3:37 PM
خاص

"حركة النصر عمل" الحزب يستهدف اسامة سعد ولكن...انقلب السحر

نجوى ابي حيدر

المركزية- ليس جديدا القول ان التشرذم الذي تسبب به انكفاء تيار المستقبل السياسي ومغادرة رئيسه سعد الحريري لبنان بعد اعلان تعليق عمله السياسي الذي انطلق مع والده الشهيد رفيق الحريري منذ تسعينيات القرن الماضي، خلّف ندوبا عميقة في البيئة السنيّة التي وجدت نفسها مبعثرة تبحث عمن يقودها خصوصا مع ابتعاد المملكة العربية السعودية ، راعية الطائفة، نسبيا عن الساحة اللبنانية عموما وعن الاهتمام بوضع السنّة في لبنان خصوصا. الوضع هذا تنبّه اليه حزب الله الساعي الى توسيع دائرة بيكار قاعدته الشعبية خارج البيئة الشيعية لمحاولة اسباغ نفسه بطابع وطني، فوجد في غياب الزعامة السنيّة ارضا خصبة لمشروعه، بعدما شكل ما يعرف بسرايا المقاومة في بعض البيئات خارج طائفته وحاول تسويقها، حتى بين المسيحيين من خلال اغراءات مادية، الا ان مفعولها بقي ضعيفاً ولم تؤد الغرض.

السرايا واتباعها دخلت على خط الازمة الاقتصادية والاجتماعية في المناطق ذات الغالبية الفقيرة وتحديدا في طرابلس وبعض قرى عكار وشوارع بيروت، عن طريق توزيع المساعدات لاستمالة الشباب، لكنّ قيادات السنّة الروحية تنبهت للأمر وحاصرت مفعول السرايا الى حدّ كبير، الا ان حزب الله القابع خلف الكواليس لم يستسلم،فتوجّه، بحسب ما تقول مصادر سنيّة مطلعة على الوضع هذا لـ"المركزية"  الى صيدا، بوابة الجنوب بما ترمز اليه، وبخصوصيتها المعروفة، محاولا استمالة نائبها السنيّ العروبي اسامة سعد من بوابة المقاومة التي يتشارك واياه الرؤية نفسها تجاه القضية الفلسطينية، لكنّ النائب المشاكس ابن الزعيم الناصري مصطفى سعد، رفض الخضوع والانحراف عن خط والده. فكان ان دان اعتداءات الحزب على صيدا في أيار عام 2008، و محاولات السيطرة عسكرياً على المدينة، من خلال سرايا المقاومة في مناطق تابعة للتنظيم، وصولا الى التصادم بين عناصرهما عام 2013، اضافة الى رفض سعد تدخل الحزب عسكرياً في حوادث عبرا، وفي اعقاب ثورة 17 تشرين وما تخللها من مناكفات مع مناصري الثنائي. وفي الانتخابات النيابية الاخيرة رفض الاقتراب من الحزب والترشح على اللائحة المدعومة من الثنائي ،كما التحالف مع شخصية سنية صيداوية محسوبة عليه.وعلى رغم اتباع وسائل الترغيب والترهيب لإعادته الى "حظيرة" محورالمقاومة ، لم يبدّل رئيس التنظيم موقفه، وأصرّ على البقاء الى جانب ناسه، بعيدا من احزاب السلطة وتحالف مع الدكتور عبد الرحمن البزري، فكان نصيبهما الفوز،رغم ضغط مورس لإسقاطه .

ازاء الواقع هذا، قرر الحزب مواجهته بوسيلة جديدة ، فعمد الى استدعاء مجموعة من الكوادر السابقين أو المنشقين عن التنظيم الناصري، وفي مقدمهم نائب عرسال على لائحة الحزب ملحم الحجيري، الذي كان عضوا سابقا في اللجنة المركزية للتنظيم ، قبل ان تجمّد عضويته، ليعلنوا ولادة تيار ناصري جديد هو "حركة النصر عمل" التي ضمت هيئته التأسيسية، عضو الأمانة العامة للتنظيم علي الحر، محمد حمزه البزري، محمد البتكجي وخالد الغربي، المؤيدين لنهج المقاومة وقد ابتعدوا عن التنظيم على خلفية ابتعاد اسامة سعد عنها، مؤكدين في بيان التأسيس التزام "خيارِ المقاومة في لبنان وفي كل أرضٍ عربية، ومتبنين ثوابت الحزب ومحوره ودعوا الى  "الإنخراط في صفوفِ المقاومة في ميادينها المختلفة، وإلى قيام جبهة وطنية وقومية عربية تقدمية، يقع على عاتقها تغيير الأوضاع في الأقطار العربية المختلفة للإنخراط في المشروع المقاوم".

"حركة النصر عمل" الحديثة الولادة لم تستقطب ابناء صيدا الذين ينظرون اليها بريبة وشك وقد فهموا ان هدفها  "ضرب"التنظيم الناصري" ورئيسه وتحويل المزاج السني العام في المدينة والقضاء نحو تأييد حزب الله، لينعكس السحر على الساحر ، وبدل ان تؤذيه  ادت خطوة الحجيري ومن معه، بعدما استحصل على علم وخبر من وزارة الداخلية لانشاء "حركة النصر عمل" ، مدعوما من الحزب في الواجهة الخلفية، الى تعويم سعد.

المؤتمر الذي عقد في صيدا غاب عنه مسؤولو حزب الله بسبب الاوضاع المستجدّة ولاعتبارات امنية. الا ان المصادر تقول انه لما شعربفشل الخطوة لم يرد تبنيها، لكنه يبدو مصراً على استكمال العمل لتحقيق هدفه الكامن بوضع اليد على مدينة صيدا كونها بوابة الجنوب، وانه يسعى لتمديد نفوذه عبرايجاد حيثيات لشخصيات سنية في صيدا ،كما في طرابلس وبيروت ، وقد تنبهت الفاعليات السنية الى الخطة وهي لها بالمرصاد.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o