Apr 20, 2021 6:28 AM
صحف

الاتحاد الاوروبي بدأ بوضع آلية متدرجة للعقوبات... وواشنطن لن تكون متساهلة

 افاد مراسل "النهار" في باريس ان الاتحاد الأوروبي بدأ بدفع فرنسي وضع ‏الأسس لآلية عقوبات خاصة بلبنان كإنذار متقدم للضغط في اتجاه تشكيل حكومة جديدة. واعلنت الخارجية ‏الفرنسية في بيان صدر عنها امس "انه استكمالا لاجتماع مجلس الشؤون الخارجية الذي عقد في 22 اذار ‏الماضي، ذكر الوزير جان ايف لودريان نظراءه الاوروبيين بالضرورة الملحة لمساعدة لبنان على الخروج من ‏المازق السياسي والاقتصادي، من خلال تسريع وتيرة الجهود الاوروبية الرامية الى الضغط على المسؤولين ‏اللبنانيين عن التعطيل الراهن. وفي هذا السياق عرض مجلس الشؤون الاوروبية الوضع في لبنان خلال اجتماعه ‏امس فوزع الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية والامنية جوزيب بوريل على الدول الاعضاء ‏ورقة الخيارات التي اعدها جهاز العمل الخارجي داخل الاتحاد الاوروبي بناء لطلب فرنسي والماني. وخلاصة ‏مضمون الخيارات المطروحة امام وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي تحدد شروط تشكيل حكومة تنخرط مع ‏صندوق النقد الدولي لتنفيذ الاصلاحات المطلوبة باسرع وقت. اما في حال عدم تشكيل حكومة سيتم وضع ‏‏#العقوبات على مرحلتين اولا وضع نظام عقوبات خاص بلبنان وثانيا ادراج الاسماء المستهدفة والتي تعطل ‏عملية التاليف على لائحة العقوبات‎.‎

وتامل مصادر ديبلوماسية في ان "يؤدي وضع نظام العقوبات دوره وان يتراجع السياسيون عن التعطيل" اي ‏استجابة الطبقة السياسية للمطالب الدولية وتشكيل حكومة فاعلة قبل ادراج الاسماء لان هذه المرحلة ستؤدي الى ‏نقاش داخل المجموعة الاوروبية مضمونه "في حال وضع عقوبات على شخصيات تعطل #تشكيل الحكومة ‏ستطالب دول اوروبية وضعت "حزب الله" بشقيه العسكري والمدني على لائحة الارهاب بتنفيذ عقوبات عليه." ‏واي قرار اوروبي يحتاج الى اجماع الدول داخل الاتحاد الاوروبي واي خلاف سيعطل المبادرة الفرنسية التي ‏رمت كرة نار العقوبات في بروكسيل‎."‎

وتشير المصادر الى "ان بعض الدول الاوروبية تقول عمليا ان الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية المقبلة لم تعد ‏بعيدة، فاذا تعذر تشكيل حكومة يمكن اعادة احياء الحكومة المستقيلة وتفعيل عملها بانتظار الانتخابات البرلمانية ‏المقبلة لان البلد لم يعد بامكانه الاستمرار بدون حكومة وهو مهدد بالزوال‎."

بدورها، اعتبرت "الجمهورية" انّ اللافت للانتباه، ما نقله عاملون على خط ‏الوساطات الداخلية والخارجية، من اجواء وُصفت بغير مشجعة تجاه ‏لبنان، جراء التعاطي السلبي من قِبل بعض الجهات اللبنانية مع ‏الاستحقاق الحكومي والمبادرات الرامية الى إخراج لبنان من ازمته.‏ وبحسب هؤلاء العاملين، فإنّ هذه الاجواء عبّر عنها مسؤولون ‏فرنسيون كبار، اصطدموا بخذلان القادة اللبنانيين لهم، وممارستهم ‏النفاق السياسي بقطعهم التزامات وتعهدات فارغة، وهو ما سيكون له ‏الردّ المناسب في وقت قريب جداً.‏
وفي هذا السياق، اكّدت شخصية نشطت أخيراً على هذا الخط، انّها ‏تبلّغت من مستويات فرنسية رفيعة المستوى، انّ العقوبات ستظهر ‏في غضون ايام قليلة، وستكون قاسية جدًا وستقترن بخطوات ‏واجراءات مشدّدة على بعض الجهات.‏ وحرصت تلك الشخصية على عدم تسمية الجهات المشمولة ‏بالعقوبات، الّا انّها اكتفت بالتلميح الى انّها ستشمل عدداً من ‏الشخصيات، وليس مستبعداً ان تطال شخصيات سبق لها ان تعرّضت ‏لعقوبات.‏
‏ ‏
يتقاطع ذلك، مع ما كشفه مطلعون على الموقف الاميركي، لناحية ‏التأكيد على انّ العقوبات الاميركية على بعض الشخصيات في لبنان ‏واردة في هذه الفترة اكثر من اي فترة سابقة.‏
‏ ‏
ولفت هؤلاء، الى انّ زيارة مساعد وزير الخارجية الاميركية دايفيد هيل ‏الى بيروت، حملت رسالة واضحة من ادارة جو بايدن باستعجال الحل ‏الحكومي في لبنان، وتشكيل حكومة متوازنة سريعاً، ووقف سياسة ‏التعطيل التي تُتّبع من قِبل جهات تطرح شروطاً لا تنسجم والواقع ‏الصعب الذي بلغه الوضع في لبنان. وقد اوصل هيل هذه الرسالة، ‏وعلى اللبنانيين ان يتلقفوا الفرصة التي تتيحها للتفاهم على حكومة، ‏والوقت ليس مفتوحاً لأي مماطلات او تضييع للوقت، حيث آن الأوان ‏لتشكيل حكومة وإجراء اصلاحات تلبّي طموحات الشعب اللبناني الذي ‏عّبر عن غضبه في انتفاضة 17 تشرين، ومطالبته بإصلاحات ومكافحة ‏الفساد، ومحاسبة الفاسدين.‏
‏ ‏
وماذا لو تجاهل اللبنانيون هذه الفرصة، يؤكّد المطلعون على الموقف ‏الاميركي: بالتأكيد أنّ واشنطن لن تكون متساهلة مع المعطّلين، ‏وبالتالي لن يكون هؤلاء بمنأى عن العقوبات.‏
 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o