ضغط رسمي لإبعاد مرسوم التجنيس من التـــداول..وتنسيق قانوني معارِض للمواجهة!
النزاع الحدودي الى الواجهة: فصل لبناني بين البحر والبر وترقّب لنتائج اجتمــاع الناقورة
الحريري "داعس" في التشكيل..وباسيل متمسك بالمصالحة رغم الاساءة..والاكراد خارج منبج
المركزية- في وقت يبدو التوجّه الرسمي ميالا الى تكثيف الضغوط لإخراج مرسوم التجنيس من دائرة الضوء ووضع حد للجلبة القوية التي يثيرها فوق الساحة المحلية منذ أيام- وذلك من خلال اعادة التدقيق في الاسماء التي شملها، في عملية يعتبرها مراقبون "شكليّة" قد تستغرق أسابيع، لن تؤدي الى تبديل "حقيقة" أنه بات أمرا واقعا- تحاول القوى السياسية المعارِضة للمرسوم "الشبح"، مقاومة مساعي "سحبه من التداول"، وتبحث بصعوبة عن باب لإجهاضه، في مهمة تبدو مستحيلة ما لم ينشر المرسوم. وفيما لبنان منقسم على نفسه، عاد ملف النزاع الحدودي النفطي بين بيروت وتل أبيب الى الواجهة، وسط استعجال اسرائيلي لحسمه بما يناسب مصالح الكيان العبري، الذي يحاول الافادة من الطاقم الجديد في الخارجية الاميركية، المتشدد أكثر من سلفه، في دعمه له. فهل يساعد هذا التحدي في تسريع جهود التأليف الحكومي، صونا لحقوق لبنان ومصالحه؟
تنسيق قانوني: بقي مرسوم التجنيس في الواجهة، وكان اليوم محط متابعة "قانونية". فغداة مطالبتهم "الداخلية" بنسخ من المرسوم، اجتمع اليوم محامو احزاب الكتائب والقوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، بدعوة من رئيس الكتائب النائب سامي الجميل، لتنسيق الموقف والبحث في الخيارات المتاحة لمواجهة المرسوم. الجميّل أوضح بعد اللقاء "ان الاجتماع كان اولياً وجرى خلاله التشاور بكل الخطوات والمراحل المقبلة. ولفت الى ان بعد اجتماع وفد نواب الكتائب امس مع وزير الداخلية، صدر عن الوزير نهاد المشنوق بيان اكد فيه ان خلال الساعات الـ 48 المقبلة سيتم الاعلان عن المرسوم او اطلاعنا على الاسماء. واعرب الجميّل عن امله بالحصول على الجواب غدا لان الاولوية هي الحصول على "المرسوم الشبح" لكي نقرأه وندرسه ونعطي رأينا فيه"، مضيفا "لا يمكننا القيام بأي خطوة قانونية ودستورية اليوم لان ذلك يتطلب ان يكون لدينا النص والاسماء الكاملة لنقوم بالمقتضى القانوني والدستوري". واذ استغرب كل هذا التخبّط الحاصل والكلام والتصرفات المتناقضة، قال "يُحكى عن تعديل الاسماء في حين ان المرسوم قد صدر، وفي حين هناك تأكيد ان المرسوم باقٍ هناك كلام مقابل عن تعديله"!
الامن العام: في الاثناء، وفي إطار التدقيق بالأسماء المدرجة في مرسوم التجنيس، طلبت المديرية العامة للأمن العام من المواطنين إبلاغها عن أي معطيات أو معلومات يمتلكونها حول الأسماء الواردة فيه لإجراء اللازم بشأنها.
أما رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه، فغرد عبر "تويتر" قائلاً "الاجهزة الامنية منكبة على معرفة كيفية حصول التجنيس. كفى استهزاء بعقول الناس. فرئيس الحكومة قالها اليوم انها صلاحية رئيس الجمهورية، ووزير الخارجية قال ان التجنيس الافرادي يعزز الهوية.هويتنا تتعزز فعلا باشخاص من هذه الطينة النادرة. خبّرونا انكم تصالحتو مع رامي مخلوف، مش افضل".
النزاع الحدودي: وفي انتظار معرفة ما اذا كان مضمون المرسوم سينشر ام لا، خرق النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل، بقوة الاهتمامات الرسمية المحلية. وفي السياق، أشارت مصادر مطّلعة لـ"المركزية" الى ان الوساطة الاميركية بين الجانبين، ستنتعش قريبا مع تسلّم ديفيد شينكر منصبه رسميا كمساعد لوزيرالخارجية الاميركي مايك بومبيو لشؤون الشرق الاوسط، خلفا للسفير ديفيد ساترفيلد الذي احيل الى التقاعد. وعليه، كان لا بد من اجتماع رئاسي لبناني لتوحيد الموقف. ولفتت الى ان في اللقاء الذي عقد امس في بعبدا، حصل اتفاق على فصل مسألة ترسيم الحدود البرية عن تلك البحرية، موضحة انه وفي ضوء الاجتماع الثلاثي المرتقب الاسبوع المقبل بين الطرفين برعاية اممية في الناقورة، ونتائجه، قد يبادر لبنان الى مباشرة المفاوضات حول الترسيم البحري، أو لا. واشارت المصادر الى ان في مسألة النقاط البرية المتنازع عليها، تمت تسوية 5 نقاط، فيما تبقى 4 نقاط غير متفق عليها بعد.
افكار جديدة: وعلى الخط عينه، اعلن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز اليوم "ان افكاراً جديدة طرحت عبر قناة سرية اميركية للوساطة في نزاع بحري بين إسرائيل ولبنان عطّل اعمال التنقيب عن النفط والغاز. واضاف في مقابلة مع رويترز "هناك بعض الأفكار الجديدة على الطاولة. إنها أكثر مما يمكنني مناقشته". وتابع "هناك مجال للتفاؤل الحذر لكن ليس أكثر من ذلك. أتمنى أن نتمكن خلال الشهور المقبلة أو بحلول نهاية العام من التوصل إلى حل أو على الأقل حل جزئي للنزاع... لم تتم تسوية شيء بعد".
"داعس" في التشكيل: على صعيد آخر، من المتوقع ان تنشط في قابل الايام، ورغم الانشغال الرسمي بمتابعة الملفات الآنفة الذكر، اتصالات تشكيل الحكومة العتيدة. وفي السياق، أكد الرئيس المكلف سعد الحريري أنه "داعس بنزين على أعلى سرعة" لانجاز المهمة. اذ نقل عنه وفد من مجلس الاعمال اللبناني- السعودي برئاسة رؤوف ابو زكي زاره في بيت الوسط، متمنيا الاسراع في التشكيل، قوله "ان ذلك فعلا محتمل وهو "داعس بنزين على اعلى سرعة"، ويأمل ان يصار الى اختيار عناصر تتمتع بالكفاءة، حتى تتمكن الحكومة الجديدة من تولي المسؤوليات، والقيام بالمشاريع وخاصة ما هو مطروح في اطار مؤتمر"سادر" والتي ستكون موضع اهتمام ودرس سواء من قبل الحكومة او القطاع الخاص".
خلوة التيار: في غضون ذلك، أكد رئيس "تكتل لبنان القوي" وزير الخارجية جبران باسيل في جلسة افتتاح الخلوة التي يعقدها التكتل في زحلة أن "خطنا السياسي واضح، تكتل داعم لرئيس الجمهورية ميشال عون، وان نواكبه وننفذ خطاب القسم والبيان الوزاري للحكومة وعلينا مسؤولية أن ننفتح على الجميع وان نكون جسر التواصل بين الجميع". وأشار إلى أن "ثوابتنا السياسية الاساسية ان هناك قوى سياسية نعمل معها لا سيما حزب الله الذي سنحارب معه الفساد، ومع تيار المستقبل سنبني الدولة والاقتصاد، وهناك حرص على المحافظة على المصالحة والهدوء والتآخي والسلام في مجتمعنا ومع القوات اللبنانية، ومهما تعرضنا للاساءة ان نكمل في هذا المسار".
مهمات جسام: في المقابل، اكد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع "اننا ان لم نقم كقيادة حزبية ونواب وأصدقاء بالتغيير المطلوب في البلاد فإن هذا التغيير لن يحصل واقول ذلك بكل صراحة وراحة ضمير واسف"، مشيراً خلال عشاء تكريمي في معراب على شرف "تكتل الجمهورية القوية"، الى "ان "هناك مهمات جساما ملقاة على عاتقنا وان نظرنا إليها لوجدنا أن حجمنا الكبير الذي نحن عليه ليس بكاف وحده لتحقيقها".
منبج: اقليميا، أعلنت الخارجية الاميركية ان الاتفاق مع أنقرة بشأن منبج في سوريا ينص على سحب وحدات حماية الشعب من المدينة إلى شرق الفرات. وفي ما يبدو تطبيقا للاتفاق الاميركي-التركي حول منبج، أفيد ان وحدات حماية الشعب الكردية سحبت مستشاريها العسكريين من المدينة. وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الموجود في واشنطن أعلن أن مقاتلي وحدات حماية الشعب سينزع سلاحهم لدى مغادرتهم مدينة منبج في شمال سوريا خلال عشرة أيام وسينفذ في غضون ستة أشهر، في إطار خريطة طريق متفق عليها مع الولايات المتحدة.
نتنياهو: على صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إعلان إيران عزمها على زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم ليس مفاجأة لإسرائيل"، مجددا التعهد بمنعها من حيازة قنبلة نووية. ولفت من باريس، ثاني محطة في جولته الأوروبية الى ان "قبل يومين أعلن آية الله خامنئي، زعيم إيران، عزمه على تدمير دولة إسرائيل. وأمس قال كيف سيفعل ذلك، عن طريق التخصيب بلا حدود من أجل إنتاج ترسانة من القنابل النووية. لم يفاجئنا الأمر ولن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية".