شروط الثنائي الحكومية: "المال" والمعادلة الذهبية وتوزير "سنّي"
طهران لموسكو: لا أحد يستطيع اخراجنــــا من سوريا
بومبيو: عقوبات ستجعل ايران تكافح لمجرد البقـــــاء

المركزية- على مشارف مرحلة سياسية جديدة يتهيأ لبنان الرسمي لولوجها من بوابة انجاز استحقاقاته الدستورية برلمانيا وحكوميا، رسمت المداولات المبدئية صورة اولية ايجابية عما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع والعلاقات بين القوى السياسية، مع انطلاق الساعة الصفر ليلا حينما تبدأ ولاية مجلس نواب الـ 2018، وتتحول حكومة "استعادة الثقة" التي عقدت آخر جلساتها بصلاحياتها كاملة الى تصريف الاعمال. ذلك ان تقدما

ملحوظا في الخطوط العامة طرأ في الساعات الاخيرة، عبّد طريقه رئيس تكتل لبنان القوي وزير الخارجية جبران باسيل في حديثه "الودي" عن عدو الامس السياسي اللدود رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اكدت مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" انه مطلوب كمقدمة لجملة خطوات تبدأ غدا مع اعلان التكتل تبني التصويت للرئيس بري لولاية رئاسية مجلسية جديدة تسقط سيناريو "رد الكيل"، قبل ان يزور باسيل عين التينة في زيارة طال انتظارها من شأنها ان تعيد بعضا من المياه الى مجاريها بين الرجلين، ولو ان الكيمياء المفقودة باقية على حالها.

واذا كان عبور الاستحقاقات المجلسية مسهّلا وسلسا في ظل توافق على اعادة انتخاب الرئيس بري وارجحية استعادة النائب ايلي الفرزلي موقعه في نيابة الرئاسة وشبه اتفاق على اعضاء هيئة مكتب المجلس، حيث افادت المعلومات ان توزيع الحصص قد يبقى على حاله في حين يستبدل النائب انطوان زهرا بآخر يراعي الخصوصية القواتية المناطقية، فإن الاستحقاق الحكومي قد لا يكون بهذه الدرجة من السلاسة في ضوء المطالب والشروط المعهودة للقوى السياسية عند كل تشكيل.

شروط الثنائي الحكومية: وفيما رجحت المعلومات تحديد موعد الاستشارات اعتبارا من الاثنين المقبل، اثر عودة الرئيس سعد الحريري من زيارة للخارج (باريس والرياض)، اكدت مصادر نيابية في كتلة التنمية والتحرير لـ "المركزية" ان على المستوى المجلسي فإن "انتخاب الرئيس بري سيكون  بالتزكية نظرا للاجماع الوطني الذي يحظى به من الكتل والنواب، (علما ان الكتل النيابية تعقد اجتماعات متتالية اعتبارا من عصر اليوم لتحديد مواقفها في هذا الشأن)، اضافة الى كونه المرشح الوحيد لنواب حزب الله وحركة أمل. وافادت ان "الثنائي" مصر على تضمين البيان الوزاري للحكومة الجديدة كلمة "مقاومة"، اي معادلة "الجيش والشعب والمقاومة"، واشارت الى "ان بعد انتخاب الرئيس بري لرئاسة المجلس سيسمى الرئيس الحريري لرئاسة الحكومة. لذا يطالب نواب الطرفين وقيادتيهما السياسية بالاسراع في تشكيل الحكومة نظرا للظروف المحيطة بلبنان والمنطقة.  واضافت ان "الرئيس بري والحزب مصران على وزارة المال للطائفة الشيعية واسنادها الى الوزير علي حسن خليل كونه نجح في هذه المهمة". وتوقعت "ان يشتد الكباش حول توزيع الوزارات الاساسية والخدماتية نتيجة التراشق السياسي بين جنبلاط – الحريري، والتيار الوطني الحر وبين جنبلاط وارسلان من جهة، وبين القوات والتيار الحر على توزيع الحقائب الوزارية من جهة اخرى. وان حزب الله مصر على توزير بعض حلفائه السنة الذين فازوا في الانتخابات، ومن بين الاسماء المطروحة عبد الرحيم مراد وأسامة سعد وفيصل كرامي وقاسم هاشم."

الجلسة الاخيرة: من جهة ثانية، وفي آخر ساعات من "عمرها" كحكومة "كاملة الاوصاف"، عقدت حكومة "استعادة الثقة" جلسة ماراتونية لكن "هادئة"، اغتنمتها لتمرير الكمّ الاكبر من القرارات والمراسيم، محاوِلة البت في قضايا دسمة، منها ما "يجرجر" على جدول أعمالها منذ أشهر، كملف الكهرباء. وفي الجلسة الاخيرة التي عقدت في قصر بعبدا، شكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس الحريري والوزراء على ما تحقق خلال ولاية الحكومة من منجزات، متمنيا أن يمارس الوزراء تصريف الأعمال بمسؤولية والتركيز على تسهيل الأمور الإدارية وتسهيل معاملات المواطنين. وعرض لأبرز إنجازات الحكومة والقوانين التي أقرت ومنها اقرار الموازنة، قانون الانتخابات واجراؤها، التشكيلات قضائية، التعيينات الادارية، واطلاق مسار التنقيب عن الغاز والنفط، متمنيا على الرئيس الحريري أن تقدم الحكومة تقريرا بالأعمال التي حققتها وتطلع المواطنين عليها.

دعم فرنسي للبنان: أما سياسيا، فأطلع الرئيس عون مجلس الوزراء على لقائه مع مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جيروم بونافون، وقال إنه نقل مواقف ايجابية لجهة الدعم الفرنسي للبنان وأبرز ما قاله أن بلاده لا تتبنى الموقف الصادر عن مؤتمر بروكسيل حول النازحين. واعتبر أن الموقف الفرنسي يؤشر الى أن الموقف اللبناني بدأ يلقى صدى ايجابيا يرتكز على الموقف اللبناني لجهة عودة النازحين.

مقررات: وحتى صدور هذه النشرة، كانت أبرز مقررات الحكومة على الشكل التالي: توقيع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير التربية والوزراء المعنيين، مرسوم تعيين المجالس التحكيمية التي تبت في النزاع بين المدارس والاهل والنقابات. إقرار مجلس الوزراء حق العاملين في المستشفيات الحكومية بسلسلة الرتب والرواتب، حيث اشار وزير الصحة غسان حاصباني الى ان "المجلس ثبّت قراره المبدئي السابق لاعطاء موظفي المستشفيات الحكومية سلسلة الرتب والرواتب". كما تم تشكيل لجنة وزارية تضم وزراء: الاعلام والشباب والرياضة والاتصالات لمتابعة المفاوضات مع شركة "سما" لنقل المونديال على شاشة تلفزيون لبنان، على ان ترفع تقريرا لرئيس الحكومة قبل الخامس من حزيران. وقرر المجلس أيضا، حفظ حق الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية. وجدد مجلس الوزراء تعيين روني لحود رئيسا لمجلس ادارة ومديرا عاما للمؤسسة العامة للاسكان. كما وافق على اطلاق مناقصة جديدة عبر ادارة المناقصات لتأمين 850 ميغاوات.

حكومة "التحديات والاصلاحات": وفي المواقف من شكل الحكومة ودورها، ناشد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اثر لقائه الرئيس عون في قصر بعبدا مودعا عشية سفره الى فرنسا تلبية للدعوة الرسمية التي وجّهها اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والتي ستشهد حفاوة بالغة بالضيف اللبناني، الكتل النيابية والمسؤولين الى الاسراع في تشكيل الحكومة كي تكون على مستوى التحديات الكبرى. وهي تقتضي اصلاحات جرى الكلام عنها في مؤتمرات روما وباريس وبروكسل"، مشيراً الى رغبة رئيس الجمهورية "الا تكون هناك عراقيل بوجه التأليف لان الحكومة يجب الا تكون عادية بل على مستوى التحديات التي يواجهها لبنان"، مؤكداً "ان ليس امامنا الا وحدتنا والتفافنا حول بعضنا ووضع المصلحة العامة فوق كل مصلحة اخرى".

ايران تتحدى روسيا! اقليميا، وفي اول موقف رسمي علني من طهران حول الصراع مع موسكو على سوريا، ردَ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، على إعلان روسيا حول ضرورة خروج إيران وميليشياتها من سوريا، بأن لا احد يستطيع إخراج إيران من سوريا"، موضحاً "ان تواجدنا الاستشاري في سوريا سيستمر ما دام هناك طلب من حكومتها"، ومؤكداً "ان ليس بإمكان احد ان يُرغم إيران على القيام بعمل ما، فإيران دولة مستقلة تتابع سياساتها على اساس مصالحها"، ومعتبراً "ان الذين يجب ان يخرجوا من سوريا هم الذين دخلوها من دون اذن حكومتها".

وليس بعيداً، اشار ناشطون الى "ان انفجارات قوية هزّت غرفة عمليات إيرانية في مقر إدارة الحرب الإلكترونية، جنوبي العاصمة السورية دمشق في منطقة نجها.

بومبيو والاستراتيجية: في المقابل، اطلّ وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو مطلقا الاستراتيجية الأميركية الجديدة للتعامل مع إيران بعد انسحاب بلاده من الاتفاق النووي فأكد ان الاتفاق أخفق في ضمان أمن الأميركيين، والتوسع الإيراني في المنطقة زاد بعد توقيعه. واذ اشار الى اننا لن نسمح لإيران بأن تسيطر على الشرق الأوسط وسنطبق عقوبات عليها هي الأقسى في التاريخ، قال "العقوبات التي سنفرضها ستجعل ايران تكافح لمجرد البقاء". وسأل هل الشعب الإيراني يرضى بأن يكون مع حزب الله وحماس والحوثيين؟ واعتبر ان حزب الله مدجج بالسلاح بسبب إيران ويوجه سلاحه باتجاه إسرائيل، موضحا ان على طهران وقف دعم حزب الله وطالبان، وحدد جملة شروط قال ان ايران اذا التزمت بها سنكون مستعدين لرفع العقوبات وتطبيع العلاقات التجارية.