Mar 29, 2021 9:05 AM
صحف

عون يتصلّب ولا استعجال في التأليف... فرصة لتقويم المواقف بانتظار نتائج "مجموعة المبادرات"

بدا من الواضح ان أزمة تاليف الحكومة الجديدة قد عادت عملياً في الأيام الأخيرة الى مربع الجمود الذي تراجعت معه، الى حدود بعيدة، الامال التي أنعشها التحرك الديبلوماسي الواسع الذي اضطلع به سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية، كما ما تردد عن مبادرة متجددة لرئيس مجلس النواب نبيه بري. ذلك ان الوقائع الثابتة للمجريات السياسية والديبلوماسية التي شهدتها الأيام الأخيرة عكست أولا تضخيم الكلام والرهانات على مبادرة للرئيس بري خصوصا من خلال تسريبات تحدثت عن صيغة مقايضة جرى تداولها بين بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري تتناول توسيع التركيبة الحكومية الى 24 وزيرا وتتناول تعديلات في الحقائب والاسماء ولا يكون فيها ثلث معطل لرئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه. وإذ ثبت ان لا صحة لهذه المزاعم فان أي مؤشرات لم تبرز حيال تحرك أي وساطة داخلية جديدة في ظل الواقع الشديد التوترالذي نشأ عقب انفجار الخلاف بين الرئيسين عون والحريري والذي لن يكون سهلاً ابداً القفز فوق تداعياته لمحاولة احياء أي وساطة داخلية قبل تبريد المناخ التصعيدي بحسب صحيفة "النهار".

عقوبات أميركية ـ أوروبية: ولم تشأ المصادر المتابعة التي تحدثت لـ"الجمهورية"، تأكيد او نفي المعلومات التي تحدثت عن احتمال فرض عقوبات أميركية ـ أوروبية مشتركة، على من سمّتهم التسريبات الأخيرة "المعرقلين" لتأليف الحكومة اللبنانية، كأحد الاقتراحات المتداول بها ما بين هذه العواصم وسفاراتها في بيروت. ذلك انّ هذا اللقاء الاوروبي ـ الاميركي لن يكون مناسبة للتطرق الى القضايا اللبنانية الداخلية والدخول في كثير من التفاصيل، بمقدار ما يمكن ان ترسمه من خطوط عريضة وعناوين كبرى للحراك الديبلوماسي في لبنان.
وتنتظر المراجع المعنية ما يمكن أن يسفر عنه هذا الاجتماع الاميركي - الاوروبي الذي سيُعقد افتراضياً اليوم في باريس، ويضمّ وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان ووزراء من الاتحاد الاوروبي من جهة، ووزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن من جهة ثانية، وسيتناول بعض القضايا الدولية، ولا سيما منها حصيلة الاتصالات الاوروبية الجارية مع طهران، وتلك التي تتصل بالأزمة القائمة بين واشنطن وبكين على خلفية العقوبات المتبادلة بينهما، كما بالنسبة الى ملف الصواريخ في كوريا الشمالية والملف النووي الايراني.

وفي الوقت الذي سُدّت فيه الطرق التي تربط بين قصر بعبدا و"بيت الوسط"، في انتظار إنجاز ما لم يُعرف بعد من سينجزه، أو حصول حدث ما سيفرض إعادة فتح خطوط التواصل بينهما، قالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية"، انّ "كل ما يُحكى عن مبادرات تُنسب الى هذا المسؤول او ذاك لا تعدو كونها مجرد افكار مشتتة لا ترقى الى مرتبة المبادرة".

وكشفت هذه المصادر، انّ عطلة نهاية الاسبوع شكّلت بالنسبة الى قصر بعبدا فرصة لتقويم المواقف وحركة الاتصالات التي شهدها الاسبوع الماضي، ولا سيما منها الحراك الديبلوماسي العربي والغربي، الذي لم ينته بعد الى أي مخرج او الى اي آلية يمكن ان تشكّل خريطة طريق الى الحل.

وأكّدت "أنّ الحديث عن مجموعة من المبادرات ليس في مكانه، وانّ قصر بعبدا ينتظر حصيلة الحملة الديبلوماسية التي اجراها، وشكّلت دافعاً الى مجموعة من الاتصالات التي توزعت بين اكثر من مقر وموقع وما يمكن ان تؤدي اليه".

وليس بعيدا، الأنظار مشدودة هذا الأسبوع إلى عاملين: العامل الأول يتعلق بتحرك السفراء العرب والأجانب غير المسبوق، في لقاءات واجتماعات لا تهدأ بين بعضهم أولاً ومع المسؤولين ثانياً، مستخدمين كل وسائل الضغط الممكنة لإخراج الحكومة من عنق الشروط والشروط المضادّة، ومتخوفين من انفجار اجتماعي وشيك يطيح الأخضر واليابس. ولكن، لا يمكن القول انّ هذا التحرّك قد فعل فعله حتى اللحظة، إلّا انّه يشكّل فرصة جدّية لإقناع أصحاب الشأن بأنّ لا مفرّ من التأليف، بغية تلافي الانفجار وتحقيق الإنفراج.

اما العامل الثاني، فيرتبط بالمبادرة التي بدأها رئيس مجلس النواب نبيه بري، والتي قيل انّها ترتكز على ثلاثية ترؤس الرئيس سعد الحريري للحكومة العتيدة، ومؤلفة من اختصاصيين، وأخذ هواجس الأطراف من دون ثلث معطِّل لأحد. ولا شك في انّ بري يتكئ ويستفيد من ثلاثة عناصر أساسية:

ـ العنصر الأول، يتعلق بكون مبادرته هي الوحيدة اليوم على الساحة، بعدما اصطدمت كل المبادرات الأخرى بجدار الحصص والمطالب. وعلى رغم من كونها لا تعطي اي فريق الثلث المعطّل الذي يمثل عقدة العِقد، إلّا انّها تأخذ في الاعتبار الفريق الذي يريد هذا الثلث، والمقصود العهد طبعاً، ما يعني البحث عن مخارج تزاوج وتوفِّق بين الثلث والهواجس التي قد تشكّل بديلاً معنوياً لا عملياً عن هذا الثلث.

- العنصر الثاني، يرتبط بكون مبادرته تتكئ على تحرُّك ديبلوماسي استثنائي، يشكّل قوة دفع لمساعيه من أجل ولادة الحكومة. وهناك تعويل ديبلوماسي على هذه المبادرة التي وصفت بالمتوازنة، وتشكّل حلاً معقولاً للخروج من الفراغ الحكومي.

- العنصر الثالث، يتصل بكون مبادرته تشكّل مبدئياً الفرصة الأخيرة بغية نقل لبنان من الانفجار إلى الانفراج، لأنّه في حال لم تسلك هذه المبادرة طريقها نحو التأليف، يعني انّ التدهور سيتواصل ويتسارع، وانّ لبنان سيكون أمام سيناريوهات رهيبة.

واشارت "الرأي" الكويتية الى ان الغموض بقي يلف الوقعَ الذي ستتركه محاولة رئيس البرلمان نبيه بري انتزاع توافُق صعب على صيغة حكومية من 24 وزيراً اختصاصياً من غير الحزبيين وعلى قاعدة 3 ثمانيات ومن دون ثلث معطّل لأي فريق

في سياق متصل، تتجه الأنظار الى المبادرة التي قد يخرج بها رئيس مجلس النواب نبيه بري عقب اللقاء الذي جمعه والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري في عين التينة، قبيل توجه الأخير الى الصرح البطريركي في بكركي للقاء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ، وكشفت المصادر لـ"نداء الوطن" أنّ "اللقاء الذي بري والحريري تمّ في خلاله عرض العقبات التي تعترض المسار الحكومي"، لافتةً إلى أنّ "بري عمد إلى طرح سلسلة من الأفكار القابلة للتسويق، مع ميل واضح لديه لتبني ذهنية "التسوية" التي طرحها رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، بما يقتضي توسيع التشكيلة الوزارية، مع تفضيل حكومة من 24 وزيراً خالية من الثلث المعطل وتضم أكبر شريحة تمثيلية للأحزاب بشكل يؤمن تغطية سياسية للقرارات الصعبة التي ستتخذها

في المقابل، استبعدت مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة عبر"اللواء" تظهير اي صيغة لحكومة تكنوسياسية كما يتم التداول فيها اعلاميا باعتبارها تشكل مخرجا من مأزق الأزمة الوزارية وقالت انه سبق أن طرحت مثل هذه الصيغة وسقطت لانها اولا تتعارض مع مضمون المبادرة الفرنسية وثانيا لانها تشكل استنساخا لصيغ حكومات الوحدة الوطنية السابقة التي فشلت فشلا ذريعا ولم يعد بالامكان تكرار تجارب فاشلة من جديد. وشددت المصادر على ان أي حكومة جديدة تتعارض مع مضمون المبادرة الفرنسية او تلتف عليها بشكل ما، لن تلقى تجاوبا من المجتمع الدولي لمساعدة لبنان على حل الازمة المالية ولن تستطيع القيام بالاصلاحات المطلوبة، وستكون شبيهة بحكومة حسان دياب المستقيلة التي بقيت تدور حول نفسها، وفشلت في مقاربة الازمة المالية والاقتصادية ولم يقابلها المجتمع الدولي بانفتاح وايجابية. وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن مبادرة رئيس مجلس النواب لا تزال أفكاراً ولم تتبلور وبالتالي لم تصبح في صيغة المبادرة مشيرة إلى أنه في الأساس تحدث بها النائب السابق وليد جنبلاط وقد فاتح رئيس الجمهورية بفكرة ال ٢٤ وزيرا وزار لاحقا الرئيس بري الذي لم يمانعها ولكن ليس هناك من هيكلية مبادرة حقيقية وكاملة كي تعرض على احد وهي لا تزال في إطار الكلام الإعلامي. اما مصادر مقربة من رئيس الجمهورية فأكتفت بالقول إن أي طرح رسمي لم تتبلغه بعبدا بعد.

الى ذلك لفتت مصادر مواكبة لـ"اللواء" إلى أن موضوع توسيع الحكومة كان في صلب اعتراض الرئيس المكلف وسألت هل انتفت أسباب الاعتراض حتى يعود ويقبل بها الرئيس الحريري معربة عن اعتقادها أنه ربما هذا الطرح في حال ترتيبه قد يشكل مدخل التسوية المطلوبة ولذلك هناك ترقب للتحركات المقبلة وكيفية بلورة هذه الأفكار وكيفية القبول بها من المعنيين والاسس المرافقة لها .

الاّ انه حتى الساعة، وبحسب "النهار"  لم تبرز أي مؤشرات حيال تحرك أي وساطة داخلية جديدة في ظل الواقع الشديد التوتر الذي نشأ عقب انفجار الخلاف بين الرئيسين عون والحريري والذي لن يكون سهلاً ابداً القفز فوق تداعياته لمحاولة احياء أي وساطة داخلية قبل تبريد المناخ التصعيدي.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o