Apr 11, 2022 2:40 PM
خاص

المجلس الرئاسي في اليمن...هل يؤسس للسلام الدائم؟

المركزية - شكل "التغيير" الذي أعلنه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في قمة هرم الرئاسة وتخلى بموجبه عن سلطاته لمجلس رئاسي لإدارة البلاد، مادة دسمة للمحللين السياسيين الذين تعمقوا في اهدافه ومدى فاعليته، خصوصا انه قوبل باحتفاء شعبي، نظراً للأداء الباهت الذي اتسمت به الحكومة منذ انقلاب الحوثيين أواخر عام 2014، ثم إطلاق التحالف العربي عاصفة الحزم في آذار 2015 لإعادة الشرعية، قبل أن تطول الحرب حتى اليوم من دون أن يتحقق أي من أهدافها. لكن الطريقة التي جرت من خلالها عملية نقل السلطة ورفض الحوثيين التعاطي مع مجلس القيادة الرئاسي، يثيران العديد من المخاوف بشأن السيناريوهات المستقبلية التي تنتظر اليمن.

في الموازاة، تُعقد الآمال على اتصالات تُجرى لاستئناف المفاوضات السعودية – الإيرانية، حيث أكد مصدر مطلع في وزارة الخارجية الإيرانية لـ"الجريدة" الكويتية أمس استئناف الاتصالات والتنسيق لعقد الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والسعودية في بغداد، مبيناً أن الإيرانيين يأملون عقدها في فترة ما قبل عيد الفطر المبارك.

وقال المصدر، إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أجرى اتصالات بوزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، وأكد له أن طهران ترحب بالمبادرة الخليجية لوقف إطلاق النار في اليمن. وأضاف أنه تم توجيه السفير الإيراني في العراق ايرج مسجدي للاتصال بالسفير السعودي في بغداد لعقد الجولة الجديدة من المباحثات قبل نهاية شهر رمضان المبارك، حيث يُتوقَّع تحقيق تقدّم للخروج بحلّ للازمة اليمنية واستعداد ايران لعودة العلاقات الدبلوماسية بين ايران والسعودية. وفي إطار متصل، ذُكِر أن الرياض أبلغت طهران أنها ستزيد حصة الحجاج الإيرانيين لموسم حج هذا العام، وهو ما اعتبرته طهران لفتة إيجابية.

فهل بدأت تلوح في الأفق بداية الحل للأزمة في اليمن؟ وماذا ومن وراء تشكيل المجلس الرئاسي؟ وما هي التحديات أمامه؟ وهل هو قادر على حل الأزمات وإنهاء الحرب؟ وهل من الممكن ان ينضم إليه الحوثيون؟

العميد الركن نزار عبد القادر يقول لـ"المركزية": "جرى تشكيل هذا المجلس الرئاسي بعد اجتماعات الرياض التي رأسها مجلس التعاون الخليجي بمباركة سعودية من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهذا ما سهل استقالة الرئيس اليمني ودفعه الى تسليم كل صلاحياته إلى هذا المجلس، والذي يبدو أنه وُلِد من رحم تسوية باركتها السعودية ومجلس التعاون الخليجي وأدّت إلى الهدنة التي توصلوا إليها في اليمن والتي تُعتبر مبدئياً الخطوة الأولى على طريق البحث الجدّي لإيجاد تسوية لهذا النزاع المستمر منذ ما يقارب ثماني سنوات".

ويشير عبد القادر إلى أن "هذا المجلس لديه كامل صلاحيات رئيس الجمهورية اليمنية، لكن التحدي الاكبر أن يتوافق أعضاؤه على قراراتهم وعلى رؤية موحدة لقيادة عملية الانتقال من حالة الحرب إلى هدنة طويلة وحالة سلام أي من الهدنة الدائمة إلى حالة السلام، ضمن مفاوضات سياسية لإيجاد حلّ للأزمة اليمنية ووقف هذا الانقسام المدمّر الذي يشهده اليمن منذ سنوات".

ويضيف: "إنما التخوّف الأكبر هو أن يكون مصير هذا المجلس كمصير مجالس الرئاسات التي شهدناها في مناطق أخرى خصوصاً في التجربة الليبية البائسة التي حتى الآن لم تستطع القوى السياسية والمتخاصمة والقوى الدّولية المُسانِدة لها من إيجاد أرض مشتركة تسمح لأي سلطة انتقالية بتصوّر وتخطيط وتنفيذ عملية انتقال للسلطة، إلى سلطة دائمة ومستقرة".

ويسأل: "هل سيكون مصير هذا المجلس اليمني الجديد الذي تُبنى عليه الآمال اليوم كمصير السلطة الجماعية التي شهدنا فشلها مراراً وتكراراً في ليبيا؟ وسابقا شهدنا أيضاً فشلها لفترة طويلة في العراق بعد الاحتلال الأميركي وإسقاط نظام صدّام حسين، حيث كان هناك أيضاً مجلس رئاسي؟

ويختم عبد القادر: "وهنا الأزمة الكبرى إذ ننتظر بفارغ الصبر لنرى إن كان سيستطيع هذا المجلس بأعضائه السير بالبلاد نحو هدنة دائمة ومنها الانتقال إلى عملية سياسية تحلّ الأزمة اليمنية مرة نهائية. الحقيقة، التجارب في مناطق عربية أخرى وخاصة في العراق وليبيا لا تدعو إطلاقاً إلى التفاؤل، لكن نأمل أن تحل الحكمة على كل أعضاء هذا المجلس لنبذ مصالحهم الخاصة ومصالح الأفرقاء الذين يمثلونهم وقيادة البلاد نحو هدنة دائمة ومنها الانتقال إلى السلام".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o