May 31, 2022 2:38 PM
خاص

مؤشرات الخرق النووي معدومة... ملفات المنطقة إلى جمود!

المركزية – يخضع المشهد في منطقة الشرق الأوسط لتقلبات مستمرة مرتبطة بعناصر وعوامل عديدة ناتجة عن قضايا وصراعات دولية-إقليمية ما يضع باستمرار علامات استفهام حول المعادلات فيها والمصير الذي ينتظرها أو حتى الدور الممكن أن تؤديه خلال كل مرحلة. واليوم استجدّ عنصران أساسيان على الساحة في ظلّ عدم تحديد موعد للجولة السادسة من المفاوضات السعودية-الإيرانية رغم الكلام الشديد الإيجابية الذي كان أطلقه الإيرانيون الأسبوع الماضي، حيث كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قال إنه "تم التوصل إلى عقد لقاءات جديدة مع السعودية، في دولة ثالثة"، موضحاً ان "لطالما تركنا الباب مفتوحا للرياض لتستخدمه كلما أرادت استعادة العلاقات الطبيعية، ولم تقطع طهران العلاقات الدبلوماسية تماما مع الرياض". هذا إلى جانب مفاوضات فيينا وترنّحها مع ما لذلك من انعكاسات على دول المنطقة، خصوصاً في ظلّ التصعيد في إسرائيل والخوف من أي تفجير محتمل فيها.  

وفي قراءة للمشهدية العامة في المنطقة، يعتبر مدير "معهد المشرق للشؤون الاستراتيجية" الدكتور سامي نادر عبر "المركزية" أن "الواضح ان ما من خرق بعد على مستوى المفاوضات النووية، لا بل التقارير تقول إن نسبة مخزون اليورانيوم المخصّب الذي تمتلكه إيران 60% أي أنه تجاوز الحدّ المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة. بالتالي، هذا يطرح تساؤلات عما إذا كان لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق لأن تراكم المعلومات العلمية الحاصل لا حلّ له كونها أصبحت في الذاكرة، وهذا يفرض نفسه خطا أحمر كان المعسكر الغربي يحاول تفاديه". 

ويتابع: "العنصر الآخر المفترض أن يظل في البال هو العنصر الروسي كونه طرفا أساسيا في الاتفاق. صحيح أنه لم يكن صاحب المشكلة، لكنه كان موجوداً على الطاولة وكان دوره اساسيا جدّاً ونرى الدور هذا اليوم، إذاً الحرب الدائرة مع أوكرانياً ليست عنصرا دافعا أو مشجّعا للتوصل إلى أي اتفاق إذ يفترض أن يكون لروسيا أيضاً مصلحة فيه. لذلك، ستستخدم روسيا دورها على طاولة المفاوصات كرافعة للتخلّص من العقوبات وتأمين مصالحها خلال هذه الفترة". 

ويشير نادر أيضاً إلى "دور الطرف الخليجي الذي لا يمكن غض النظر عنه لجهة تأثيره وهامش مناورته بعد أن بات وجوده على الطاولة اكثر ثقلاً بكثير من قبل. فالموضوع ليس نوويا بل يتركز على الصواريخ وتمدد إيران في المنطقة ما يفرض استماعاً أكبر للخليج بسبب الحاجة إليه لضبط أسعار النفط وهذا سنراه في زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن المقبلة إلى المنطقة، إلى جانب الحاجة إليه أيضاً في المعركة الكبرى لمحاصرة روسيا لأن دول المنطقة على مسافة من العقوبات والصراع مع موسكو. على عكس ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، لم يعد بالإمكان عزل دول الخليج أو عدم الإصغاء إليها بل ذلك مطلوب أكثر من أي وقت مضى، ويفرض الأخذ في الاعتبار مطالبها أو مخاوفها أو قلقلها أو مصالحها". 

ويرى أن "رافعة التأثير وهامش المناورة وصوت دول المنطقة المناوئة للاتفاق والتي تعارض تجزئته وحصره بالنووي بات أكبر، إضافةً إلى عدم حماسة روسيا بشكل كاف تجاه الاتفاق، ما يدفع الأميركيين إلى فرملة خطواتهم. لذا، ما من مؤشرات لإمكانية إحداث خرق مع إيران ونتيجة ذلك هو الجمود على مستوى ملفات المنطقة بما فيها الملف اللبناني الذي لإيران أثر ودور كبير فيه". 

أما بالنسبة إلى الحديث عن إمكانية عقد مؤتمر في السعودية اثناء وجود بايدن في المنطقة وبعد الاجتماع السعودي-الايراني في بغداد، على أن يضم المؤتمر تركيا ومصر ودولا خليجية وعربية وربما ايران، يقول نادر إن "حصول إيران على القبول العربي والخليجي يتطلب تذكرة دخول إلى مؤتمر من هذا النوع والتذكرة هذه لها ثمن وليست دعوة مفتوحة وسعر الدخول يكون بالتهدئة على جبهة معيّنة أولها اليمن أو إظهار إشارة جدّية هناك". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o