4:40 PM
خاص

عندما يصبح الصحافي فشة خلق على القطعة والهوية الجغرافية...الكعكي: الاعلامي ليس مكسر عصا

جوانا فرحات

المركزية – في كل عرس وطني يكون للإعلام حصة الأسد من اللكمات والضرب والإهانات وصولا إلى التخوين. نفهم أن الإعلام رسالة تضحية لكن للإعلامي مطلق الحق في إيصال الرسالة التي تعني الجميع من دون تمايز لأنها ببساطة تنضح بحبر الحقيقة، أو أقله هذا ما يجب أن تكون عليه بغض النظر عن الأعراف المتداولة حول حقيقة مفهوم مهنة الإعلام في أيامنا الحاضرة.

إلى هنا، يبقى الجدل قائما على أساس المفاهيم والنماذج الإعلامية لكن أن يتحول الإعلامي إلى "مضرب عصا" ويتعرض للضرب والإهانات والشتائم بسبب هوية المؤسسة التي ينتمي إليها سواء كانت مرئية أم مسموعة أم مقروءة....أو لأنه افترض أنه في وطن الحريات وتجرأ أن يقول الحقيقة مهما كانت صعبة ومزعجة للآخرين؟ والأفظع من كل ذلك عندما يكون "فشة خلق" لمن استعصى أن يرد الصاع صاعين لمن يستحقه.

ما حصل في الأمس خلال تغطية فريق تابع لمحطة إم تي واخر للجزيرة والعربية في وقائع الضربة على الضاحية الجنوبية ليس بجديد ولا بحادث عابر يمكن تمريره كما في كل مرة حيث تكتفي المرجعيات السياسية والإعلامية بالتعليق شجبا واستنكارا أما الجمعيات المنادية بحريات الإعلام والإعلاميين فيتعاطون مع الحدث بالشكل التقليدي والردود التي لم ولن تأتي بنتيجة إذ يكتفون بوقفة تضامنية أو بإصدار بيانات شجب و"محاسبة" المعتدين!.إنتهى البيان. قبل أيام تعرض إعلامي للضرب في وضح النهار وقبله صدر قرار من المحكمة العسكرية قضى بمنع إعلامية تعمل في إحدى القنوات الإخبارية العربية لأنها تجرأت وحاورت مسؤولا عسكريا إسرائيليا وألصقت بها صفة "عميلة"!. ناهيك عن الشهداء الذين يسقطون بإسم المهنة وآخرهم وليس أخيرهم الصحافي عصام عبدالله .

نقيب الصحافة  عوني الكعكي يشجب عبر "المركزية" أي اعتداء يتعرض له مطلق أي إعلامي سواء كان معنويا أو جسديا. وحتى لا يكون الإعلامي خلال تغطية الأحداث على الأرض مكسر عصا وجه الكعكي نداء إلى "الكبار" بأن يعطوا لمجموعاتهم التي تتواجد على الأرض خلال حصول أي إنفجار أو تحرك على الأرض تعليمات بأن يكونوا أكثر هدوءا وأن يتعاطوا مع الإعلام بالمستوى الحضاري والإنساني الذي يليق بالمهنة والأهم تثقيفهم حول دور الإعلام والرسالة التي يؤديها الإعلامي خلال تغطية الأحداث.

لكن التمني شيء والواقع على الأرض شيء آخر، "هذا صحيح لكن على المواطنين أو بالأحرى المجموعات التي تكون على الأرض أن تتعاطى مع الإعلام كناقل للحقيقة وليس كعدو. نفهم حال الإحتقان التي تكون موجودة على الأرض لكن الإعلامي موجود لتبيان الحقيقة وأعتقد أن كل الناس تهمها الحقيقة دون سواها.

 فهل يكافأ بالضرب والشتائم وتحطيم الكاميرات".

الأكيد أن مهنة الاعلام تحتاج الى حماية، وتحريرها لا يحتاج الى حماية جزائية بل الى حوافز في قانون العمل كما الحال في القانون الفرنسي وفي غياب القانون وتحويل مسار القضاء وفق زواريب سياسية معينة فإن الضمانة الوحيدة تبقى في النقابة التي ينتسب إليها الصحافي. ومما لا شك فيه أن هناك مصلحة للصحافيين بالانضمام الى نقابة، ومنها عدم جواز توقيف الصحافي احتياطياً،  وضرورة حماية الصحافي في قانون العمل لكي يمارس عمله بشكل حر. وحمايته اجتماعيا من خلال انشاء صندوق تعاضد في النقابة من اجل مساعدة الصحافيين وتأمين ضمان اجتماعي وعيش كريم لهم.

إلا أن غياب الدور الفاعل والمعطى للنقابات اليوم ومنها نقابتا الصحافة والمحررين يفرض اللجوء إلى مرجعيات أخرى" علينا دائما أن نفتش عن القائد وأفضل أن تكون المرجعية لأي إعلامي معتدى عليه لدى القيادات التي تحرك المجموعات المعتدية فإذا لم نصل إلى نتيجة نلجأ إلى القضاء، بس خلينا نبلش بالقيادات .ويضيف الكعكي أما بالنسبة إلى النقابة والمؤسسة الإعلامية التي ينتمي إليها الصحافي فهما تشكلان السند والمرجعية لكن الأولوية للقيادات التي يجب أن توجه مجموعاتها وتعلمهم كيفية التعاطي مع الإعلاميين على الأرض خلال تغطية الأحداث على رغم الإحتقان السائد ".

الخطأ ممنوع تحت أي ظرف أو شعارات والمحاسبة ضرورية لكننا لا نملك أدوات المحاسبة .من هنا نكتفي بإصدار بيانات بإسم نقابة الصحافة ونتمنى أن يعي الكبار مسؤولياتهم تجاه مجموعاتهم لأن الصحافي صاحب حق ولا ينطق إلا بالحقيقة"يختم الكعكي .

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o