May 29, 2018 4:45 PM
تحليل سياسي

السعودية ترد على ماكرون: لم نحتجز الحريري وكلامك غير صحيح
غارات على القصير واجتماع روسي-اميركي- اردني لجنوب سوريا

المركزية- اما وقد زار الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي يطير، وفق معلومات "المركزية" الى المملكة العربية السعودية مساء على الارجح في زيارة تستمر اياما عدة،  قصر بعبدا واجرى عملية مسح اولي مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لمطالب القوى السياسية التي استمع اليها في استشارات التأليف امس، لاحت في الافق الخارجي بوادر ازمة سعودية- فرنسية محورها لبنان، على خلفية حقبة استقالة الرئيس الحريري، اذ ردت المملكة على كلام الرئيس ايمانويل ماكرون في شأن "احتجازه في المملكة" بالاشارة الى ان كلامه غير صحيح.

نفي سعودي: فقبيل لقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الرئيس ماكرون في الاليزيه في الرابعة بعد ظهر اليوم، ردت السعودية على موقف "تلفزيوني" للرئيس الفرنسي تحدث فيه للمرة الاولى عن "احتجاز الرئيس الحريري في المملكة، حيث نقلت وكالة "واس" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية "أن ما ذكره الرئيس الفرنسي كلام غير صحيح". وذكّر المصدر بأن المملكة، كانت ولا تزال تدعم استقرار وأمن لبنان وتدعم دولة الرئيس الحريري بالوسائل كافة، وقال: إن كافة الشواهد تؤكد بأن من يجر لبنان والمنطقة إلى عدم الاستقرار هو إيران وأدواتها مثل ميليشيا حزب الله الإرهابي المتورط في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري وقتل مواطنين فرنسيين في لبنان، إضافة إلى مد إيران للميليشيات الإرهابية بما فيها ميليشيات الحوثي بالأسلحة والصواريخ الباليستية التي تستخدمها ضد المدن السعودية". وشدد على "أن المملكة تتطلع للعمل مع الرئيس الفرنسي لمواجهة قوى الفوضى والدمار في المنطقة وعلى رأسها إيران وأدواتها.

توزيع الحصص: اما في الداخل، فشهد المسرح السياسي هدوءا تاما ترقبا لنتائج زيارة الرئيس الحريري الى بعبدا بعدما بحث مع الرئيس عون في الخطوط العريضة لحكومة العهد الاولى من زاوية كيفية توزيع الحصص قبل اسقاط الاسماء على الحقائب في مرحلة لاحقة. واشارت مصادر مطّلعة لـ"المركزية" الى ان مسار التشكيل انطلق في مرحلته الاولى من خلال اتصالات يجريها الرئيس المكلف مع الاطراف كافة بهدف تلبية اكبر قدر من المطالب النيابية في التمثيل الحكومي مستندا الى القواعد التي سيعتمدها بالاتفاق مع الرئيس عون.

وزراء الرئيس : وفي السياق، أكدت مصادر مطلعة على مواقف رئيس الجمهورية ان من حق الرئيس ان يكون له وزراء يمثلونه في الحكومة وحضور في السلطة التنفيذية كونه الوحيد الذي يقسم اليمين على صون الدستور والبلاد. ودعت عبر "المركزية" الى الفصل بين الرئاسة و"التيار الوطني الحر"، حيث لكل موقعه وتمثيله وهو ما يحرص عليه الرئيس عون منذ وصوله الى سدة الرئاسة. وسألت ألا تريدون لرئيس الجمهورية ان يكون الحاكم المنزه والمجرد من كل غاية ومنعة شخصية وسياسية وتستكثرون في الوقت نفسه ان يكون له من الوزراء من يعاونه ويدعم مواقفه في مجلس الوزراء؟ ولماذا اليوم الخروج عن التقليد والعرف الذي اتبع ما بعد الطائف؟ الم يكن للرؤساء الياس الهراوي واميل لحود وميشال سليمان تمثيلهم الوزاري في الحكومات التي تعاقبت على البلاد وكيف يكون لرئيس البلاد تأثير في القرار داخل مجلس الوزراء وهو لا يصوت بل يحضر.

تحجيم لا عزل: في الاثناء، ومع ارتفاع وتيرة الحديث عن محاولة عزل لحزب القوات اللبنانية، استغربت اوساط معراب عبر "المركزية" محاولة البعض تحجيمها، رافضة الكلام عن عزلها، لان الامر غير ممكن. وقالت ان اتصالات تدور بين اكثر من طرف لقطع الطريق على هذه المحاولة، فالعهد الذي يشكل الحزب احد اعمدته الاساسية لا يمكن ان يستمر الا بمنطق الشراكة الذي شكل اساسا لانطلاقته القوية.

"المستقبل" مرتاحة: وسط هذه الاجواء، استقبل الرئيس الحريري حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وبحث معه شؤونا مالية واقتصادية، قبل ان يرأس اجتماعا لكتلة "المستقبل" النيابية التي عبّرت عن ارتياحها لنتائج المشاورات الاولية مع الكتل النيابية، والتوجهات المعلنة في شأن تشكيل الحكومة"، مشددةً على "اهمية تضافر كل الجهود لتسهيل مهمة الرئيس المكلف، والتوصل الى تشكلية وزارية تترجم نتائج الانتخابات والإجماع الوطني على اهمية التضامن لمواجهة الاستحقاقات الداهمة على المستويين الاقتصادي والاقليمي".

جديد نفطي: في المقابل، وفي حين يفترض ان يحتل التنقيب عن النفط جزءا واسعا من اهتمامات الحكومة المقبلة،أعلن وزير الطاقة في حكومة  تصريف الاعمال سيزار ابي خليل انه وافق أمس على خطتي الاستكشاف في بلوك رقم 4 ورقم 9 ، لافتا الى أن اليوم تبدأ المرحلة الأولى من الاستكشاف التي ستمتد على فترة 3 سنوات. ولفت في مؤتمر صحافي حول آخر المستجدات في قطاع النفط، الى أن الجدول الزمني الذي يفضي إلى حفر أول الآبار في 2019 يتطلّب إنجاز كل الخطوات بدون تأخير مع الوزارات الأخرى، موضحا أن مواقع الحفر تمّ اختيارها بهيكليات بحسب أعلى نسبة وأكبر احتمال للاكتشاف التجاري. وأكد أن إطلاق دورة التراخيص الثانية ستتطلب نحو ١٢ شهراً وسنلزّم عدداً آخر من البلوكات، لافتا الى أنه سيتمّ التحضير لدورة التراخيص الثانية خلال الأشهر الستة المقبلة لإطلاقها في أواخر العام 2018 وبداية العام 2019.  وقال "نريد إنتاج النفط والغاز ولا نريد إحداث أيّ ضرر بالبيئة وهناك تحضير لقاعدة لوجستية لخدمة الحقول النفطية".

يجهلون نوايا النظام؟: من جهة ثانية، لم تمر الرسالة التي وجهها وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل الى نظيره السوري وليد المعلم والى الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس منذ ايام في شأن القانون السوري رقم 10، مرور الكرام في "المختارة". فقد غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط قائلا "القانون 10 هو استكمال تدمير سوريا من قبل النظام ومن قبل داعش وهما وجهان لعملة واحدة". وأضاف غامزا من قناة الوزير باسيل من دون ان يسميه "يقوم البعض من موقع التغطية على حقيقة النوايا بالاتصال بالمعلم في سوريا وبغوتيرس في الامم المتحدة مستوضحا حول القانون رقم ١٠. ماذا يريد هذا البعض الذي يتظاهر بجهله حول نوايا النظام"؟

إخلاء الحاج: على صعيد آخر، سجّل تطور قضائي لافت في الملف الذي عرف بـ"عيتاني – الحاج". فقد وافق قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا على تخلية سبيل المقدم سوزان الحاج  التي كانت اوقفت في آذار الماضي على خلفية فبركة ملف زياد عيتاني الذي اتهم بالتعامل مع الموساد الاسرائيلي. وأفيد ان ابو غيدا اخلى سبيل الحاج بسند اقامة واصدر قرارا اتهامياً بحقها وأحالها الى المحكمة العسكرية. واذ منع المحاكمة عن الممثل زياد عيتاني، اتهم المقرصن ايلي غبش والمقدم الحاج بارتكاب جناية وفق المادة 403 من قانون العقوبات التي تصل الى 10 سنوات سجن، على أن تتم محاكمتهما أمام المحكمة العسكرية. وقد أبقى أبو غيدا على غبش، موقوفا. كما تضمن القرار دفع كفالة ومنع سفر.

اجتماع ثلاثي: اقليميا، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف قوله إن روسيا والولايات المتحدة والأردن اتفقت على عقد اجتماع في منطقة "خفض التصعيد" في جنوب سوريا. وكانت روسيا قالت أمس ان الجيش السوري وحده من يجب أن يكون على الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن وإسرائيل، وذلك بعدما حذرت واشنطن من "إجراءات حازمة" ردا على انتهاكات الهدنة في المنطقة.

غارات على القصير: وليس بعيدا، أفاد ناشطون عن سماع دوي انفجارات عنيفة في قرية الغسانية قرب منطقة القصير في ريف حمص الغربي في سوريا، فجرا. وتحدثت الأنباء عن غارات إسرائيلية استهدفت مواقع حزب الله قرب القصير، مشيرة الى "مقتل عدد من عناصر حزب الله من بينهم قيادي في القصف".

حركة اسرائيلية: من جهته، ومواصلةً لجهود اسرائيل على خط "استنهاض" همم الدول الكبرى و"تأليبها" ضد طهران، يتوجّه وزير الدفاع الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى موسكو غداً للاجتماع مع نظيره الروسي سيرغي شويغو، ومناقشة الوجود العسكري الايراني في سوريا، في حين يزور رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أوروبا الاسبوع المقبل، ويتنقل بين ألمانيا وفرنسا وقد يعرّج على بريطانيا ايضا، بين 4 و6 حزيران المقبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o