيا وسياسيا، ولا يمكن عزلها عن بحرها الشعبي وهذه النواة تتمثل بالقوات اللبنانية ومن معها من السياديين".    

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o