May 08, 2021 7:14 AM
صحف

فرنسا تلوم الجميع: لا محاباة لزعيم لبناني بعد الآن الإجراءات تستهدف الرؤوس الكبيرة!

هدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان بتكثيف الضغط على الساسة اللبنانيين واتهمهم “بالانتحار الجماعي” لتقاعسهم عن إخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية الكبيرة.

وبدا واضحا، استنادا إلى أوساط سياسية لبنانية، أن لودريان يقصد كل الطبقة السياسية اللبنانية، وأن باريس تلوم الجميع، وأنها ترفع شعار لا محاباة لأي زعيم لبناني بعد الآن.

وأشارت الأوساط اللبنانية إلى أن زيارة لودريان هذه المرة مختلفة بشكل كامل، وأن لقاءاته بالرؤساء الثلاثة كانت باردة، وأنه استمع إلى مبرراتهم أكثر من أن يتحدث إليهم، وأنه حمّلهم مسؤولية إفشال مبادرة فرنسا لتشكيل حكومة اختصاصيين في لبنان.

ويبدو أن المسؤول الفرنسي لم يستوعب بعد كيف أن كلاما قيل الصيف الماضي لم يجد مجالا للتطبيق ونحن على أبواب الصيف التالي، وأن المسؤولين اللبنانيين لا يشعرون بقيمة الوقت وحجم استمرار الأزمة لأشهر إضافية على حساب أزمة اقتصادية واجتماعية حادة ستزيد من معاناة اللبنانيين.

ولم يتطرق وزير الخارجية الفرنسي في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين إلى المشكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان والمتمثلة في هيمنة حزب الله وإيران على البلاد.

وقال جان إيف لودريان للصحافيين الجمعة إنه يجب على فرنسا، التي قادت جهود تقديم المساعدات الخارجية للبنان، أن تتحرك لمواجهة المأزق السياسي، بعد أشهر من محادثات تشكيل الحكومة الجديدة التي وصلت إلى طريق مسدود.

وأضاف أنه إذا استمر هذا الوضع فستكون هناك إجراءات عقابية صارمة، على المستوى الفرنسي وربما على مستوى الاتحاد الأوروبي، ضد المسؤولين اللبنانيين الذين يعرقلون سبيل الخروج من الأزمة.

ولم يرد لودريان على أسئلة حول توقيت فرض تلك الإجراءات أو الأشخاص الذين ستستهدفهم.

وكان لافتا تأكيد لودريان أن بلاده بدأت تنفيذ إجراءات تقييدية ضد شخصيات لبنانية مسؤولة عن الانسداد السياسي الحالي، وأنه يمكن تشديد تلك الإجراءات بدعمها بأدوات ضغط أوروبية، وهي رسالة واضحة تفيد بأن الأمر ليس موقفا فرنسيا يمكن تجاوزه بالرهان على عامل الوقت، وأن العقوبات قد تتوسع لتصبح موقفا أوروبيا جماعيا.

وتساءل النائب في البرلمان اللبناني أنور الخليل عما إذا كانت الرسالة الحازمة من وزير الخارجية الفرنسي إلى السياسيين اللبنانيين المعرقلين لتشكيل الحكومة قد أظهرت أن المجتمع الدولي، أقله فرنسا، يرى أن لبنان مصاب بانفصام الشخصية؟

وما لم يفهمه المسؤولون الفرنسيون، وعلى رأسهم الرئيس إيمانويل ماكرون، هو كيف يمكن لمسؤولين لبنانيين أن يتسابقوا لإظهار تبنيهم للمبادرة الفرنسية وإظهار الحماس لتنفيذها واعتبارها حلا سحريا لأزمات لبنان ثم يتركون تلك التعهدات وراء ظهورهم بمجرد انتهاء تلك اللقاءات؟

وعبر الخليل عن أمله في أن تكون رسالة لودريان هي ما يحتاجه المعرقلون لأجل شفائهم من هذه الازدواجية.

وقال لودريان في تصريحات للصحافيين غداة سلسلة لقاءات عقدها في بيروت، أبرزها مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، “من الملحّ بالفعل إيجاد سبيل للخروج من المأزق السياسي الراهن”.

واعتبر أنه “حتى اليوم لم يرتق اللاعبون السياسيون إلى مستوى مسؤولياتهم ولم يبدأوا العمل جديًّا لتعافي البلاد بسرعة”، محذرا من أنه “إذا لم يتحركوا الآن بمسؤولية فعليهم أن يتحمّلوا عواقب هذا الفشل” بحسب "العرب اللندنية".

الى ذلك كشف مصدر سياسي مواكب للأجواء التي سادت لقاءات وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في بيروت ل"الشرق الأوسط"، أنه انطلق في محادثاته من قرار أوشكت باريس على اتخاذه ويقضي بتعليق اعترافها بالقوى السياسية المنتمية إلى المنظومة الحاكمة أو الطبقة السياسية لمصلحة الأحزاب والهيئات الممثِّلة للمجتمع المدني بصرف النظر عمّا لديها من ملاحظات تكمن في عدم قدرتها على توحيد قواها والتوجُّه إلى اللبنانيين ببرنامج عمل للمرحلة الراهنة استعداداً لخوضها الانتخابات النيابية التي يجب أن تجري في موعدها في الربيع المقبل لأن الفرصة متاحة أمامها لإحداث تغيير يدفع باتجاه إعادة تكوين سلطة جديدة شرط أن تخوضها بلوائح موحدة.

ولفت المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن لودريان أشاد بحيوية المجتمع المدني الذي أثبت وجوده منذ أن انطلقت الانتفاضة الشعبية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وإن كان أخذ عليه تراجعه بسبب عدم قدرته على توحيد صفوفه بإنتاج برنامج عمل يشكل نقطة ارتكاز للانطلاق في مواكبته للتطورات الجارية في لبنان، خصوصاً بعد الانفجار الذي استهدف مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) 2020.

وأكد المصدر نفسه أن لودريان، كما نُقل عنه، حضر إلى بيروت خصيصاً للتضامن مع اللبنانيين من خلال الهيئات المنتمية إلى المجتمع المدني، وأن لقاءاته مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ما هي إلا لقاءات بروتوكولية وإنما ليست من باب المحاباة بمقدار ما أن موقعهم الدستوري استوجب الاجتماع بهم، مع أنه تحدّث معهم بلغة واحدة وبموقف موحّد.

ورأى المصدر أن لودريان شدّد على أن الإجراءات والتدابير التي لوّحت بها باريس ضد من يثبت عرقلتهم وتعطيلهم لتشكيل الحكومة أو ضلوعهم في الفساد ستوضع على نار حامية للبدء بتنفيذها ملوّحاً في نفس الوقت برزمة جديدة من الإجراءات يجري التداول فيها بين باريس وواشنطن ولندن ودول الاتحاد الأوروبي للضغط على من يعرقل تشكيلها بغية وضعه أمام أمر واقع لا مفر منه يراد منه سحب الشروط التي تعيق ولادتها.

ومع أن لودريان لم يكشف، كما يقول المصدر، عن أسماء المشمولين بالدفعة الأولى من الإجراءات فإنه لمح في مجالسه الخاصة بأنها تستهدف الرؤوس الكبيرة في بعض الأحزاب المنضوية في المنظومة الحاكمة أو الطبقة السياسية.

كما أن لودريان أبلغ من التقاهم، وتحديداً الرؤساء الثلاثة، بأن لا جدوى من مراجعة هذه الدولة أو تلك أو اللجوء إلى جهات دولية للاستعانة بها لأنهم سيكتشفون أن لا بديل عن المبادرة الفرنسية، رغم أنه لم يسمع منهم ما يوحي بأن لديهم رهانات أخرى، وهذا ما سمعه بصراحة من الحريري الذي أبلغه لدى اجتماعه به في قصر الصنوبر وتحديداً لجهة تمسّكه بالمبادرة مجدداً، استعداده لتسهيل الالتزام بها عملاً لا قولاً بتشكيل حكومة مهمة باعتبار أنها الممر الإلزامي لوقف الانهيار في لبنان وصولاً إلى إنقاذه من الأزمات الكبرى التي تحاصره.

 

المصدر - العرب اللندنية

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o