Aug 20, 2021 2:55 PM
خاص

الانسحاب الاميركي من افغانستان...خطوة مثلثة الاهداف والاضطراب مطلوب

المركزية-يخطئ من يعتقد ان ما يدور حول العالم من احاديث وما يصدر من مواقف متفاجئة بما فعلت ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن في افغانستان لجهة تسليم البلاد الى حركة طالبان الجهادية المتطرفة حقيقي يلامس الواقع، او خطأ ارتكبته واشنطن او خيانة لشعب وقف معها على مدى عقدين من الزمن او حتى سقطة لم تتمكن من تلافيها. ويخطئ ايضا من يظن ان ما اعلنته الدول الحليفة للولايات المتحدة الاميركية عن صدمة تلقتها بالخطوة هذه وانزعاجها من عدم التشاور معها مسبقا، وابلاغها بالامر بعد يوم او يومين عبر اتصالات هاتفية جرت بين القادة والمسؤولين الاميركيين ومن يدور في فلكهم. ذلك ان كل ما جرى كان مدروسا ومخططا له واهدافه محددة بدقة، بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية غربية متابعة لدقائق الوضع في المنطقة لـ" المركزية"،والاجراء الاميركي يشكل ترجمة عملية لما قاله مستشارالامن القومي للرئيس جيمي كارتر زبيغنيو بريجينسكي (1977-1981) عن "ان محاربة بعض الانظمة يتم من خلال الدين" .فالمُراد  فعليا والهدف الاميركي الاساس هو اقامة دولة طالبان المتطرفة سنيا على حدود دول عنصرية كايران (تطرف شيعي)  التي تمتد حدودها معها على مساحة 920 كلم وباكستان (تطرف سني)وحدودها بطول 2200 كلم وغيرها، من اجل خلق اضطرابات في الشرق الادنى، وتحديدا في الصين،العدو اللدود لواشنطن، من خلال ملف مجموعة الايغور الموجودة بقوة داخل الدولة الاسيوية العظمى، وهي اقلية سنية من اصول تركية لها دورها وثقلها في فريق الاقليات في الصين، التي تتشارك الحدود وافغانستان بطول 76 كلم،اضافة الى الحدود المشتركة مع ثلاث دول هي تركمانستان، أوزباكستان وطاجيكستان الممتدة على مساحة 2300 كلم مع افغانستان  والتي تشكل زنارا جغرافيا خلفيا لروسيا.

توضح المصادر ان الولايات المتحدة التي تقدم مصالحها، لا سيما التجارية، على كل ما عداها من مصالح ، مهدت لخطوتها هذه منذ زمن وجهّزت الارضية في كابول، بما يلزم لاستهداف ثلاثي يطال من يهدد مصالحها في المنطقة، الصين وايران وروسيا. لكن السؤال الابرز يتمثل في مدى قبول الدول الثلاث بالواقع المستجد الذي يشكل خطرا  داهما عليها وعلى مشاريعها الحيوية، وسط خشية من مواجهة طالبان والانغماس في وحول لم تنجُ منها اي دولة تورطت هناك حتى اليوم.

وتعرب المصادر عن خشيتها من ان تتحول منطقة الشرق الادنى الى ساحات مواجهة  وصراع دولي اقليمي وتبادل رسائل نارية على غرار منطقة الشرق الاوسط الملتهبة التي تظهر آخر الدراساتان لم يعد من حاجة لاستخدامهابعدما ادت، على مدى عقود، الاغراض الاقليمية والدولية المطلوبة منها ووجهت رسائلها الساخنة عبر اسرائيل، وهي تتجه راهنا نحو الاستقراروالسلام مع انطلاق مشروع التطبيع بين اسرائيل والدول العربية لتعزيز السلام. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o