Apr 13, 2022 12:12 PM
خاص

إفطارا حارة حريك واليرزة: أيهما يشبه اكثر موائد "عنجر"؟!

المركزية- ساعات قبيل استقبال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم، السفير السعودي العائد حديثا الى بيروت وليد البخاري، في قصر بعبدا، بدا مفاجئا ان توجه الذراع السياسية النيابية للعهد، انتقادات من العيار الثقيل الى المملكة وممثلها في لبنان، مصوّبة على مأدبة الافطار التي اقامها على شرف عدد من الشخصيات اللبنانية، واصفة اياها بأبشع العبارات واقساها، بحسب ما تقول مصادر نيابية معارضة لـ"المركزية".

فاثر اجتماع "لبنان القوي" الكترونيا امس برئاسة رئيسه النائب جبران باسيل، رأى التكتل ان "مشاهد جمع المنظومة السياسية الحاكمة في لبنان على موائد السفارات تذكّرنا بأيام عنجر"، مشدّداً "على ضرورة إبعاد التأثيرات الخارجية عن العملية السياسية والانتخابية، وعدم السماح للبعثات الدبلوماسية والسفراء بالتدخل في الأمور الداخلية والشؤون الانتخابية".

الجدير ذكره، بحسب المصادر المعارضة، ان هذا الكلام العالي النبرة صدر عن الفريق البرتقالي لأن اي ممثل عن التكتل او عن التيار الوطني الحر او حتى عن رئاسة الجمهورية لم يكن مدعوا الى الافطار، لكن بطبيعة الحال، هذا الموقف ما كان ليصدر لو تمت دعوة التيار الى المأدبة. كما ان من المستغرب ان يسارع الفريق الذي "استقتل" لكي يعود الخليجيون الى بيروت، وأصدر عشرات البيانات والمواقف المنادية بأفضل العلاقات مع الدول الخليجية والرافضة اي اساءات اليها، وفيما السفير السعودي لم يثبّت رجليه في الارض اللبنانية بعد، الى فتح النار عليه، مشبّها افطارا رمضانيا يُعرف بـ"مائدة الرحمن" بطاولات مراكز الاستخبارات السورية في  عنجر التي كان يُستدعى اليها السياسيون لتلقّي التعليمات من مرؤوسيهم في الشام، وحتى اللبنانيون الأحرار، لتهديدهم و"تعذيبهم" عندما كانوا يقولون لا للسوريين.

لكن للمفارقة، تتابع المصادر، فإن موقف التيار صدر غداة افطار حارة حريك، والمقارنة بين عشاء اليرزة وعشاء الضاحية الذي سبقه بأيام قليلة لا اكثر، تثير التساؤلات حول اي منهما أقرب الى "الاستدعاءات السورية"!

فبينما الاول نُقل مباشرة على الهواء وواكبته كاميرات الصحافيين، وصرّح قبله وبعده المدعوون، وضم رؤساء جمهورية وحكومات ونوابا ووزراء ورؤساء احزاب وسفراء لاكبر العواصم وممثلين للامم المتحدة، كان الثاني بعيدا من الاضواء ولم نعرف عنه الا من خلال بيان مقتضب صدر عن العلاقات الاعلامية في حزب الله أعلنت فيه أن السيد حسن نصرالله "استقبل على مائدة الافطار الجمعة، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، بحضور عدد من القيادات المعنية. وكان اللقاء فرصة مناسبة للتداول في العلاقات الثنائية والأوضاع السياسية في لبنان والمنطقة".

وعلى هذه المائدة، تقول المصادر "فرض" نصرالله على الخصمين المارونيين اللدودين باسيل وفرنجية  الجلوس مع بعضهما البعض لمصالحتهما، بعد ان عجز عن ذلك حتى البطريرك  الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، واكثر من وسيط عمل على خط رأب الصدع. وقد تدخّل نصرالله شخصيا و"فرض" هذه الهدنة بين اهل بيته، لأن مصلحة محوره تقتضي ذلك.

فأي عشاء يشبه اكثر طاولات عنجر؟! تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o