Nov 02, 2020 9:38 AM
مقالات

أوباما أطلق شعار "الفوضى الخلاقة" و"الربيع العربي" صناعة الديمقراطيين

كتب عوني الكعكي: ما جرى في عهد الرئيس الاميركي السابق باراك حسين اوباما الذي تسلم ولايته في 20 كانون الاول عام 2009 والذي استمر حكمه حتى 2016 بقدوم ترامب وهزيمة هيلاري كلينتون... شيء قد لا يصدّق بالفعل... فهو صاحب المخطط التدميري للعالم العربي ساعدته في ذلك إسرائيل واللوبي الصهيوني، ما سهّل إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية.
فـ"الفوضى الخلاقة"، و"الربيع العربي" صناعة أوباما، كما هي «داعش» صنيعته ايضاً. ساهم أوباما وخطط في قتل اسامة بن لادن... كل هذه الاحداث غيّرت صورة الوضع في المنطقة، وأثرت على قدرات العالم العربي المالية والاقتصادية... كل ذلك كان بفعل مخطط جهنمي شرير، يبغي القضاء على العالم العربي وعلى المسلمين، من خلال تقسيم المنطقة بين كيانين تركي بقيادة الاخوان المسلمين، وإيراني يعكس نظام الملالي والتطرف الشيعي.
إنّ مؤامرة أميركية، بتمويل قطري، قادت دول وبلدان الشرق الاوسط الى سيناريو «الفوضى الخلاقة» عبر بوابة ما عُرف بـ»الربيع العربي»، مما بيّـن تمويل لجماعات متطرفة، وضرب استقرار دول والنيْل من عروش وجيوش، توالت تحركات إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، باستخدام المال القطري ومنابره الإعلامية، لتسقط المنطقة في أزمات لا تزال تحاول التعافي من آثارها.
الخطة الاميركية - القطرية في عهد إدارة أوباما كشفتها تسريبات البريد الالكتروني لـ هيلاري كلينتون خلال الانتخابات الاميركية عام 2016 التي خسرتها هيلاري.
لقد أعاد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب برفع السرية عن التسريبات، ملف البريد الإلكتروني الذي كانت تستخدمه وزير الخارجية السابقة، خصوصاً بعدما قال وزير الخارجية مايك بومبيو إنه سيتم الكشف عن تلك الرسائل ونشرها للعلن.
في عام 2016، لم تخفِ مؤسسة كلينتون أنها قبلت هدية قيمتها مليون دولار من قطر اثناء عمل كلينتون كوزيرة للخارجية من دون إخطار وزارة الخارجية حتى على الرغم من تعهدها بالسماح بمراجعة التبرعات الجديدة من الحكومات الاجنبية.
ووفقاً للتسريبات، فإن المبالغ التي أودعتها قطر في خزينة مؤسسة كلينتون كانت جزءاً من صفقة كبرى لصالح تمويل مخطط «الربيع العربي» وإحراق الشرق الأوسط بأعمال عنف وإرهاب.
وكشفت إحدى الرسائل النقاب عن أن الحكومة القطرية فتحت أبوابها لعناصر لها علاقة بأعمال ومخططات إرهابية من خلال إنشاء مؤسسة إعلامية مشتركة بين جماعة الاخوان المسلمين والدوحة بقيمة 100 مليون دولار.
وفي العودة الى رسائل كلينتون المسرّبة، فإنّ هذه الرسائل كانت ضربة للاعلام الايراني الذي «يطبل» ليل نهار أن السعودية كانت وراء وجود «داعش». وها هم أتباع ايران يعيشون اليوم في صدمة وذهول بعد التسريبات.
لقد تبيّـن من خلال «اميلات» هيلاري كلينتون، أنّ هناك اتفاقاً أميركياً - إيرانياً بتدريب «داعش»، وإدخاله للعراق، وكان الاتفاق قد أُبرم بين أوباما وإيران وقطر والمالكي.
لقد كان الكونغرس الاميركي يدفع 200 مليون دولار شهرياً لـ»الحشد الشعبي» ولمنظمة بدر على مدار 3 سنوات.
لقد رفع ترامب السرية عن ملفات تعاون أوباما مع إيران لإدخال «داعش» للعراق بموافقة وتنفيذ المالكي وبمباركة من بشار الاسد، يومذاك تم الاتفاق على تشكيل حرس ثوري ايراني في العراق تحت مُسمّى «الحشد» لعسكرة المنطقة وبيع السلاح وتقسيم المنطقة العربية مع اتفاق لتسليم مناطق شرق البحر الاحمر لإيران وغربه للإخوان المسلمين من خلال تأجيجهم لثورات «الربيع العربي». كل هذه المعلومات وغيرها  قرّر ترامب رفع السرية عنها والإطاحة بخصومه الديموقراطيين المتعاونين مع نظام الملالي في إيران.
ونشير هنا الى أنّ الرسائل المسرّبة كشفت بوضوح الاتفاق بين أوباما وسليماني بإدخال «داعش» الى العراق بموافقة نوري المالكي لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
إنّ حوالى 35 ألف «إيميل»، فضحت تلك المؤامرة كما أنّ المحادثات بين حكومة أوباما وقاسم سليماني أشارت بوضوح الى مسؤولية أوباما وإيران في «دفع داعش» داخل العالم العربي، وتقويته لزعزعة المنطقة وتفتيتها... إنها بحق مؤامرة أميركية - إيرانية فارسية بامتياز.
إنّ الانتخابات الرئاسية الاميركية بين ترامب وبايدن والتي باتت تدق الباب بقوة أثارت سيلاً من الإتهامات المتبادلة بين المتنافسين على كرسي الرئاسة ومؤيديهما من الحزبين الجمهوري الذي يمثله دونالد ترامب والديموقراطي الذي يمثله جو بايدن.
إنّ ضلوع الولايات المتحدة الاميركية في تأسيس «داعش»، شيء فيه الكثير من الصحة... فهناك كثير من الإشارات التي توجّه الى واشنطن حول هذا الموضوع. إنّ كل الدلائل تشير الى وجود أصابع ودور أميركي في عملية إطلاق «داعش»، بغض النظر عما إذا كان هذا الدور مباشراً أو عبر قنوات وطرق مختلفة، وبالتالي فإنّ ما فجرته الرسائل المسرّبة يدعم هذه الرؤية ويؤكدها لدى البعض.
فالولايات المتحدة المتهم رئيسها السابق بالوقوف وراء ظهور «داعش»، ساكتة في كثير من الأوقات عن إمدادات الاسلحة التي كانت تتدفق على «داعش» و»الحشد الشعبي».
إنّ مساهمة الولايات المتحدة الاميركية في تقسيم المنطقة الى كيانين تابعين لتركيا وتنظيم الإخوان وإيران عن طريق المد الشيعي الجارف يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ أميركا تلاعبت بالمنطقة الشرق أوسطية كرمى لمصالحها الخاصة.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o